هابيك: اتفاق على شراكة طويلة في مجال الطاقة بين ألمانيا وقطر
٢٠ مارس ٢٠٢٢التقى وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك الأحد (20 مارس/ آذار 2022)، أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزراء في الحكومة القطرية في مباحثات تتصدر جدول أعمالها إمدادات الغاز في وقت تبحث فيه برلين عن بديل للإمدادات الروسية في أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا.
قال الديوان الأميري في بيان إن أمير قطر استقبل هابيك وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات لاسيما في مجال الطاقة.
وتتطلع برلين إلى تقليص اعتمادها على الغاز الطبيعي الروسي من خلال إبرام صفقات مع عدد من الشركاء الدوليين.
وعقب لقائه بأمير قطر أعلن الوزير الألماني إنه تم الاتفاق "بشكل رائع" على الدخول في شراكة طويلة المدى في الطاقة بين بلاده وقطر. وتابع "اكتسب اليوم زخما قويا"، وأشار إلى أن دعم الأمير كان قويا على نحو هائل وبشكل أقوى مما كان متوقعا. وأشار هابيك إلى أن (ممثلي) الشركات الذين جاءوا معه إلى قطر، سيشاركون الآن بشكل عميق في المفاوضات التعاقدية مع الجانب القطري.
وكان الوزير الألماني قال قال في وقت سابق بأنه يعتبر نفسه في قطر بمثابة "فاتح الباب" أمام صفقات ألمانية هناك. وقال هابيك بعد لقاء مع وزير الاقتصاد القطري الشيخ محمد بن حمد آل ثاني إنه يعتزم فتح مجالات أمام الاقتصاد الألماني في قطر، مثل التوسع في الطاقات المتجددة وكفاءة الموارد. وأضاف أنه يرى فرصا أيضا بالنسبة لشركات ألمانية في قطر في مجال التقنية الطبية.
في ذات الوقت تعهد هابيك بطرح المخاوف بشأن حقوق الإنسان على جدول المباحثات. وواجهت قطر، التي تستضيف كأس العالم لكرة القدم هذا العام، اتهامات متكررة باستغلال العمال المهاجرين.
ومن المقرر أن يغادر هيبيك قطر في وقت لاحق من اليوم الأحد متجها إلى الإمارات حيث يلتقي مع عدد من المسؤولين الاثنين. ومن المتوقع أن تتركز المحادثات على الهيدروجين" الأخضر"، والذي ينتج عن استخدام الطاقة المتجددة بدلا من الوقود الأحفوري التقليدي.
آفاق ديبلوماسية جديدة
وعلى العموم، فتح الغزو الروسي لأوكرانيا آفاقا دبلوماسية وتجارية لقطر المصدرة للغاز للتوسع في مبيعات الطاقة إلى الغرب وتعزيز تحالفها مع واشنطن وسط توتر بين الولايات المتحدة ودول خليجية أخرى.
فقد سعت الدوحة إلى اتخاذ موقف محايد إلى حد كبير إزاء الصراع، لكن أثناء محاولتها تجنب الانحياز إلى أحد الجانبين، أشارت إلى أنها يمكن أن تقدم مساعدة سياسية واقتصادية كبيرة للشركاء الغربيين.
وعلى النقيض، قاومت السعودية والإمارات الدعوات الغربية لزيادة سريعة في إنتاج النفط لاحتواء قفزة في أسعار الخام بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وحتى قبل اندلاع الحرب، صنّف الرئيس الأمريكي جو بايدن قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط، حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي، وهو وضع لم يتم منحه للإمارات ولا السعودية.
واللافت أيضا، دور قطر المتنامي خلال المحادثات النووية الإيرانية ونقل رسائل بين طهران وواشنطن. وقد التقى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بداية الأسبوع المنصرم، نظيره الروسي سيرغي لافروف. فيما قال مصدر مطلع لوكالة رويترز بأن المحادثات ركزت على رفع الحواجز أمام استكمال الاتفاق النووي الإيراني.
وقبل يوم من زيارته إلى موسكو، تحدث الشيخ محمد مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. والتقى أيضا بنظيريه في ألمانيا وفرنسا، وهما طرفان في محادثات إيران إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا. وبعد الاجتماع، تراجع لافروف عن مطالبه السابقة التي أوقفت مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني.
و.ب/ع.ج.م (د ب أ، رويترز)