ميركل: السياسة السيئة سبب ارتفاع أسعار الغذاء
١٨ أبريل ٢٠٠٨قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن السياسات الزراعية السيئة وتغير العادات الغذائية في البلدان النامية هي المسؤولة أساسا عن ارتفاع أسعار الغذاء وليس إنتاج الوقود الحيوي كما يقول بعض المنتقدين. وذلك في معرض افتتاحها لمنشأة لتكرير الوقود الحيوي في ولاية ساكسوينا.
وكانت الجماعات المدافعة عن البيئة والجماعات الإنسانية صعدت من حملتها ضد الوقود الحيوي قائلة إنه يقلص إنتاج الغذاء والأعلاف الحيوانية، ويساهم في الارتفاعات الحادة في أسعار الحبوب ومنتجات الألبان. جدير بالذكر أن ألمانيا تعد من أكبر منتجي الوقود الحيوي في أوروبا.
الوقود الحيوي مسئول مباشر عن ارتفاع الأسعار؟
وضربت ميركل مثلا بتغير العادات الغذائية للصينيين لتوضيح الدور الذي يلعبه هذا العامل في الأسواق قائلة "إذا بدأ 100 مليون صيني في شرب الحليب أيضا فان حصص الحليب لدينا ستقل." مشيرة إلى القيود التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على منتجات الألبان.
غير أن حماس ميركل لإنتاج الوقود الحيوي يلقى معارضة من بعض وزرائها، فقد أشارت وزيرة التعاون الدولي والتنمية هايداماريا فيتسورك زويل إلى دراسة للبنك الدولي أوضحت أن إنتاج الوقود الحيوي مسئول بنسبة تتراوح من 30 إلى 70 بالمائة في ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العالم. معروف أن الوقود الحيوي، الذي يعتبره المؤيدون وسيلة لزيادة أمن الطاقة وتقليل انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، ينتج أساسا من حاصلات غذائية مثل الحبوب والبذور الزيتية والسكر.
ارتفاع الأسعار أدى إلى اضطرابات واسعة
لكن منتقدي الوقود الحيوي يقولون إن هناك القليل من المزايا البيئية لما يسمى بالجيل الأول للوقود الحيوي. كما يحملونه مسؤولية تزايد الطلب على الحبوب في وقت يتعاظم فيه خطر المجاعة في بعض أنحاء العالم. وقد تسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية الرئيسية إلى نشوب اضطرابات في عدد من الدول مؤخرا، ففي هاييتي نجحت أحدث انتفاضات الجوع في إسقاط الحكومة، وفي مصر أمر الرئيس حسني مبارك الجيش بزيادة إنتاج وتوزيع الخبز من أجل تعويض النقص الحاد الحاصل في هذه المادة الأساسية. وفي باكستان اضطر الجيش إلى حماية نقل وتوزيع الدقيق عبر البلاد.