عمليات احتيال على عائلات جزائرية فقدت أبناءها في البحر
٢٠ مارس ٢٠٢٤تلقت عائلات جزائرية وعودا بإعطاء تفاصيل حول أقارب لها مهاجرين فُقدوا في عرض البحر، معتقدة أنها من منظمة غير حكومية في إسبانيا، وذلك حسب مقابلات أجرتها صحيفة الغارديان. وقالت العائلات إنها بحثت لسنوات عن أقاربها وكانت بحاجة للمساعدة حتى تصل إلى معلومات عنهم.
وتسلط هذه الشهادات الضوء على الصعوبات التي تواجهها العائلات التي تفقد أحدا من أفرادها على طريق الهجرة، والتي قد تكون على شكل عوائق بيروقراطية في الدول الأجنبية و عوائق لغوية، بالإضافة إلى عدم وجود بيانات مركزية مثلا للتعامل مع آلاف المهاجرين الذين يفقدون أو يدفنون في أماكن بعيدة، خاصة وأن أماكن الدفن هذه أحيانا لا تحمل أي علامات مميزة.
هذه الصعوبات، إضافة إلى يأس العائلات في الحصول على أخبار عن أحبائها، يخلق أرضا خصبة للاستغلال.
والمبالغ التي طُلبت من العائلات تراوحت بين 200 إلى 250 يورو للحصول على معلومة بشأن مكان جثة، أو للحصول على صورة جثة في مشرحة الشرطة.
"نريد فقط أن نعرف أين هو"
وتحدث رجل من إحدى هذه العائلات عن شقيقه الذي غادر في 2021، وقال إنه تم إخباره أن القارب الذي أقل أخوه أُرسل إلى مكان سري، لأنه كان فيه "محتويات خطيرة" وأن المال سيسمح بالحصول على معلومات حول السجن أو مركز احتجاز شقيقه. واشتكى الرجل من أن "السلطات ليست مفيدة" وأنه "بعد ثلاث سنوات، لم نتلق أي أخبار. نريد فقط أن نعرف أين هو".
وذكر شخص آخر انطلق أحد أفراد أسرته من الجزائر عام 2020، أنه طُلب دفع المال بعد إخباره أن قريبه المفقود موجود في سجن بجزر الكناري الإسبانية، كما تم تحذيره من عدم الاتصال بالشرطة لأن ذلك قد يعرض الجهود المبذولة للحصول على معلومات للخطر.
وأضافت الصحيفة أن المنظمة غير الحكومية التي ذكرتها العائلات نفت تماما "الأكاذيب" بشأنها، ووصفت ذلك بأنه "حملة تشهير".
موظفون متورطون
والأسبوع الماضي، خضع 20 شخصا على الأقل لتحقيقات من السلطات الإسبانية للاشتباه بتحايلهم على عائلات وأقارب مهاجرين فُقدوا أثناء محاولتهم العبور إلى إسبانيا. وكانت التهم مرتبطة بتقديم وثائق مزيفة وتسهيل إجراءات نقل جثث المهاجرين المتوفين إلى بلادهم مقابل أموال، والضحايا كانوا بشكل رئيسي من الجزائر.
وعلى من الرغم من أن طريق الهجرة هذا (من الجزائر إلى إسبانيا) أقل شهرة من طريق وسط المتوسط (من ليبيا وتونس إلى إيطاليا) أو طريق الهجرة إلى جزر الكناري، إلا أنه "أكثر الطرق فتكا بعد طريق جزر الكناري في السنوات الخمس الماضية"، حسب تقرير لمنظمة "كاميناندو فرونتيرا".
ومن بين المتورطين موظفون عاملون في دور الجنازات ومساعدو أطباء شرعيين، وموظفون من الإدارة القضائية التابعة لمعهد الطب الشرعي في قرطاجة.
الخطوات الواجب القيام بها في حال فقدان أحد الأقارب
تشرح هذه الصفحة لمهاجر نيوز الخطوات الواجب فعلها في حال فقدان إحدى العائلات فردا منها على طريق الهجرة. تتمثل هذه الخطوات بثلاثة نقاط رئيسية: أولا، جمع بيانات شخصية ورسمية وجسدية دقيقة حول الشخص المفقود. ثانيا، تقديم شكوى في البلد الأصل. وثالثا، الاتصال بالسلطات الإسبانية المتوفرة في الصفحة وبمنظمات موثوقة.
وتنطلق غالبا قوارب المهاجرين من الجزء الشرقي من الجزائر، من مدن تيبازة وشرشال وبجاية وجيجل. وتنزل المهاجرين على سواحل الأندلس، وبشكل خاص على شواطئ جزر البليار.
وبين عامي 2018 و2022، تسبب هذا العبور في البحر الأبيض المتوسط بمقتل ما مجموعه 1,583 مهاجر. ووفق بيانات منظمة الهجرة الدولية، هناك حوالي 23 ألف مهاجر مسجلون كمفقودين وسط البحر المتوسط، وتقول المنظمة إن خلف "كل مهاجر مفقود عائلة تنتظر معلومات بشأنه وأن آثار موته أو فقدانه على العائلة في وطنها عميقة ومعقدة".