تكنولوجيا المستقبل: الانترنت اللاسلكية السريعة عبر الحاسوب المتنقل
٢٩ أغسطس ٢٠٠٦تستغرق الرحلة من منزلي في مدينة بون وحتى مدينة درسدن التي كنت أزورها في عطلة نهاية الأسبوع أكثر من سبع ساعات بالسيارة، وبالطبع لا أسافر وحدي إلى هناك لأن فترة السفر طويلة ومرهقة. أحد الأيام شعرت بالملل بعض الشيء فقلت لنفسي: "سأضطر الآن لتحمل الاتصال البطيء بشبكة الانترنت عبر شبكة المحمول بنظامه المعتاد جي.بي.ار.اس. أما إن كنت محظوظة بعض الشيء فسيمكنني الاتصال على شبكة يو.ام.تي.اس والتي تحمل اسم الجيل الثالث، بسرعتها التي تصل إلى 380 كيلوبات/ثانية.أخرجت حاسبي المحمول وبدأت في الاتصال بالانترنت، إلا أنني فوجئت بأنني تمكنت من القيام بهذا الاتصال بسرعة تصل إلى 1.8 ميجابايت/الثانية. وقد اكتشفت فيما بعد أنني اتصلت عبر تقنية اتش.اس.دي.بي.ايه HSDPA. وهكذا قضيت بعض الوقت في التطلع على الأخبار وقراءة بريدي الالكتروني والرد عليه بسرعة كبيرة.
الجيل الثالث يو.ام.تي.اس
ظهرت منذ نحو عامين هواتف نقالة تعتمد على تقنية يو.ام.تي.اس الجديدة. وتعمل هذه التقنية على تقديم خدمة المحادثات الهاتفية بالصوت والصورة. ومن مميزاتها كذلك العمل على تسريع الاتصال بشبكة الانترنت. وبالفعل يمكن عبرها تحقيق هذا الاتصال بسرعة تفوق بعشر مرات سرعة الاتصال عن طريق تقنية الجيل الثاني جي.بي.ار.اس. وقد أمكن باستخدامها أثناء كأس العالم في ألمانيا هذا العام تحميل تقارير المباريات على التليفون المحمول. ومن التطبيقات التي تجذب الشباب بشكل خاص إمكانية تحميل الأغاني المصورة وإعلانات الأفلام.
الجيل الثالث والنصف خطوة نحو الجيل الرابع
تعتبر تقنية اتش.اس.دي.بي.ايه تحسيناً لتقنية الجيل الثالث، إذ زادت كثيراً من سرعة تنزيل المعلومات من الانترنت. كما تساعد على الاستخدام الأمثل لنفس الترددات ونقل أكبر كمية من المعلومات على نفس الحيز الترددي. ومن المتوقع أن تزيد سرعة الاتصال بالانترنت قبل نهاية هذا العام لتصل إلى 3.6 ميكابايت/ ثانية وذلك عن طريق تحديث أنظمة التشغيل، الجدير بالذكر أن هذه التقنية لم تؤثر إلا على سرعة الاستقبال، بينما بقيت سرعة إرسال المعلومات ثابتة لم تتغير. ولكي يحدث ذلك فإن هناك حاجة إلى تقنية أخرى تسمى اتش.اس.يو.بي.ايه، وهي لم تدخل حيز التنفيذ بعد في أي مكان في العالم.
أجهزة خاصة لتقنية جديدة
بيد أن العقبة الرئيسية أمام انتشار تقنية اتش.اس.دي.بي.ايه HSDPA فهي قلة أجهزة الهواتف المحمولة التي تعمل بها، إذ أنه ليس هناك سوى جهازين يمكنهما ذلك، هناك النسخة الجديدة من حاسب الجيب أو البوكيت بي.سي Pocket PC الذي يعمل بنظام ويندوز، وكذلك البطاقات الذكية التي تستخدم مع الحاسب الآلي المحمول Laptop. أما العقبة الثانية فتكمن في ضعف اعتماد الشبكات للتقنية المذكورة، فمعظم دول أوروبا لا تعمل بهذا النظام حتى الآن. أما الشبكات الألمانية فإنها تعتمدها بنسبة 60 بالمائة.
سمر كرم