معارك عنيفة شمال سوريا والمعلم يدين دعم واشنطن للمعارضة
٢ مارس ٢٠١٣أدان وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم السبت (الثاني من آذار/ مارس 2013) الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة بمنح المعارضين الذين يقاتلون من أجل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد مساعدات غير قتالية متهما واشنطن بالكيل بمكيالين. وأضاف في مؤتمر صحفي في طهران مع وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إنه لا يفهم كيف تدعم الولايات المتحدة جماعات تقتل الشعب السوري. كما دعا المعلم إلى ضرورة ممارسة الضغط على تركيا وقطر لوقف العنف الذي تشهده بلاده وتجفيف مصادره.
بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن بشار الأسد سيبقى "الرئيس الشرعي" لسوريا حتى الانتخابات المقبلة المقررة العام 2014. وأيد صالحي الدعوة إلى الحوار مع المعارضة المسلحة التي وجهها النظام السوري هذا الأسبوع، مكررا أن نظام الأسد "لا خيار آخر" لديه حتى الآن سوى مواصلة التصدي للمقاتلين المعارضين. وكرر الوزير الإيراني "الموقف الرسمي لإيران القائل إن الأسد سيبقى الرئيس الشرعي (لسوريا) حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة" في سوريا العام 2014. وأضاف صالحي بعد لقائه المعلم الذي وصل صباحا إلى طهران، بعد ستة أيام من زيارته موسكو، أن "لا حل عسكريا للازمة السورية والحل الوحيد هو الحوار بين السلطة والمعارضة". كما رأى الوزير الإيراني أن "لا احد يمكنه أن يطلب من السلطة السورية التخلي عن السلاح" لأن "لا خيار آخر لديها سوى التصدي للمرتزقة لإعادة الهدوء".
ويأتي كلام المعلم في وقت يستمر فيه الانقسام السياسي حول النزاع السوري بين واشنطن وحلفائها الذين يواصلون المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد من جهة، وروسيا والصين اللتين ترفضان التدخل الأجنبي في الشأن السوري من جهة أخرى.وكانت روسيا، قد اعتبرت مؤتمر "أصدقاء سوريا" في روما "تشجيعا للمتطرفين"، وذلك بعدما وعدت الولايات المتحدة بتقديم ستين مليون دولار إلى المعارضة السورية ومساعدات "غير قاتلة" للمقاتلين المعارضين.
وأشار المعلم إلى البرنامج الذي قدمه الرئيس السوري بشار الأسد "للحل السياسي الشامل" وقال : "نحن نؤمن بالحل السياسي وندعو كل السوريين ونقول لهم انه كفى سفكا للدماء". وقال "نتواصل مع المعارضة في الخارج واتخذنا إجراءات قانونية تقدم الضمانات لكل من يرغب بالحوار" مشددا على ضرورة وقف العنف لنجاح الحوار السياسي".
يشار إلى أن سفير إيران لدى سورية محمد رضا شيباني قد أعرب في الشهر الماضي عن استعداد طهران لاستضافة محادثات بين ممثلين عن كل من الحكومة والمعارضة السورية. وجاءت تصريحات شيباني بعدما أعلن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الشيخ معاذ الخطيب استعداده المشروط لإجراء حوار مع شخصيات من النظام السوري.
استمرار المعارك
ميدانيا، قتل عشرات الجنود والمعارضين المسلحين السبت في معارك عنيفة في مدينة الرقة قرب الحدود التركية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان (معارضة) في بيان إن "مواجهات عنيفة تدور بين عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية في ضواحي الرقة (550 كلم شمال شرق دمشق) ويسمع دوي انفجارات في المدينة بينما ترتفع أعمدة الدخان". وأضاف المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له أن "الجيش يقصف العديد من الأحياء في المدينة إضافة إلى ضواحيها والمعارك أسفرت عن مقتل عشرات الجنود والمقاتلين المعارضين"، من دون أن يتمكن حتى الآن من تحديد حصيلة.
والرقة مدينة إستراتيجية على نهر الفرات قرب الحدود التركية. ولجأ إليها العديد من النازحين من سائر أنحاء سوريا منذ بدء النزاع في هذا البلد قبل نحو عامين. إلى ذلك، أفاد المرصد أن دبابات قصفت مواقع للمعارضين في محافظة حماة (وسط) فيما تدور مواجهات على الطريق التي تربط بين قريتي كفرنبودة وقلعة المضيق في شمال غرب حماة.
وبحسب المرصد فان أعمال العنف الجمعة أسفرت عن مقتل 142 شخصا، علما أن النزاع في سوريا أدى على مدى نحو عامين إلى مقتل أكثر من سبعين ألف شخص وفق الأمم المتحدة ودفع نحو مليون سوري إلى النزوح خارج البلاد. من جانبها نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عن نشطاء من المعارضة السورية قولهم بأن "مقاتلات حربية عراقية استهدفت معبر اليعربية السوري على الحدود بين البلدين" . وكانت القوات الحكومية قد استعادت هذا المعبر الاستراتيجي من قوات المعارضة التي سيطرت عليه في وقت سابق.
يشار إلى أنه لم يتم التأكد من صحة هذه الإحصائيات والمعلومات الميدانية من مصادر مستقلة، كما لم تعلق الحكومة العراقية على هذه الأنباء حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
ي ب/ أ ح (رويترز، ا ف ب، د ب أ)