سوريا: لافروف في الخليج لبحث الأزمة وقصف مكثف على جنوب دمشق
١٤ نوفمبر ٢٠١٢يستقبل وزراء خارجية دول الخليج نظيرهم الروسي سيرغي لافروف في الرياض اليوم (الأربعاء 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012) لإجراء محادثات حول الأزمة في سوريا وإمكانية انتقال سياسي في هذا البلد. وقالت مصادر دبلوماسية مطلعة إن من المتوقع أن تحث روسيا السعودية على السماح لمنافستها الإقليمية إيران بالانضمام إلى مساع لإنهاء الصراع الدائر في سوريا خلال اجتماع رفيع المستوى نادر بين الجانبين. وتعد زيارة لافروف للرياض ثاني رحلة له للشرق الأوسط خلال أقل من أسبوعين. وفي زيارته للقاهرة الأسبوع الماضي تبنى الوزير الروسي مسعى تدعمه مصر يجمع القوى الإقليمية لإيجاد حل للأزمة السورية. وتخلفت السعودية، التي تدعم المعارضين الذين يقاتلون الأسد، عن حضور اجتماعين وزاريين للمجموعة التي تضم مصر وتركيا وإيران أقرب حليف إقليمي لسوريا.
استمرار عمليات القصف في سوريا
ميدانيا، تتعرض مناطق في جنوب العاصمة دمشق للقصف، تزامنا مع شن الطائرات المقاتلة غارات على شمال غرب البلاد، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد في رسالة الكترونية "سقطت قذائف عدة صباح اليوم الأربعاء على مخيم فلسطين بمدينة دمشق"، من دون أن يحدد مصدر هذه القذائف. وأوضح المرصد أن المنطقة "تشهد عملية عسكرية، لذا يصعب تحديد مصدر القصف على المخيم".
من جهتها، أفادت لجان التنسيق المحلية صباح اليوم عن "بدء القصف المدفعي على شارع فلسطين وحي التضامن". وتشهد المناطق الجنوبية من العاصمة في الفترة الأخيرة تصاعدا في القصف والاشتباكات. وكانت اشتباكات عنيفة دارت الثلاثاء في حي التضامن الذي تعرض للقصف من القوات النظامية في محاولة للسيطرة عليه بحسب المرصد.
وفي محافظة إدلب شن الطيران الحربي السوري صباح اليوم غارات على مدينة معرة النعمان الإستراتيجية، بحسب المرصد الذي أشار إلى وقوع اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف القريب من المدينة، والمحاصر منذ نحو شهر. واستولى المعارضون على معرة النعمان في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر بعد معارك ضارية، ثم تمكنوا من السيطرة على عدد من القرى القريبة منها والطريق السريعة التي تمر بها وتربط بين حلب (شمال) ودمشق، إلا أن قوات النظام عادت وتقدمت خلال الأيام الأخيرة على هذه الطريق واستعادت عددا من القرى. يذكر أنه من الصعب التحقق في دقة هذه المعلومات في غياب مصادر مستقلة.
واشنطن تعلن مساعدات إنسانية إضافية
وفي تطور آخر، أعلنت الولايات المتحدة اليوم الأربعاء عن تقديمها مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 30 مليون دولار للمتضررين من الصراع في سوريا. ووصفت تشكيل ائتلاف جديد للمعارضة بأنه "خطوة مهمة ستساعد واشنطن على تحديد الجهة التي تقدم لها المساعدة". وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن المساعدات بعد محادثات أجرتها في بيرث مع نظيرها الاسترالي بوب كار ووزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا ونظيره الأسترالي ستيفن سميث.
لكن الولايات المتحدة أحجمت عن الاعتراف الكامل بالمعارضة السورية أو تقديم السلاح لها. وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي "اتفقنا اليوم على أن تشكيل ائتلاف المعارضة السورية الجديد خطوة مهمة إلى الأمام وستساعد المجتمع الدولي على أن يحدد بشكل أفضل الجهة التي تحتاج أكثر إلى المساعدة. "واليوم يسعدني أن أعلن أن الولايات المتحدة تقدم 30 مليون دولار إضافية في شكل مساعدات إنسانية للمساعدة على توفير الغذاء المطلوب بشدة للجوعى داخل سوريا وللاجئين الذين فروا إلى تركيا والأردن ولبنان والعراق." وستقدم المساعدات من خلال برنامج الأغذية العالمي الذي يوفر المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص في سوريا وقرابة 400 ألف لاجئ في الدول المجاورة. وذكرت كلينتون أن المبالغ الإضافية رفعت المساعدات الأمريكية الإنسانية للمتضررين من الأزمة السورية إلى 200 مليون دولار.
وبعد 20 شهرا من اندلاع انتفاضتهم الدامية ضد الرئيس السوري بشار الأسد وقعت المعارضة السورية اتفاقا في قطر يوم الأحد لتشكيل ائتلاف بقيادة معاذ الخطيب، الإمام السابق في دمشق، والذي دعا للاعتراف الدولي بالكيان الجديد. وأصبحت فرنسا أول قوة أوروبية تعترف بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية كممثل وحيد للشعب السوري وقالت أمس الثلاثاء إنها ستدرس تسليح المعارضين في مواجهة الأسد بمجرد أن يشكلوا حكومة. واعترفت ست دول عربية خليجية بالائتلاف يوم الاثنين. ورغم ترحيبها بتشكيل الائتلاف الجديد ووصفه بممثل شرعي للشعب السوري فإن الولايات المتحدة لم تعترف به بشكل كامل ولا تزود المعارضين بالأسلحة.
ح.ز./ش.ع (أ.ف.ب/ د.ب.أ/ رويترز)