1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فرصة لحياة جديدة في ألمانيا

يوليانه متسكر/ علاء جمعة ٢٦ أكتوبر ٢٠١٥

بعد عام من الغربة قضاها السوري علاء هود في ألمانيا وحيدا دون عائلته، تتاح للعائلة الآن فرصة لم الشمل. مراسلة DW يوليانه ميتسكر التقت مع زوجة علاء وابنهما جوجو قبل سفرهما من بيروت إلى الأب الذي ينتظرهما في ألمانيا.

https://p.dw.com/p/1GtLJ
Beirut Hiba, die Frau von Alaa Houd
صورة من: DW/J. Metzker

تحمل هبة ابنها على ذراعها، وتضمه إليها. جوجو، كما ينادون الطفل تدليلا، ذو الثلاث سنوات يستند على كتف أمه بلطف. إنه متعب،عيناه تغلقان ويسقط رأسه على كتف أمه باستمرار. لقد استغرق سفرهما من العاصمة السورية دمشق عدة ساعات بالتاكسي حتى وصلوا إلى مطار بيروت. الساعة تشير الآن إلى الواحدة بعد منتصف الليل. وبالنسبة لهبة وابنها جوجو هذه هي الساعات الأخيرة لهما في بلد عربي؛ فبعد ساعات فقط، سوف يبدؤون حياة جديدة تماما، بعيدة عن الوطن، والحرب المستعرة هناك منذ أكثر من أربع سنوات.

وبعربة أمتعة محملة عن آخرها تقف هبة في مبنى المطار وتتفحص لوحة مواعيد الرحلات. ستطير مع ابنها أولا من بيروت إلى بلغراد ومن ثم إلى مطار دوسلدورف، حيث ينتظرهما هناك زوجها علاء. تبتسم الأم الشابة وتقول "مرت سنة كاملة، وأنا وزوجي نعيش بعيدا عن بعضنا، ولم يتسن لنا أن نلتقي، اشتاق لرؤيته كثيرا."

رحلة خطرة إلى ألمانيا

لقد رحل علاء إلى أوروبا قبل سنة على أمل لحاق عائلته به قريبا. لم تكن هبة متحمسة كثيرا وتقول: "لم أكن مقتنعة، لكن لم أرد أن أقف عقبة في طريقه"، وتضيف "لكن عندما رحل علاء، أحسست وكأن قطعة من روحي قد رحلت عني، وكنت قلقة عليه."

في الواقع لم يكن قلقها غير مبرر؛ فأثناء الرحلة بين تركيا واليونان انقلب القارب المطاطي، الذي كان يقل علاء مع غيره من الركاب، حيث اضطر علاء للسباحة نحو الشاطئ لمدة ثلاث ساعات، حتى تم إنقاذه من قبل خفر السواحل اليوناني. وتقول هبة "لمدة يومين لم اسمع منه شيئا، لم استطع النوم أو الأكل وقتها حتى اتصل بي."

بعد رحلة خطيرة وطويلة، وصل علاء أخيرا إلى ألمانيا. العيش بدون زوجها لمدة عام كامل كان بمثابة قلق وتعذيب لهبة. وانتظرت الزوجة الشابة حتى تسنت لها الفرصة للحاق بزوجها أخيرا. هي أيضا كانت خائفة من القذائف التي تساقطت قرب بيتها. وتقول إنه في الأيام الأخيرة سقط وابل كثيف من الصواريخ على المنطقة. وهو ما لم يحدث منذ فترة طويلة. لكن لا يمكن للمرء أن يكون متأكدا كم ستطول فترات الهدوء، تحكي هبة ذلك بينما تمسح بيدها برفق على شعر ابنها الصغير جوجو، الذي استيقظ بعد أن كان نائما، واخذ يراقب المسافرين في مبنى المطار. ولأجله خصوصا يريد الوالدان تأمين مستقبل جيد بعيداً عن شبح الحرب، وهذا لن يكون في الوقت الراهن في سوريا.

"لا أعرف ماذا ينتظرني"

قبل بضعة أيام فقط، تلقت هبة رسالة من السفارة الألمانية، تفيد بأن طلب لم شمل العائلة تم المصادقة عليه. تكاليف السفر قام زوجها علاء بتأمينها، وتقول هبة "لقد كنت أشك في رؤية زوجي علاء مرة أخرى، إلا أن الوقت حان أخيرا." غير أن مشاعر مختلطة تراود أفكارها وتقول "لا أعرف ماذا ينتظرني هناك، وعلينا أن نرى كيف يمكننا تسوية أمورنا من جديد." وأضافت "ألمانيا بالنسبة لي هي أرض الإنسانية، فقد فتحت أبوابها لنا، وأتاحت لنا الفرصة لنبدأ حياتنا من جديد."

قبل تفتيش الأمتعة بقليل، رن هاتف هبة، إنها والدتها من سورية، تريد التأكد إن كانت ابنتها وصلت بيروت بسلام. وبعد أن أنهت هبة مكالمتها وقفت صامتة لبرهة، فوداع والديها صعب بالنسبة لها. وقالت "اشعر بغصة في حلقي، آمل أن تتوقف الحرب قريبا كي أرى والدتي مرة أخرى." ثم أخذت جوجو بيدها، وقالت له "لقد حان الوقت،علينا الذهاب الآن." وبعدها مباشرة عادت ابتسامة هبة تظهر من جديد لأن ساعات قليلة فقط هي التي تفصل بينها وبين زوجها علاء، الموجود في ألمانيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات