مخترع مغربي يبتكر آلة فريدة من نوعها لغسيل الملابس
٣ سبتمبر ٢٠٠٦
لم يكن ليخطر على بال أحد أنه سيأتي وقت يتخلى فيه الإنسان عن استعمال المياه لتنظيف الملابس حتى فاجئ مخترع مغربي العالم بابتكار غسالة غريبة وفريدة. فقد تمكن بالفعل مخترع الغسالة، عبد الرحيم بومديان، من تصميم آلة غسيل تعمل بدون مياه أو منظفات صناعية. وتقوم الغسالة الجديدة بغسل الملابس بواسطة منظفات طبيعية تحمي صحة الإنسان وتحافظ على سلامة البيئية. ويعد اكتشاف ذلك المركب أهم عنصر في المشروع، حيث قال مخترع الآلة أنه "قام بتصميم الغسالة بعد توصله إلى اكتشاف قدرة المركبات الطبيعية على إزالة أكثر البقع صعوبة". ويأمل المخترع أن يحقق اكتشافه رواجاً كبيراً مع بدء طرح الغسالة الجديدة في الأسواق العالمية. وستقوم إحدى الشركة في جنوب إفريقيا، بعد شرائها براءة الاختراع، بإجراء مزيد من البحوث والتجارب لتكون الغسالة في غضون العامين القادمين جاهزة للتسويق وبثمن معقول.
غسالة فريدة
ويعد الاختراع محصلة سنوات من البحث العلمي والتجارب المبنية على أسس علمية معقدة. والغسالة تقوم على تقنية تظهر أن الطبيعة مازالت تخفي الكثير من أسرارها، وأن البيئة تمتلك الكثير من الحلول لمشاكلنا. فتنظيف الملابس بشكل جيد وإزالة كل البقع والأوساخ، دون استخدام الماء، كان حتى يومنا الحاضر أمراً مستحيلاً. لكن آلة بومديان قلبت تلك المسلمات، التي طالما تداولها البشر عبر ألاف السنين، رأساً عن عقب وفتحت آفاقاً علمية جديدة، إذ تختلف الغسالة الجديدة عن سائر الغسالات التي تُستخدم في المنازل بخصائص ومميزات عديدة. فهي لا تستخدم المياه لتنظيف الثياب وتحتاج فقط إلى كمية بسيطة من الكهرباء.
المسحوق السحري
تبدو الغسالة الجديدة كآلة تصبين عادية، إلا أنها تختلف في طريقة عملها وبنيتها التقنية عن الغسالات المتداولة. فقد تم الاستغناء في تصميم الآلة الجديدة عن مجرى المياه وتعويضه بمصفاة ومضخة. وتستخدم الآلة المبتكرة عوضاً عن مساحيق التنظيف الصناعية مادة تنظيف طبيعية بكمية تبلغ نحو عشر لترات وتكفي لمدة شهر كامل. والمحلول الجديد هو عبارة عن مركب من مجموعة من المواد الطبيعية مستخلصة من أعشاب تم خلطها. ذلك الخليط له قدرة مذهلة على إزالة البقع وتنظيف الملابس. وتعد تلك المادة البيولوجية اللبنة الأساسية ونقطة الانطلاق لابتكار آلة الغسيل الجديدة. ولم يرغب المخترع المغربي في كشف سر تلك المادة السحرية، واكتفى بالإشارة إلى أن النباتات، التي استخدمها لا تشكل أهمية كبيرة بقدر ما تشكله بعض المواد المستخلصة من تلك الأعشاب وخلطها لتصبح على شكل خليط مستحضر. وأكد في هذا السياق أن التوصل إلى تلك المواد يشكل القسم الأهم من أبحاثه.
نظافة مدهشة
وعندما تيقن المخترع المغربي، عبد الرحيم بومديان، من فاعلية آلته العجيبة وقدرتها على تنظيف الملابس قام بتقديمها من خلال شريط فيديو. فلقد كان يريد إقناع الناس بالدرجة الأولى بوجود تلك التقنية وفاعليتها. وسلط العرض بالفعل الضوء على بعض وظائف الغسالة الجديدة وقدم مزيداً من التفاصيل عن جوانبها التقنية. فقد أدخل أقمشة، قام بومديان مسبقاً بتلطيخها بصلصة الطماطم والزيت والحليب، في الغسالة العجيبة، ثم قام بعدها بتشغيل الجهاز بدون ماء أو منظف صناعي. ومثلما في الألعاب السحرية أخرج المخترع المغربي الملابس من آلته وقد أصبحت تلك الأقمشة نظيفة جداً. وحول هذه التجربة يقول بومديان: " ليس من السهل تسويق هذه الآلة، لأن الناس لا يثقون في قدرتها على تنظيف الملابس، لذا اضطرت إلى تقديم هذا العرض".