ملجأ سابق للحكومة الألمانية يتحول إلى متحف للحرب الباردة
٢٥ مارس ٢٠٠٨تحت الهضاب الوديعة لعاصمة ألمانيا السابقة بون ترقد مدينة مصغرة تحت الأرض متكاملة المرافق والخدمات أُنشأت في ستينات القرن الماضي لغرض درء خطر حرب عالمية نووية ثالثة. فما أن يُقرع ناقوس الإنذار حتى يتوجه رئيس ألمانيا وأعضاء حكومته و3 آلاف من الشخصيات الألمانية الهامة فقط إلى الملجأ. ولا يسمح لهم اصطحاب ذويهم وعائلاتهم معهم إلى الملجأ الحصين.
مدينة متكاملة تحت الأرض
تبلغ مساحة الملجأ حوالي 83 ألف متر مربع مقسمة إلى 5 أقسام تحتوي على 936 مكان للنوم و897 مكتب و5 مطاعم و 5 مراكز للإمرة. كما يضم الملجأ مراكز صحية وفرقة إطفاء وكنيسة، بالإضافة إلى بث تلفزيوني خاص ومحال لبيع الصحف. ويمكن لسكان هذه المدينة التنقل في شوارعها بواسطة الدراجات الهوائية أو العربات الكهربائية.
والملجأ مزود بمؤونة تكفي لشهر كامل. وقد تم تجريب الملجأ لأول مرة في 17 تشرين أول/ اكتوبر 1966 في إطار مناورة أُطلق عليها حينها "فاليكس 66"؛ وكانت هذه المناورة تجري بالتواتر كل سنتين للحفاظ على جهوزية الملجأ الكاملة. ويمكن للملجأ أن يتحمل انفجار قنبلة تزن 20 كيلو طن كتلك التي أُلقيت على مدينة هيروشيما اليابانية. لكنه يبقى من أغلى المشاريع الباهظة الثمن في تاريخ ألمانيا، إذ بلغت تكلفة بنائه الإجمالية ما يعادل 2,44 مليار يورو. وقد حاولت الحكومة الألمانية آنذاك إبقاء أمر الملجأ سراً، إلا أن صيته كان ذائعاً لدرجة علم حكومة ألمانيا الشرقية بهذا المشروع.
"ملجأ الحكومة"... متحف للحرب الباردة
وبعد انتهاء الحرب الباردة فقد الملجأ قيمته وأهميته الإستراتيجية. لذا قررت الحكومة الألمانية عام 1997 التخلي عنه على وذلك رغم العروض الكثيرة التي تلقتها الحكومة بشأن تحويل الملجأ إلى مرقص ليلي أو مزرعة للفطر أو مخزن للنقود المعدنية. إلا أن الحكومة آثرت في العام 2001 ردم هذا المشروع الذي كلف المليارات معزية قرارها لأسباب تتعلق بحماية البيئة. وتجدر الإشارة إلى أن تكلفة الردم قُدرت ب 16 مليون يورو ولم يبقَ منه الآن سوى أعمدة الأنفاق العارية بالإضافة إلى 203 متراً مربعاً أصبحت منذ 29/ شباط/ فبراير 2008 متحفاً للحرب الباردة.