هابيك يزور الخليج لتقليض الاعتماد على واردات الطاقة الروسية
١٨ مارس ٢٠٢٢أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية أن وزيرها روبرت هابيك سيتوجه غدا السبت (19 مارس/آذار 2022) إلى العاصمة القطرية الدوحة على رأس وفد اقتصادي رفيع المستوى، وذلك في إطار جولة له تشمل أيضا دولة الإمارات العربية المتحدة.
يأتي ذلك في إطار مساعي ألمانيا تقليص الاعتماد على واردات الطاقة من روسيا عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقطر هي واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، لكن معظم صادراتها من الغاز تذهب إلى آسيا حتى الآن.
وقال هابيك إن الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا وضعت قضية أمن الطاقة في قلب المناقشات الدولية ، وأضاف: "أكثر من أي وقت مضى، يجب أن ندعو إلى تحول عالمي للطاقة ونمضي قدما في تنويع مصادر الغاز الطبيعي حاليا. من ناحية، نحتاج إلى المزيد من الغاز الطبيعي المسال على المدى القصير والمؤقت، ونريد أن نجلبه إلى محطاتنا الألمانية".
وذكر هابيك أنه من ناحية أخرى يجب التمهيد بصورة أسرع للتحول المستقبلي من الغاز الطبيعي التقليدي إلى الهيدروجين "الأخضر"، وقال: "من الأفضل القيام بذلك في إطار شبكة أوروبية ودولية. في الأمرين يتمتع شركاؤنا في قطر والإمارات بأهمية مركزية".
هل يمكن لقطر أن تقلص الاعتماد على روسيا؟
وترى اتحادات اقتصادية ألمانية أن قطر يمكن أن تضطلع بدور مهم في الحد من اعتماد ألمانيا على الغاز الروسي، لكن لن يخلو الأمر من عقبات. وقال المدير التنفيذي لاتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية، مارتن فانسليبن، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن زيادة شحنات الغاز الطبيعي المسال ضرورة لتأمين إمداد الشركات الألمانية، وأضاف: "تمتلك قطر الإمكانات لتحل محل ورادات الغاز الروسية جزئيا بكميات إضافية".
من جانبه قال رئيس الاتحاد الألماني لـ"غاز المستقبل"، تيم كيلر، في تصريحات لـ(د.ب.أ) إن قطر تستثمر حاليا بكثافة في توسيع قدراتها التصديرية الكبيرة بالفعل، مشيرا في المقابل إلى أن جزءا كبيرا من الغاز الطبيعي المسال من قطر يتجه حاليا إلى منطقة آسيا-الباسفيك، وقال: "لذا ستدخل أوروبا هنا في منافسة أسعار مع آسيا".
وأكد الاتحاد الألماني لصناعات الطاقة والمياه أن المنتجين في الولايات المتحدة الأمريكية وقطر وأستراليا على وجه الخصوص قادرون على توسيع عروضهم في غضون مهلة قصيرة. ويرى الاتحاد أنه من الممكن "لذلك الحصول على كميات إضافية من الغاز الطبيعي المسال - وإن كان ذلك بأسعار مرتفعة على الأرجح".
وأشار فانسليبن إن هناك حتى الآن عقبات كبيرة أمام الشحن، موضحا أنه على الرغم من النمو المستمر لأسطول ناقلات الغاز الطبيعي المسال، فإن هناك مشكلات كبيرة في السعة، وقال: "بالإضافة إلى ذلك، هناك مسألة التسليم"، موضحا أن ألمانيا لا تمتلك حاليا محطة غاز طبيعي مسال خاصة بها.
وتعتزم الحكومة الألمانية تعزيز بناء المحطات. وقال فانسليبن إنه سيتعين تعجيل عمليات التصريح والبناء للمحطات بشكل كبير حتى يُجرى تشغيلها بحلول 2023 / 2024.
ع.ج.م/ع.ش (د ب أ)