مسابقات الأغاني العربية - استنساخ لبرامج أوروبية؟
٢٣ مايو ٢٠١٢تقام يوم السبت القادم السهرة النهائية لمسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيزيون" في باكو، عاصمة أذريبدجان. وهي المسابقة الفنية الكبرى التي تعرف نسبة مشاهدة كبيرة تضاهي نسب المشاهدة التي تعرفها التظاهرات الرياضية الكبرى. فحسب الموقع الرسمي لمسابقة "يوروفيزيون" فالمشاركة تحظى بعدد مشاهدين يقدر بين 100 مليون و600 مليون شخص حول العالم.
وعرف النصف النهائي الأول للمسابقة إقصاء الدول التالية: مونتينيغرو، ليتوانيا، سويسرا، بلجيكا، فلندا، إسرائيل، جمهورية سان مارينو، والنمسا. ومن المرتقب أن يجري النصف النهائي الثاني غدا الخميس (24 مايو/ أيار)، أي قبل يوم من السهرة الختامية، والتي سيتوج فيها الفائز.
ويرجح المتتبعين تنافسا حادا هذه السنة بين المتسابقة السويدية من أصل مغربي "لورين" والفرقة الروسية "بورانوفسكي بابوشكي". وهي فرقة غنائية مكونة من سيدات فوق السبعين، واللواتي شكلن مفاجأة هذه الدورة. وتقول المشاركات الروسيات أنهن يشاركن بغرض جمع الأموال لكنيسة في قريتهم. وسيقمن بالغناء باللغتين الانجليزية واللغة الأدمورتية. كما ستشارك بريطانيا أيضا بمطرب كبير في السن وهو "انغيلبرت همبردينك" البالغ من العمر76 عاما.
تاريخ طويل لمسابقات الأغاني
مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيزيون" هي من أعرق المسابقات الغنائية في أوروبا حيث بدأت لأول مرة سنة 1956. وفي العالم العربي ومع انتشار التلفزيون ظهرت بعض المسابقات الغنائية الصغيرة الخاصة ببعض البلدان كمصر ولبنان والمغرب. نستحضر مثلا برنامج استوديو الفن في لبنان، أو برنامج "مواهب" في المغرب.
غير أن العالم العربي لا يتوفر لغاية اليوم على مسابقة كبرى كمسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيزيون". بمعنى مسابقة تشترك فيها التلفزيونات العربية الرسمية في تنظيم مسابقة للأغاني. لكن من جهة أخرى عرفت برامج مسابقات الأغاني الخاصة ببعض القنوات اللبنانية أو الخليجية، نجاحا هائلا خصوصا وأنها تدخل في إطار ما يعرف بتلفزيون الواقع، كبرنامج ستار أكاديمي، أو برنامج السوبر ستار، أو عرب أيدول. ورغم ذلك تبقى هذه البرامج هي مجرد استنساخ لبرامج أوروبية بنفس الأفكار وبنفس الشكل.
مشاركة عربية يتيمة في "يوروفيزيون"
تظل المشاركة العربية الوحيدة لحد الآن في مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيزيون"، هي مشاركة النجمة المغربية سميرة سعيد. شاركت سميرة بأغنية بعنوان "بطاقة حب"، وهي أغنية تمجد السلام وتنبذ التمييز العنصري والعنف. وكانت هذه المشاركة العربية اليتيمة في سنة 1980.
وقامت النجمة المغربية بتأدية الأغنية باللهجة المغربية (الدّارجة) واللغة الفرنسية. غير أن هذه الأغنية لم تلق التصويت الكافي، حيث اكتفت أغنية "بطاقة حب" بسبعة نقاط، حصلت عليها من إيطاليا، جعلتها تحتل المرتبة ما قبل الأخيرة. وقد كان من المفترض أن تكون هناك مشاركات عربية أخرى، خاصة من الجانب اللبناني سنة 1977 والتونسي في 2005، لكن لم تتحقق هاتين المشاركتين، لأسباب سياسية تكمن في مشاركة إسرائيل في نفس المسابقة.
ريم نجمي
مراجعة: طارق أنكاي