بوتين وأوباما يبحثان عن"مبادرات جديدة" وبان يحذر من "تفكُك"سوريا
١ مارس ٢٠١٣أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن رغبته في السعي لإيجاد حل سلمي للصراع في سوريا من خلال التعاون مع تركيا. وقدم كيري خلال زيارته لتركيا الجمعة (الأول من آذار/ مارس 2013) الشكر للسلطات التركية لاستقبالها مئات الآلاف من اللاجئين السوريين خلال العامين الماضيين.
وقال كيري في لقاء مع الصحفيين عن الوضع في سوريا: "نظام الحكم الذي يمارس الجرائم ضد شعبه يفقد شرعية"، معلناً عن تأييده لتركيا في مكافحة الإرهاب ووعد ببذل مساعيه لتوسيع العلاقات الاقتصادية لتركيا مع الولايات المتحدة.
من جانب آخر حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة في جنيف من أن الحل العسكري لسوريا سيؤدي إلى "تفكك" هذا البلد الذي يشهد منذ عامين نزاعاً أوقع نحو 70 ألف قتيل حتى الآن. وقال بان كي مون في مؤتمر صحافي بمناسبة الذكرى العاشرة للاعتداء المفجع على مقر الأمم المتحدة في بغداد: "أحث باستمرار جميع الأطراف في سوريا على التوجه إلى طاولة المفاوضات. إن أهوال الأشهر والسنوات الأخيرة لا تدع أي مجال للشك في أن الحل العسكري سيؤدي إلى تفكك سوريا".
وتساءل الأمين العام للأمم المتحدة "ماذا يجب أن يحدث أيضاً من فظاعات حتى يتحرك العالم؟"، معتبراً من جهة ثانية أنه لا ينبغي أن يبقى مجلس الأمن "الشاهد الصامت" على الأزمة في سوريا. وتابع "يجب أن يجتمع ويضع معايير لانتقال ديمقراطي يمكن أن يكون الأمل الأخير لإنقاذ سوريا".
وفي مؤتمر صحافي عقده قبل كلمته هذه أعلن بان كي مون أنه سيلتقي السبت في سويسرا المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في إطار اجتماع سنوي بين الأمين العام للأمم المتحدة والممثلين الخاصين والموفدين الذين يديرون 30 بعثة حفظ سلام أو بعثة سياسية تابعة للأمم المتحدة في العالم.
وقال بان كي مون أن هناك حالياً "نافذة صغيرة جداً مفتوحة" قد تتيح التقدم نحو حل سياسي للنزاع، موضحاً أنه يشير بذلك إلى فكرة عقد لقاء بين ممثلين عن المعارضة والنظام السوري. وأعرب عن خشيته من النزاع الطائفي والمذهبي في سوريا وإمكانية انتقال العنف إلى دول مجاورة لسوريا.
زيادة المساعدات الإنسانية
كما دعا بان كي مون إلى زيادة المساعدات الإنسانية لسوريا في الوقت الذي يتزايد فيه عدد اللاجئين السوريين بشكل سريع ليتجاوز الخمسة آلاف لاجئ في اليوم، مضيفاً أن العدد "يقترب كثيراً من المليون شخص". وقال الأمين العام للأمم المتحدة "بات من شبه المستحيل تقديم كل المساعدة الإنسانية اللازمة" للاجئين السوريين.
وذكر برنامج الغذاء العالمي الجمعة أنه تمكن من فتح ممر لوجستي انطلاقاً من الحدود مع الأردن لنقل مساعدة إلى جنوب سوريا. كما ينقل هذا البرنامج التابع للأمم المتحدة مساعدات عبر الحدود اللبنانية وعبر مرفأ طرطوس السوري، حسب ما قالت لفرانس برس اليزابيت بيرث المتحدثة باسم البرنامج في جنيف.
اتصال هاتفي بين أوباما وبوتين
من جانب آخر أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحادث هاتفياً الجمعة مع نظيره الأمريكي باراك أوباما حول الأزمة في سوريا ومسائل أخرى ملحة. وقال الكرملين في بيان "في إطار الأزمة في سوريا شدد بوتين على ضرورة وقف النشاطات العسكرية في أسرع وقت ممكن"، موضحاً أن الاتصال جاء بمبادرة من الجانب الأمريكي.
وقال الكرملين إن الرئيسين أوباما وبوتين طلبا من وزيري خارجيتيهما البقاء على اتصال والبحث عن "مبادرات جديدة" لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. وأضاف البيان أن الرئيسين بوتين وأوباما "أعربا عن الرغبة نفسها في تجنب كل الأعمال التي يمكن أن تؤثر سلباً على العلاقات الثنائية". ودعا بوتين مرة أخرى أوباما للقيام بزيارة رسمية إلى روسيا، كما أوضح البيان.
ومنذ بداية الاحتجاجات ضد الرئيس السوري بشار الأسد تعارضت آراء موسكو وواشنطن حول الأزمة السورية ووسائل حلها. وفيما تريد واشنطن أن يتنحى الأسد عن السلطة، ترفض روسيا التدخلات الأجنبية في النزاع وعرقلت ثلاث مرات في مجلس الأمن مع الصين مشاريع قرارات لفرض عقوبات على الحكم السوري.
استعادة معبر حدودي
ميدانياً استعادت القوات النظامية السورية الجمعة معبراً حدودياً مع العراق كان مقاتلو المعارضة قد سيطروا عليه في محافظة الحسكة، في حين تراجعت أمام مقاتلين أكراد في مدينتين من المحافظة نفسها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد في بريد الكتروني مساء الجمعة أن "القوات النظامية تمكنت من إعادة سيطرتها على معبر اليعربية الحدودي مع العراق بعد أقل من 24 ساعة من سيطرة مقاتلين من جبهة النصرة (الإسلامية المتطرفة) والفاروق وأحرار الشام وكتائب أخرى على المعبر".
وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية تمكنت أيضاً "من السيطرة على أكثر من نصف مدينة اليعربية المجاورة للمعبر"، متحدثاً عن "أصوات إطلاق رصاص متقطعة في المدينة".
وكان المرصد قد أفاد أن مقاتلين من المجموعات المذكورة سيطروا على المدينة والمعبر "في شكل كامل"، متحدثاً عن "فرار بعض جنود القوات النظامية واستسلام بعض عناصر الأمن".
وفي المحافظة نفسها أفاد المرصد أن مقاتلين أكراداً "سيطروا على مدينة القحطانية بعد انسحاب كافة عناصر المفارز الأمنية والشرطة المدنية منها من دون مقاومة بعد حصار استمر لمدة أسبوع". وأوضح أن وحدات الحماية الكردية "من المفترض أن تقوم بتسليم كافة المقرات الأمنية الحكومية للمجلس المحلي الذي اتفق على تشكيله من مكونات المدينة السبت الفائت".
وجاءت السيطرة على المدينة بعد ساعات من سيطرة مقاتلين من المجموعات الكردية نفسها بشكل شبه كامل على مدينة الرميلان بعد اشتباكات اسروا خلالها "نحو 30 عنصراً من الشرطة المدنية وأمن الدولة والمخابرات الجوية والجيش النظامي"، بحسب المرصد.
وفي محافظة حلب قُتل 13 شخصاً بينهم أربعة أطفال وسيدتان في قصف بالطيران الحربي على حي مساكن هنانو في غرب مدينة حلب، بحسب المرصد، الذي تحدث أيضاً عن مقتل 10 مقاتلين معارضين في اشتباكات بمحيط مدرسة الشرطة في خان العسل بريف حلب، والتي يحاول المقاتلون السيطرة عليها منذ أيام.
ويذكر أنه يصعب التحقق من المعلومات والتقارير الواردة من سوريا ، بسبب منع أو تعذر دخول الصحافة المستقلة والدولية للأراضي السورية.
ع.غ/ م.س ( آ ف ب، د ب أ، رويترز)