مليون سيارة كهربائية في شوارع ألمانيا عام 2020؟
٢٩ مايو ٢٠١٣يقدر عدد السيارات التي تجوب الشوارع والطرقات الألمانية بحوالي 43 مليون سيارة، لا تتعدى نسبة السيارات الكهربائية منها سبعة آلاف. ولكن هذا لم يمنع وزير البيئة الألماني بيتر ألتماير من التشبث بالهدف الذي وضعته حكومته، والذي يسعى إلى الوصول إلى حوالي مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2020: "يجب علينا أن نسلط الضوء على منتجات شركات السيارات بشكل أكبر". هذا ما صرح به الوزير ألتماير هذا الأسبوع على هامش عرض مشروع لشركة دويتشه بوست للبريد الألمانية، والتي تسعى حتى نهاية هذا العام إلى تزويد 79 من شاحنات النقل الصغيرة بمحرك كهربائي.
وفي هذا الصدد يقول شتيفان براتسل، رئيس مركز إدارة السيارات، وهو معهد بحوث في مدينة برغيش غلادباخ إن: "السيارات الكهربائية في ألمانيا غالبا ما تستخدم من طرف شركات الشحن التجارية أو في بعض مشاريع ما يعرف بتقاسم السيارات Carsharingفي الوقت الذي يصل جزء بسيط فقط من السيارات الكهربائية إلى الزبائن العاديين." وذلك راجع، حسب رأيه، إلى مجموعة من المساوئ ومن بينها مسافتها محدودة وقلة محطات الشحن، التي لا تتعدى حوالي 2000 في جميع أنحاء ألمانيا.
وبالإضافة إلى ذلك فإن تكاليف السيارات الكهربائية تزيد بحوالي 50 في المائة عن السيارات ذات المحركات العادية، حسب ما صرح به براتسل في حواره مع DW، مشددا على أن: " الزبائن العاديين ليسوا مستعدين لتحمل فارق السعر." ولهذا يطالب براتسل بتقليص هذه الهوة في السنوات القادمة.
تكنولوجيا يابانية رائدة
ومن جهته يقول أولريش إيكهورن،، مدير أعمال رابطة صناعة السيارات في ألمانيا، إن:" سبب قلة الإقبال على هذا النوع من السيارات يرجع أيضا إلى عدم وجود عرض واسع ومقنع"، ولكنه يشير إلى أن :"ذلك من شأنه أن يتغير بشكل كبير في السنوات المقبلة، حيث من المتوقع أن تنتج الشركات الألمانية حتى نهاية عام 2014 حوالي 16 موديلا كهربائيا، بالإضافة إلى عدد من موديلات السيارات الكهربائية من صنع أجنبي."
وأما من الناحية التكنولوجية تعتبر الشركات اليابانية رائدة في هذا المجال، تليها شركات السيارات من كوريا الجنوبية، وذلك وفقا لدراسة جديدة قامت بها شركة الاستشارات لرولاند بيرغر وجمعية بحوث هندسة السيارات. ولهذا فإن تطوير تكنولوجيا البطاريات رهين إلى حد كبير بإنجازات هذين البلدين. هذا في الوقت الذي تلعب فيه الشركات الألمانية دورا محدودا في هذا المجال، حسب الدراسة.
هذا ما يؤكده أيضا شتيفان براتسل في حواره مع DW:" اليابان وكوريا الجنوبية لديهما تجربة كبيرة لسنوات طويلة في مجال تطوير البطاريات، التي لها حضور قوي في المنتجات الاستهلاكية والصناعات الالكترونية المحلية".
تشجيع للزبائن والشركات
ومن جهة أخرى تريد جمعية السيارات الألمانية VDAالقيام بدراسة جديدة تثبت من خلالها أن السيارات الكهربائية ليست فقط صالحة للشركات التجارية بل أيضا بالنسبة للزبائن العاديين. ويعتقد أيشهورن، ممثل عن جمعية VDA، أن عدم انتشار السيارات الكهربائية بشكل كبير لا يعني أن هذه التكنولوجيا ليس لها مستقبل:" لو نظرنا إلى نسبة الهواتف النقالة، التي كانت متداولة في أوائل الثمانينات لما تصورنا أن كل شخص سوف يمتلك هاتفا محمولا في الوقت الراهن."
وتسعى ألمانيا إلى غاية 2015 إلى استثمار حوالي 700 مليون يورو من عائدات الضرائب لتشجيع صناعة السيارات الكهربائية. وسيتم استثمار هذا المال بشكل أساسي في مجال البحوث ومشاريع تجريبية إقليمية، بالإضافة إلى تخفيضات ضريبية على السيارات الكهربائية. هذا في الوقت الذي تحاول بعض البلدان مثل فرنسا والدول الاسكندنافية تشجيع بيع السيارات الكهربائية عن طريق المساهمة بقسط من السعر. ولكن براتسل يعتبر أن هذه الطريقة لم تساهم بالضرورة في زيادة مبيعات وانتشار السيارات الكهربائية في تلك البلدان.
هدف المليون يصعب تحقيقه
شركات صناعة السيارات الألمانية لا تشاطر هي الأخرى فكرة تحمل الدولة لقسط من سعر السيارة - ربما لأن شركات التصنيع الألمانية تقدم عروضا أقل بكثير من موديلات السيارات الكهربائية الأجنبية. ولهذا يرى أيشهورن أنه:" يجب العمل على أن يكون المنتج مقنعا وعندها سيباع دون مساعدة الدولة ".
وفي الوقت الذي وصل فيه عدد السيارات الكهربائية في اليابان العام الماضي لحوالي 24 ألف، لم يتعدى عدد السيارات الكهربائية في ألمانيا حوالي 7 آلاف فقط. ولكن حصة السيارات الكهربائية في مجموع التسجيلات الجديدة في اليابان تبقى ضئيلة أيضا.
كل هذه المؤشرات تجعل هدف الوصول إلى مليون سيارة كهربائية بحلول 2020 صعب المنال، حيث تتوقع جمعية VDAللسيارات أنه من الممكن الوصول إلى حوالي 600 ألف سيارة كهربائية إذا تضافرت الجهود في هذا المجال.