هيثم المالح: السلطة التي تفشل في تحقيق مطالب شعبها عليها أن ترحل
٢٤ أبريل ٢٠١١ارتفع عدد قتلى التظاهرات التي شهدتها سوريا يومي الجمعة والسبت إلى 120 قتيلا حسب إحصائيات لحقوقيين وناشطين سوريين. واتهم هؤلاء النشطاء السلطات السورية بقتل المتظاهرين العزل والاستهانة بحرمة الأموات بإطلاقها النار على مواكب التشييع. وأوردت "لجنة شهداء ثورة 15 آذار" التي تحصي ضحايا قمع الحركة الاحتجاجية في سوريا في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه أسماء 13 قتيلا جديدا سقطوا، منهم أربعة في دمشق وريفها، وثلاثة في حمص وستة في مدينة حماة. وحسب الناشطين فإن القتلى سقطوا بنار رجال الأمن أثناء مشاركتهم في تشييع المتظاهرين الذين قضوا يوم "الجمعة العظيمة" كما أطلق عليها المتظاهرون السوريون.
آشتون:" حالات مروعة"
ردود الفعل الدولية على مواكب القتل والتشييع في سوريا، بدأت تعلو شيئا فشيئاً، فبينما أدانت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون استخدام القوة ضد المتظاهرين، واصفة حالات الوفاة الناجمة عنها بأنها "مروعة ولا يمكن تحملها". كما أعربت تركيا عن "قلقها الكبير بعد القمع الدامي للتظاهرات في سوريا". أما منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها ، فقد طالبت من الأمم المتحدة التحقيق في أعمال العنف التي مارستها قوات الأمن السورية ضد المتظاهرين.
من جهة أخرى أعلنت لجنة الحقوقيين الدولية إن على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة التحقيق فيما قامت به قوات الأمن السورية من "قتل جماعي"، ربما يستلزم "محاكمة" من المحكمة الجنائية الدولية. وقالت اللجنة الدولية إن أكثر من 300 شخصا لقوا حتفهم خلال خمسة أسابيع من الاحتجاجات بعد أن أطلقت قوات الأمن النار على الحشود وواصلت إلقاء القبض على النشطاء.
فهل ستوقف دعوات المنظمات الدولية حمامات الدم في سوريا؟ حول ذلك يقول الناشط الحقوقي السوري المعروف هيثم المالح في حديث خص به دويتشه فيله "يجب أن تتخذ هذه الإجراءات، هناك مطالب من الخارج بمحاكمة هؤلاء باعتبارهم مجرمين ضد الإنسانية. والجرائم التي ترتكب في سوريا هي جرائم ضد الإنسانية، لأنه قتل جماعي ومقصود. وهي ليست عملية إطلاق نار في الهواء، بل مقصود وجماعي وليس ضد شخص واحد أو اثنين. فقد خسرنا هنا في سوريا أكثر من 300 شخص وقد يصل إلى 400 شهيد، فضلا عن الجرحى."
النظام :"عصابات إجرامية"
وقد وصفت السلطات السورية المتظاهرين المطالبين بالتغيير في سوريا "بالعصابات الإجرامية". ولكن هل ستبقى السلطة هناك، تصف القتلى بالمجرمين، بعد ارتفاع أصوات أطراف دولية ومنظمات حقوقية باللجوء إلى القانون لمحاكمة المسؤولين عن مواكب القتل في شوارع المدن السورية؟ يقول هيثم المالح "سوف تظهر السلطة عدم الاكتراث، لكن فرائصها سترتعد خوفا، لأن هذا الأمر سيؤثر عليها تأثيرا كبيرا".
حشود اليوم في سوريا، ممن "شيّعت قتلى الأمس، تعرف جيداً أن البعض منها سيسقط أيضا برصاص قوات الأمن، لتغدوا هي نفسها مشيّعةً في الغد". هذا هو المشهد السوري، قد أضحى مختصراً بمفردات: "قتل وتشييع، الأمس واليوم". ما حرك المجتمع الدولي، للمطالبة بتعقل السلطة في مواجهة الجماهير الغاضبة. عن ذلك يعلق هيثم المالح، بعد ارتفاع سقف مطالب الشعب السوري من الإصلاح إلى تغيير النظام، والذي أدى بدوره إلى احمرار لون الشارع السوري بالقول: "السلطة، التي تفشل في تحقيق مطالب شعبها عليها أن ترحل، إنه أمر طبيعي".
عباس الخشالي
مراجعة: أحمد حسو