أكبر منتجي الغاز والنفط في العالم.. من يحل أزمة أوروبا؟
١٢ مارس ٢٠٢٢ألمانيا على وجه الخصوص تجد نفسها عالقة في أزمة الغاز والنفط. إذ وفق وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية ، يأتي حوالي 55 في المائة من الغاز المستورد حالياً من روسيا، لذا فإن التبعية عالية بشكل خاص مقارنة بباقي الدول الأوروبية الأخرى.
كما انخفضت احتياطيات الغاز الألمانية أيضاً إلى أقل من 30 في المائة من سعة التخزين. لهذا السبب، يتم في الوقت الحالي أيضاَ مناقشة زيادة استيراد الغاز المسال. ولكن من هي الدول التي يمكنها توريد كميات إضافية؟
فيما يلي نظرة على الموردين السابقين والقادمين الجدد المحتملين:
الولايات المتحدة الأمريكية
تعد الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من أكبر منتجي الغاز الطبيعي ومصدري الغاز السائل في العالم، وذلك بفضل عملية التكسير الهيدروليكي أيضاَ. الطريقة مثيرة للجدل إلى حد كبير لأسباب بيئية. تتضمن العملية حقن مزيج من الماء والرمل والمواد الكيميائية في الأرض، مما يتيح تدفق النفط أو الغاز. غير أن الاتحاد الأوروبي يجري بالفعل مفاوضات استيراد مع الولايات المتحدة الأمريكية. فقد زادت الأخيرة بالفعل من صادرات الغاز المسال إلى أوروبا خلال الأسابيع القليلة الماضية. مع ذلك لن تستفيد ألمانيا بشكل مباشر من زيادة أخرى، حيث لا يوجد بها محطة واحدة للغاز الطبيعي المسال.
النرويج وهولندا
تعد النرويج أيضاً واحدة من أكبر المنتجين في العالم وتوفر حوالي ثلث احتياجات ألمانيا من الغاز. ومع ذلك ، لا يمكنها زيادة كمية الغاز. كما قال رئيس الوزراء النرويجي، جوناس جار ستور، في مقابلة مع التلفزيون الألماني منتصف شهر يناير/ كانون الثاني: "نحن نقدم خدماتنا بكامل طاقتنا".وتابع:"ليس لدينا احتياطيات". حتى هولندا ، التي توفر 10 في المائة من الغاز الطبيعي لألمانيا، لا يمكنها زيادة صادراتها.
قطر
تعد إمارة قطر من أكبر مصدري الغاز المسال. إلى جانب روسيا وإيران، يمتلك البلد الخليجي أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم. غير أن البلاد تنتج عند الحد الأقصى.كما صرح وزيرالدولة لشؤون الطاقة، سعد بن شريدة الكعبي، في اجتماع مع 11 ممثلاً عن الدول المصدرة للغاز في الدوحة قبل يومين من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، إن الأمر يتطلب أولاً "استثمارات كبيرة في البنية التحتية" وعقود طويلة الأمد مع الأوروبيين. ومع ذلك يمكن أن يزيد من كمية الغاز الطبيعي المسال في السنوات القادمة. بالإضافة إلى ذلك تم بالفعل تحويل سفن كانت تسافر من قبل إلى آسيا مع حمولتها إلى أوروبا.
الجزائر
البلد الواقع في شمال إفريقيا هو عاشر أكبر مورد للغاز في العالم. غير أن الجزء الأكبر من الغاز الذي يتم تصديره من هناك في عام 2021 كان موجهاً للسوق الأوروبية. وهذا ما يجعل الجزائر أحد أهم موردي الغاز الطبيعي المسال لأوروبا. كما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية( أ.ف.ب). وفي في نهاية فبراير / شباط، وافقت البلاد على توريد المزيد من الغاز.
من جانبه قال رئيس شركة الطاقة المملوكة للدولة/ سوناطراك، توفيق حكار، إن شركته "مستعدة لضخ غاز إضافي من فائضها إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق خط الأنابيب عبرالبحر المتوسط ( ترانسميد) الذي يربط الجزائر بإيطاليا". غير أن حكار أقر بضرورة وجود فائض من الغاز أو الغاز الطبيعي المسال من أجل حدوث ذلك. في بادئ الأمر، يجب تلبية الطلب في بلدك و "الالتزامات التعاقدية". لهذا يعتقد خبراء أن الجزائر - على المدى القصير على الأقل لن يمكنها تلبية احتياجات أوروبا أيضاً من الغاز الطبيعي.
نيجيريا
نيجيريا هي إحدى الدول التي تمتلك أكبر احتياطيات من الغاز في العالم- وهو ما يفوق احتياجاتها للسوق المحلية. قد يوفر إنشاء خط أنابيب بطول أربعة آلاف كيلومتر من الدولة الواقعة في غرب إفريقيا مزيداً من الاستقلال عن الغاز الروسي، على الأقل في المدى المتوسط. وبمجرد اكتماله، من المتوقع أن ينقل خط الأنابيب ما يصل إلى 30 مليار متر مكعب من الغاز إلى الجزائر. من هناك يمكن توجيهه إلى أوروبا. لكن حتى الآن، أعاقت التوترات السياسية بين الجزائر والنيجر، المتاخمة لنيجيريا والجزائر ، اكتمال المشروع.
تقوم نيجيريا بتصدير الغاز المسال إلى أوروبا عن طريق السفن. أكبر المشترين هم إسبانيا وفرنسا والبرتغال، التي تمتلك محطات للغاز الطبيعي المسال. وفقاً للجمعية الأفريقية للأعمال الألمانية، تم استيراد أكثر من اثني عشر مليار متر مكعب من نيجيريا إلى أوروبا في عام 2019. تسعى ألمانيا الآن أيضاً إلى بناء محطتين للغاز الطبيعي المسال من أجل جعل الاستيراد المباشر إليها ممكناً. ولكن قد يستغرق ذلك سنوات قبل اكتمال المرافق.
أذربيجان
في تصريح للصحيفة الصينية "آسيا تايمز"، قال مسؤول بوزارة الطاقة، إن أذربيجان، التي كانت في السابق جزءاً من الاتحاد السوفيتي، تخطط لزيادة إمداداتها من الغاز بنسبة 11 في المائة هذا العام. لكن المشكلة تكمن في أن الدولة الواقعة في القوقاز غالباً ما تكون مرتبطة بعقود طويلة الأمد تم توقيعها منذ سنوات. بالإضافة إلى ذلك، فقد زاد الطلب المحلي بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية.
منذ ديسمبر/ كانون الأول عام 2020، تقوم الدولة بتزويد القارة الأوروبية بالغاز عبر خط الأنابيب عبر البحر الأدرياتيكي (TAP). يمتد ممر الغاز البالغ طوله 900 كيلومتر تقريباً من الحدود التركية اليونانية عبر ألبانيا إلى إيطاليا.
شتيفاني هوبنر / إ.م