باريس وواشنطن تعترفان بالائتلاف المعارض ممثلا للشعب السوري
١٣ نوفمبر ٢٠١٢أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، الثلاثاء (13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012)، إن باريس تعترف بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية "الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي الحكومة المؤقتة القادمة لسوريا الديمقراطية التي ستتيح الانتهاء من نظام بشار الأسد". كما أشار أولاند إلى أن مسالة تسليح المعارضة "سيكون من الضروري إعادة طرحها، ليس في فرنسا فحسب، وإنما في جميع الدول التي ستعترف بهذه الحكومة" المؤقتة.
وردا على سؤال بشان إمكانية حدوث تدخل دولي مسلح، ذكر أولاند بأن مجلس الأمن الدولي "ليس في هذه الحالة الذهنية"، بسبب معارضة روسيا والصين، إلا أنه اعتبر أن الأمم المتحدة عليها "العمل على تحصين" المناطق "المحررة" في سوريا حيث يوجد نازحون. وقال "سنتحرك باسم مبدأ حماية المدنيين"، مضيفا "كل المناطق التي سيمكن تحريرها والتي ستكون تحت سلطة هذه الحكومة (الانتقالية) يجب أن تتم حمايتها".
من جهتها اعتبرت الولايات المتحدة، الثلاثاء، الائتلاف الوطني السوري "ممثلا شرعيا للشعب السوري"، لكنها تجنبت الإشارة إلى الحكومة الانتقالية كما فعلت فرنسا. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر "نعتقد أنه ممثل شرعي للشعب السوري، انعكاس للشعب السوري (...) نريد أيضا أن يبدي (هذا الائتلاف المعارض) قدرته على تمثيل السوريين في داخل سوريا".
وكانت جماعات المعارضة السورية قد أبرمت اتفاقا في الدوحة، يوم الأحد الماضي، لتشكيل ائتلاف موسع للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، بعد انتفاضة ضد حكمه مستمرة منذ 20 شهرا.
واجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بنظرائهم العرب، الثلاثاء بمقر الجامعة العربية في القاهرة، وأشاد الوزراء الأوروبيون بالمعارضة السورية لتشكيلها ائتلافا جديدا. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ في القاهرة "إن الائتلاف خطوة كبيرة إلى الأمام"، مضيفا "نحن نريد الآن رؤية تنفيذ تفاصيل الاتفاق الذي تم في الدوحة ولا بد أن نرى على ارض الواقع أن الائتلاف الذي جرى تشكيله يمثل بأكبر قدر ممكن أطياف المعارضة والطوائف المختلفة داخل سوريا".
وفي القاهرة، دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب العالم إلى تسليح المعارضة. وقال لوكالة فرانس برس إن "المعارضة بحاجة ملحة للأسلحة، لأسلحة نوعية (...) والدعم يقصر من معاناة السوريين ونزيف دمائهم"، رافضا تحديد نوعية الأسلحة، التي قال إن مجلسا عسكريا تابعا للائتلاف وجاري تكوينه سيحدد نوعيتها.
قصف بالطيران في دمشق والحسكة
وفي الداخل السوري شهدت الأحياء الجنوبية في دمشق، الثلاثاء، اشتباكات بين مجموعات مقاتلة معارضة والقوات النظامية التي قصفت بشدة عددا من المناطق في هذه الأحياء، بالإضافة إلى مناطق في ريف العاصمة ما تسبب بمقتل العشرات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. في الوقت نفسه، أفاد المرصد عن تعزيزات عسكرية استقدمتها القوات النظامية إلى محيط مدينة راس العين في محافظة الحسكة (شمال شرق)، التي استولى عليها المقاتلون المعارضون قبل أيام، والتي تعرضت لغارات جوية كثيفة من طيران حربي الثلاثاء.
وأفاد المرصد في بيانات متتالية منذ الصباح عن قصف طال حي التضامن حيث تدور منذ الاثنين اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية "التي تحاول السيطرة على الحي" ومقاتلين معارضين. وطال القصف أيضا مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وحي العسالي القريبين، وصولا إلى مناطق في الضواحي. وأشار المرصد إلى مقتل عشرة أشخاص في العاصمة. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن الجيش "اشتبك مع مجموعة إرهابية مسلحة بالقرب من جامع العثمان في حي التضامن بدمشق وقضى على عدد كبير من الإرهابيين وفكك عبوات ناسفة بالقرب من جامع الزبير". وفي ريف دمشق تعرضت مناطق عدة للقصف ما تسبب بمقتل 44 شخصا بينهم مقاتلون وجنود، وغالبيتهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الإنسان في كافة أنحاء سوريا وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية. وقتل 106 أشخاص في أعمال عنف في مناطق سورية مختلفة الثلاثاء، بحسب للمرصد.
يُذكر أنه لا يمكن التحقق من صحة الأنباء الميدانية القادمة من سوريا من مصادر مستقلة.
ف.ي/ ع.ج.م (أ ف ب، رويترز، د ب ا)