فرقة الروك الألمانية "سكوربيونز" تحمل "رياح التغيير" للرباط
٢٥ مايو ٢٠١٢جاء الجمهورومن مختلف الأجيال رجالاً ونساءً في الموعد المحدد، ليحضروا لأول مرة حفلة لإحدى أشهر فرق الروك في المانيا وخارجها. كان اللقاء بعد مطالبات لإدارة مهرجان موازين باستضافة "سكوربيونز" ضمن فعالياته التي تستقطب سنويا نجوماً عالمين من مختلف الدول والمشارب وأنواع وألوان الموسيقى.
آلاء (16 عاماً) تبدو سعيدة جدا لتمكنها من حضور هذا الحفل "التاريخي" و تقول خلال لقائها مع DW "أنا لا أصدق أني أحضر حفلا مباشراً لسكوربيونز، أعشق أغانيهم وأرددها منذ كنت طفلة، والكثير من زملائي في المدرسة هنا، الكل جاء ليحضر هذا الحفل المميز".
الرباط.. مسك الختام
أما هناء وسكينة ودنيا فهن شابات في ربيعهن السابع عشر، أكثر ما يسعدهن هو كونهن يحضرن آخر حفل للفرقة العالمية، "لم نكن نعتقد أننا سنتمكن من ذلك، سبق وأعلنوا أنهم سيعتزلون الفن، وها نحن نحضر بالفعل آخر حفلة غنائية لهم لنردد معهم أغانيهم الجميلة، إنه أمر رائع".
أما ياسين البالغ من العمر 36 عاما فلا تقل سعادته عن بقية الحاضرين، فرحة يشاركه فيها كل عشاق الروك والفرقة الألمانية، فيقول لـ DW " فرصة كهذه لا تتأتى دائما، هذه سهرة تاريخية لن أنساها"، ويضيف أنه نشأ على إيقاع أغاني الفرقة وجاء ليستمتع ويردد مع الفرقة أشهرأغانيها التي يحبها وهي " windof change"،" living for tomorrow"، و"holiday"...
ولم يغب الأطفال بدورهم عن حفل السكوربيونز رغم أن الفرقة تعتبر قديمة، وتستهوي جيل الشباب خصوصاً، بعض هؤلاء الأطفال حملوا شعارات تعبر عن حبهم لموسيقى "العقارب" الألمان.
السياح أيضا كانوا حاضرين في الحفل الكبير وبالخصوص الأوروبيين، كارين فرنسية تقول لـ DW "أنا سعيدة جدا لأني هنا، أنا أعشق السكوربيونز وهذه أول مرة أحضر فيها حفلا لهم بفضل تواجدي في المغرب، لو لم أكن هنا لما أتيحت لي هذه الفرصة".
عشرات الآلاف انتظروا الفرقة المحبوبة، واستقبلوها بترحيب منقظع النظير وبصيحات فرح مدوية. أما الفرقة فردت على حرارة ترحيب الجمهور عن طريق مغنيها كلاوس ماين الذي قال "السلام، نحن سعيدون لأننا نتواجد هنا لأول مرة" وألهب حماس الجهمور الغفير، حتى قبل البدء بالغناء.
"سكوربيونز" والربيع العربي
جماهير الرباط رددت مع الفرقة كل أغنية أدتها، ورقصت على إيقاعاتها الصاخبة، وكانت الفرحة الكبرى للجمهور حين أدت الفرقة الأغنية التي طلبها وانتظرها طويلاً، وهي أغنية "رياح التغيير" أحد أشهر أغاني الفرقة العالمية، التي أعلنت في الرباط أن السياق الذي جاءت فيه هذه الأغنية يشبه سياق الربيع العربي، حيث قال أحد مؤسسي الفرقة إن الأغنية تحمل رسالة حب وسلام، و ترتبط بفترة ما بعد الحرب الباردة. وكانت الفرقة قد أدت الأغنية في موسكو عام 1989 للاحتفال بسياسة الزعيم الروسي ميخائيل كورباتشوف، والتي وضعت بعدها حدا للحرب الباردة.
وقبل الحفلة التقت DWمع عدد من الصحفيين بأعضاء الفرقة الألمانية، التي أعلنت خلال اللقاء أن مهرجان موازين يشكل محطة مهمة في جولتها النهائية التي ستختتم بها مسارا فنيا متميزا على الصعيد العالمي، وإن قرار الاعتزال كان مشتركا ومتفقا عليه من الكل، وقال أحد أعضاء الفرقة بنبرة فيها مزيج من التأثر والحسم "لكل شيء نهاية ونريد أن نعتزل الغناء ونحن أقوياء، يجب على المرء أن يكون عقلانيا، ونحن فخورون بأننا مازلنا نلقى النجاح وحب الجمهور، ومازالت أعمالنا تلقى إقبالاً كبيراً".
عقود من العطاء والنجاح
اسم "سكوربينز" تم اختياره ليكون اسم الفرقة، وليحفر في قلوب الملايين من عشاقها، نسبة إلى العقرب الذي هو حيوان صبور ويستطيع التعايش مع الظروف الصعبة كما أعلنت الفرقة الألمانية عن ذلك في الرباط. حوالي نصف قرن من الأداء المتميز والأعمال الخالدة والحفلات الناجحة حول العالم، لتتحول هذه الفرقة إلى أسطورة فنية. أما عن السر في هذه الوحدة والانسجام بين أعضائها فيقول أحدهم "وصفة نجاحنا واستمرارنا سوية كل هذه المدة هو أننا نتقاسم نفس الحلم ونفس الشغف بموسيقى الروك، هذا كان مصدر قوتنا".
وتستعد الفرقة بعد اختتام مسيرتها الفنية الحافلة، من خلال الجولة العالمية التي تحملها لآخر مرة إلى عدد من البلدان حيث سيودعهم عشاقهم، لإعداد فيلم وثائقي يتناول تجربة "سكوربيونز" وتاريخها الفني الحافل بالنجاحات.
وتعود بداية "العقارب" الألمان إلى عام 1965 حيث تأسست "سكوربيونز" في مدينة هانوفر- شمال المانيا، وفي العام 1972 أصدرت ألبومها الأول، ولتبدأ الفرقة بعدها مسيرة فنية متألقة جمعت فيها بين التأليف والعزف والأداء المميز. وشكلت فترة السبعينات وحتى بداية التسعينات فترة ذهبية تألقت خلالها الفرقة التي أضافت الكثير لموسيقى الروك، والتي تعتبر أول فرقة روك أوروبية تحظى بهذا النجاح العالمي.
سهام أشطو- الرباط
مراجعة: عارف جابو