شتوتغارت مدينة العباقرة وموطن السيارات الفاخرة
تقع مدينة شتوتغارت في جنوب غرب ألمانيا، عاصمة ولاية بادن- فوتمبورغ احدى أغنى الولايات الألمانية وأكثرها ذخرا بالصناعات العالمية المشهورة. استقطبت شتوتغارت عبر التاريخ شخصيات أغنت ثقافة وحياة شعوب العالم. فمن الفيلسوف الشهير هيغل إلى روبرت بوش مؤسس شركة بوش للصناعات الكهربائية وغوتليب ديملر وفيلهيلم مايباخ، مخترع أول محرك ذو تقنية احتراق داخلي عبر شمعات الاحتراق، وصولا إلى الأديب الشهير هيرمن لينت. ورغم القصف الجوي المكثف والدمار الذي لحق بالمدينة أثناء الحرب العالمية الثانية تظل المدينة معلمة معمارية فذة تستحق الزيارة، تجمع بين جمال الطبيعة والإبداع البنائي العصري والعراقة المتأصلة في سكانها السوابيين، الأمرالذي يُضفي عليها رونقا خاصا. وافتتن الأدباء بجمال الطبيعة الخضراء في العاصمة السوابية مما جعل أحد الكتاب، أولريش فون هوتن، سنة 1519 يطلق عليها وصف "جنة الأرض".
شتوتغارت العاصمة الرياضية
تُعد مدينة شتوتغارت مركزا رياضيا مهما على الصعيد الألماني. واستضافت المدينة العديد من التظاهرات الرياضية العالمية في أحدث وأفخر اللاعب في العالم أمثال الملعب الأولمبي غوتليب دايملر وصالة هانز مارتين شلاير. وشهدت المدينة تنظيم بطولة أوروبا في ألعاب القوى عام 1986 وبطولة أوروبا للسيدات بكرة اليد عام 1989 وبطولة العالم في الدراجات عام 1991 وبطولة العالم في ألعاب القوى عام 1993 وسباق ألمانيا للدراجات عام 2000. وسيحتضن الملعب الجديد للمدينة بعض مباريات كأس العالم التي ستنظم في ألمانيا هذا العام. فريق "فاو بي شتوتغارات" زاد من شهرة المدينة من خلال إنجازاته المحلية والأوروبية.
لمحة قصيرة . . .
يعرف عن أهل مدينة شتوتغارات جدهم واجتهادهم وإخلاصهم للعمل. وتتسم طبيعة السكان الأصليين بالمحافظة والتقيد بتقاليد قديمة لا يمكن أن تجد لها مكانا في مدن مثل برلين أو هامبورغ. الا أن كثرة عدد العمال الأجانب اذين وفدوا إليها في الستينيات والسبعينيات للعمل في مصانع المدينة الضخمة جلب نوعا من التنوع الى المدينة العريقة وثقافتها. ونسبيا يعيش في شتوتغارت الذي لا يزيد عدد سكانها عن نصف مليون نسمة أكبر نسبة من الأجانب، معظمهم من العمال من تركيا واليونان والبرتغال ودول البلقان. وحتى لا تطبع المدينة بطابع العمل والصناعة فقط، أخذت حكومة الولاية بالاهتمام بالنواحي الثقافية من خلال دعمها لمراكز الابحاث ودعم جامعة شتوتغارت التي تعتبر اليوم إحدى أرقى الجامعات الألمانية وأفضلها تجهيزا.
طبيعة خلابة
لعل ما يُلفت أنظار الزائرين جمال الحدائق الواسعة ومحميات تتضمن نباتات فريدة. وتشكل كل من "حديقة القصر" و"حديقة الورود" المحيطة به ملجأ لسكان المدينة بقصد الراحة والاستجمام. وتضفي الغابات المحيطة بالمدينة ومزارع كروم العنب الخضراء مزيدا من الجمال عليها. وإذا ما أراد الزائر التعرف على تاريخ المدينة، فعليه التوجه إلى مركزكها حيث تحكي معالم المدينة الحضارية والمعمارية تاريخها وتُفشي أمجاد القرون الوسطى. في قلب المدينة قرب ساحة شيلر يُوجد أحد أبرز القصور في الولاية ويطلق عليه اسم "القصر الجديد". وقد كان هذا القصر مقرا لملوك الولاية في العصور الوسطى، واليوم يستخدم مقرا لعدد من الوزارات وإدارات الحكومة المحلية. وهناك ساحة ضخمة أمام القصر يتجمع فيها أهل المدينة في أوقات الاحتفالات والمهرجانات وهذا المكان هو ربما الأجمل في مدينة شتوتغارت على الاطلاق.