الجيش الحر يعتبر الهدنة "ميتة" ويشتبك مع مقاتلين أكراد
٢٧ أكتوبر ٢٠١٢شهدت الأزمة السورية تطوراً جديداً باندلاع مواجهات منذ الجمعة (26 أكتوبر/ تشرين أول) بين مقاتلين من الجيش السوري الحر وعناصر من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بمدينة حلب في حي الأشرفية ذي الغالبية الكردية والذي اقتحمه مقاتلون من الجيش الحر.
وكانت الأحياء الشمالية من المدينة، التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، بعيدة نسبياً عن المعارك المندلعة في حلب منذ العشرين من تموز/ يوليو الماضي. وأفاد السكان أن نحو 200 عنصر من المعارضة المسلحة تسللوا إلى حي الأشرفية فحاول عناصر من لجان شعبية كردية صدهم ما أدى إلى نشوب مواجهات بين الطرفين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويستند لجمع معلوماته إلى شبكة من الناشطين ومصادر طبية ومدنية وعسكرية، السبت (27 تشرين الأول/ أكتوبر) "قتل 30 شخصا من العرب والأكراد في المعارك بينهم 22 مقاتلا من الطرفين". وأضاف المرصد أنه على الأثر جرى أسر أكثر من 200 شخص معظمهم من الأكراد الذين أسرهم معارضون مسلحون. كما أسر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي 20 معارضا مسلحا.
في حين قال العقيد مالك الكردي، نائب قائد الجيش الحر، لموقع الكردية نيوز السوري إن مقاتلين تابعين للجيش الحر قد اعتقلوا نحو 400 مدني من المواطنين الأكراد وأن هناك مساعٍ حثيثة للإفراج عنهم، أما عن الضحايا فقال إن نحو 16 من عناصر الجيش الحر قد قتلوا و7 من المسلحين الأكراد، واعترف العقيد مالك الكردي أن دخول الجيش الحر إلى الأشرفية كان خطأ يجب ألا يتكرر. وأكد أنه يقود مفاوضات مباشرة مع المقاتلين الأكراد التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي "بهدف إيجاد مخرج للأزمة ومنع تفاقمها إلى صراع بين الجيش الحر والمسلحين في الحييين الحلبيين مما قد يقود إلى صراع عربي- كردي يستفيد منه النظام".
من جانبه ألقى حزب الاتحاد الديمقراطي في بيان له مسؤولية المعارك على المعارضة المسلحة وعلى النظام معا موضحا أنه خلال اليومين السابقين على اندلاع المعارك أطلق الجيش قذائف على حي الاشرفية.
وأكد الحزب في بيانه "لقد اخترنا البقاء على الحياد، لن ننحاز إلى طرف في حرب لا تجلب لبلدنا سوى المعاناة والدمار". أما كتيبة أحرار سوريا التي تحارب النظام فقالت إن المواجهات حدثت نتيجة "سوء تفاهم". وقالت في بيان إن "أشقاءنا الأكراد رفاق لنا في الأمة. المشكلة جاءت نتيجة سؤ تفاهم نجم عن مكيدة دبرها النظام".
ويشكل الأكراد نحو 15 بالمائة من سكان سوريا وهم يعادون النظام الذي يتهمونه بقمعهم، إلا أنهم حذرون تجاه المعارضة التي يرون أنها لا تتفهم خصوصيتهم كقومية مختلفة. وكان الجيش السوري النظامي انسحب هذا الصيف من بعض المناطق الكردية وخاصة من حي الأشرفية ومن عدة مدن على طول الحدود التركية تاركا نوعا من الحكم الذاتي الواسع للسلطات الكردية التي تسمح للمعارضين بدخولها ولكن دون سلاح وبالزي المدني.
الهدنة "كذبة" والإبراهيمي فشل
من جهة أخرى اتهمت قيادة الجيش السوري النظامي اليوم المعارضة المسلحة بارتكاب "انتهاكات متزايدة" لوقف إطلاق النار، وأكدت عزمها على "مواصلة التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة". وجاء في بيان صادر عن قيادة الجيش السوري، معددا الخروقات التي يتهم المعارضة بارتكابها، أن قيادة الجيش "تواصل رصدها لما تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة من انتهاكات متزايدة لوقف إطلاق النار (...) وتؤكد تصميمها على مواصلة التصدي بحزم لهذه الأعمال الإجرامية".
وكان رئيس المجلس العسكري للمعارضة في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي اعتبر في تصريح لفرانس برس أن "الهدنة كذبة، والنظام مجرم، كيف يمكنه احترام هدنة؟ هذا فشل للإبراهيمي، مبادرته ولدت ميتة" في إشارة إلى المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.
ميدانيا تعرضت قرية معرة ماتر الواقعة قرب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب للقصف من طائرة حربية سورية وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد من القرية. وظلت الاشتباكات مستمرة حتى عصر السبت في محيط معسكر وادي الضيف بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد بأن نحو 50 سوريا بينهم 33 مدنيا قتلوا السبت في أعمال عنف متفرقة في البلاد. و ذكر نشطاء سوريون أن القوات النظامية السورية والمعارضين دخلوا في معارك حامية في عدة مناطق بالبلاد اليوم.
يذكر هنا أنه من الصعب التحقق من صحة المعطيات الميدانية في سوريا من مصادر مستقلة.
ع.ج / ع.ج.م (آ ف ب، د ب آ)