مشروع ـ ألماني أردني لتدريب الشباب على إدارة الموارد المائية
٢٠ فبراير ٢٠٠٨انطلقت بل أيام المرحلة الأولى من برنامج الدراسات العليا في مجال إدارة موارد المياه للشباب العربي والألماني، في "معهد التقنيات وإدارة الموارد المائية في المناطق الاستوائية" التابع لجامعة كولونيا للعلوم التطبيقية بالتعاون مع الجامعة الأردنية بعمان. ويهدف المشروع من ناحية إلى توفير فرصة تعزيز المعارف العلمية لدى الشباب العاملين في مجال إدارة المياه من الجانبين، كما أنه يهدف من ناحية أخرى إلى تعميق العلاقات الألمانية العربية، وفقا لما قاله البروفسور هارتموت جيزه، مدير المشروع ومدير المعهد المذكور في حديث لموقعنا.
وتابع جيزه قائلا بالطبع تتمتع ألمانيا بعلاقات جيدة مع العالم العربي وفكرة هذا المشروع جاءت لتعميق هذه العلاقات وخلق تفاهم ثقافي أفضل، حسب تعبيره. ويمكن أن يظهر هذا التفاهم ـ في رأيه ـ في مجال المياه باعتبار أنه في هذا المجال بالذات، يمكن الربط بين الموضوعات الثقافية والعلمية.
البحث العلمي والأنشطة المشتركة تقرب الجانبين
وبالإضافة إلى المحتوى العلمي في المنهج الدراسي، يدرس الطلاب العرب والألمان العاملين في مجالات إدارة المياه أيضاً علوم الإدارة والاقتصاد، كما يقومون بالكثير من الأنشطة المشتركة. وهو ما يراه جيزه حافزاً للتقارب بينهم، إذ يقول: "الفكرة هي وضع عشرة علماء عرب وعشرة علماء ألمان ليدرسوا ويبحثوا معاً، ومن المفترض أن يكونوا معاً وحدة واحدة".
ومن ناحية أخرى، يجب على الطلاب العرب تعلم اللغة الألمانية، كما أنه يجب على العلماء الألمان تعلم اللغة العربية. وهذا الاستعداد للتبادل الثقافي يعد من الشروط الأساسية لقبول الطلبة، كما يؤكد جيزه. ويساعد مسار الدراسة نفسه على تحقيق المزيد من التعارف الثقافي في رأيه، لأن الطلبة من الجانبين يقضون الفصل الدراسي الأول في الجامعة الأردنية بعمان، بينما يقضون فصلهم الدراسي الثاني في مدينة كولونيا، فيتعرفون بالتالي على الهيئات المتخصصة بمجال المياه في كلا البلدين. وفي الفصل الدراسي الثالث، يكون على الطلبة اختيار مشروع بحثي في جهة تعمل في مجال إدارة المياه، سواء كانت جامعة أو هيئة أو مؤسسة، ومن المفضل أن يتم هذا المشروع في إحدى الدول العربية، وفقا لما كشف عنه الخبير الألماني.
الحلقة الأولى من سلسلة مشاريع مشتركة
هذا المشروع يتم تمويله من قبل وزارة التعاون الدولي والتنمية الألمانية وتديره المؤسسة الألمانية للتبادل العلمي DAAD، التي تشترك مع الجامعتين الأردنية والألمانية في اختيار الطلبة المرشحين للدراسة. وتعد شروط قبول الطلبة واسعة حسب تأكيد الدكتور جيزه، حيث يمكن قبول الطلبة أو الخبراء الحاصلين على شهادة تعادل بكالوريوس، سواء في مجالات علمية كالهندسة والعلوم أو أيضاً في مجالات أخرى مثل الاقتصاد والسياسة. لكن الشرط الأساسي هو عملهم في مجال إدارة المياه، وبالطبع إجادتهم للغة الإنجليزية.
ويؤكد جيزه أيضاً أن اختيار التعاون مع الجامعة الأردنية لا يعني الاقتصار على قبول الطلبة الأردنيين، فقد شارك في أول مرحلة من هذه الدراسة شباب من كل من الأردن وسوريا وفلسطين ومصر واليمن. وفي هذا الإطار يقول جيزه: " أحد أهداف المشروع أيضا ً هو أن يتعرف العرب على بعضهم البعض بشكل أفضل، ويترجمون هذه المعرفة بمشاريع عملية في مجال المياه. لكن مازال ينقصنا الطلبة القادمين من المنطقة العربية الفرانكفونية، وإن كنا نتوقع أن يتغير هذا الأمر قريباً، حيث أن لدينا بالفعل بعض المرشحين للسنة الدراسية الجديدة من هذه المنطقة".
من ناحية أخرى، أكد الدكتور جيزه على أن هذا المشروع يشكل البداية لسلسلة من المشاريع المستقبلية المشتركة بين ألمانيا والعالم العربي. والمشروع القادم من المقرر أن يتم بالتعاون مع مصر وأن يتخصص في مجال الطاقات المتجددة. وقد بدأ بالفعل اختيار الجامعة الألمانية في مصر للمشاركة في هذا المشروع الذي يراه الدكتور جيزه في غاية الأهمية، خاصة في عصر، ارتفعت فيه أسعار الطاقة بشكل كبير.