تحركات أوروبية لمواجهة توقف محتمل لإمدادات الغاز الروسي
١٦ فبراير ٢٠٢٢وسط تصاعد حدة التوتر، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اتخاذ الاتحاد الأوروبي احتياطات واسعة النطاق تحسباً لحدوث خفض مفاجئ في إمدادات الغاز الروسية إلى التكتل.، كردّ محتمل قد تلجأ إليه روسيا في حال تعرضت لعقوبات.
وقالت فون دير لاين للصحفيين في ستراسبورغ الثلاثاء (15 فبراير/ شباط 2022)، إن الاتحاد الأوروبي تحدث مع الولايات المتحدة وقطر ومصر وأذربيجان ونيجيريا وكوريا الجنوبية عن زيادة شحنات الغاز والغاز الطبيعي المسال، إما من خلال شحنات إضافية أو مبادلات عقود.
وتابعت فون دير لاين قائلة إننا "تحدثنا أيضا مع كبار موردي الغاز الطبيعي المسال... لنسأل عمّا إذا كان بوسعنا مبادلة عقود لصالح الاتحاد الأوروبي"، مضيفة أن اليابان مستعدة للقيام بذلك.
وتابعت "تؤتي هذه الجهود ثمارها الآن بشكل واضح". وقالت اليابان الأسبوع الماضي إنها ستحول بعض شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا استجابة لطلبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
اعتماد كبير على الغاز الروسي
في الوقت ذاته أقرت فون دير لاين بأن الوقف الكامل لإمدادات الغاز الروسي سيتطلب إجراءات إضافية. وتورد روسيا أوروبا نحو 40 بالمئة من إمدادات الغاز الطبيعي. وارتفعت العام الماضي أسعار الغاز في القارة حيث اصطدم نقص العرض مع ارتفاع الطلب في اقتصادات تنهض من تداعيات جائحة كوفيد-19، مع واردات أقل من المتوقع من روسيا.
وسجلت الواردات الأوروبية للغاز الطبيعي المسال مستوى قياسيا بلغ نحو 11 مليار متر مكعب في يناير/ كانون الثاني، جاء أقل من نصفها بقليل من الولايات المتحدة. وحاليا تبلغ مستويات تخزين الغاز أوروبيا نحو 34 بالمئة.
لكن فون دير لاين اعتبرت أنه يمكن الاستفادة من الأزمة الأوكرانية في سبيل الحد من الاعتماد على الغاز الروسي، وذلك عبر تكثيف الجهود للتحول إلى الطاقة المتجددة.
ارتفاع "وشيك" لأسعار النفط
وإذا كان الاتحاد الأوروبي يعمل جاهدا نحو تأمين احتياجاته من الغاز، فإن الولايات المتحدة تخشى من ارتفاع أسعار النفط. وقد حذّر الرئيس جو بايدن الأميركيين الثلاثاء من أن غزوا روسيا لأوكرانيا من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، مشددا على جهود تبذلها إدارته حاليا للتخفيف من وطأة اضطراب الأسواق العالمية للطاقة في حال اندلاع نزاع.
وقال بايدن في كلمة مقتضبة ألقاها في البيت الأبيض "إذا ما قرّرت روسيا غزو أوكرانيا، ستكون لهذا الأمر تداعيات هنا". وتابع "لن أدعي بأن الأمر لن يكون مؤلما. ستكون لذلك تداعيات على أسعار الطاقة". وقال بايدن "ننسق مع كبار مستهلكي ومنتجي النفط"، وتابع "سأتعاون مع الكونغرس للمساعدة في حماية المستهلكين والاستجابة إلى ارتفاع الأسعار" في محطات التوزيع. وأدت الخشية من حدوث حرب في أوكرانيا إلى ارتفاع الأسعار إلى أعلى مستوى لها منذ سبعة أعوام.
وفي كلمته المقتضبة،لازال بايدن يعتبر أن هجوما روسيا على أوكرانيا "ممكنا جدا".وقال إن بداية انسحاب للقوات الروسية من الحدود الأوكرانية كما أعلنت موسكو "سيكون أمرا ايجابيا"، لكنه تدارك "اننا لم نتحقق حتى الآن" من تنفيذ ذلك، مؤكدا في المقابل أن هذه القوات التي يقدر عددها "بأكثر من 150 الف" جندي لا تزال "في وضع يشكل تهديدا".
و.ب/إ.ف (د ب أ، رويترز، أ ف ب)