مجلس الأمن الدولي يفشل في التوصل لقرار بشأن إيقاف النار في قطاع غزة
٤ يناير ٢٠٠٩واصل الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد (4 كانون الثاني/ يناير 2009) اجتياحه البري الذي بدأه الليلة الماضية لقطاع غزة، حيث دفع بالمزيد من الدبابات إلى القطاع وتقدم جنوده على خمسة محاور إلى بيت لاهيا وبيت حانون شمالي القطاع. واجتاحت قوات من سلاح المشاة والمدرعات الإسرائيلية شمال القطاع بدعم من سلاح الجو بعد أن مهدت المدفعية لها الطريق.
وعلى الرغم من استمرار دوي الانفجارات ونيران الأسلحة الثقيلة فشل مجلس الأمن الدولي في الاتفاق على موقف من الهجوم البري الذي أتى بعد أسبوع من حملة عسكرية إسرائيلية. وأنهى مجلس الأمن اجتماعا حول الوضع في غزة، بناء على دعوة ليبية، من دون التوصل إلى اتفاق على نص يدعو إلى وقف العمليات القتالية، كما أعلن رئيسه سفير فرنسا جان موريس ريبير.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ريبير قوله للصحافيين بعد قرابة أربع ساعات من المشاورات في مجلس الأمن: "لم يحصل اتفاق بين أعضاء المجلس". وأضاف السفير الفرنسي: "كان ثمة تلاقي كبير جدا في وجهات النظر للتعبير عن قلقنا الكبير من التصعيد ومن تدهور الوضع" و"للدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار يتم احترامه".
مشروع بيان باسم الجامعة العربية
وعرضت ليبيا باسم جامعة الدول العربية مشروع بيان في وقت سابق على المجلس يعرب عن "القلق العميق" من الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة ويدعو الطرفين إلى "إعلان وقف فوري لإطلاق النار واحترامه بالكامل". لكن هذا النص لم يأت على ذكر إطلاق حماس للصواريخ المستمر على إسرائيل التي تقول إنه السبب وراء شن هجومها على القطاع.
وقال سفيرا بريطانيا والولايات المتحدة إن النص منحاز. وفي هذا السياق نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مساعد السفير الأميركي اليخاندرو قوله إن وفد بلاده "عرض وجهة نظره حول السبب الفعلي لأعمال العنف الحالية وهو إطلاق حماس الصواريخ" على الأراضي الإسرائيلية. وأوضح أن الجهود الأميركية "تهدف إلى التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يحترمه الجميع وهذا يشمل وقف إطلاق الصواريخ ووقف تهريب الأسلحة وبدء إعادة فتح المعابر بموجب اتفاق العام 2005".
تقدم داخل قطاع غزة
وبعد ساعات على بدء الهجوم البري ما زالت تسمع انفجارات وتبادلا لإطلاق النار في عدة مناطق في حين تتقدم القوات داخل قطاع غزة مدعومة بمروحيات الأباتشي. أما مقاتلو الحركة فقد فجروا قنابل زرعوها على جانبي الطريق لدى مرور هذه القوات. وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن القوات الإسرائيلية قتلت العشرات من مقاتلي الحركة في الاشتباكات أو خلال القصف المدفعي.
إصابة 30 جندياً إسرائيليا
وفي أول حصيلة رسمية عن خسائر القوات الإسرائيلية في الهجوم نقلت وكالة الأنباء الفرنسية فجر اليوم الأحد عن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قوله: "أصيب 30 عسكرياً بينهم اثنان إصابتهما خطيرة". كما نفى الناطق نفيا قاطعا مقتل عسكريين إسرائيليين مشددا على "عدم وقوع أي قتلى في صفوف الجيش". يُذكر أن حركة حماس أكدت في وقت سابق أن تسعة جنود إسرائيليين قتلوا في العملية البرية، التي بدأت مساء أمس السبت. لكن الحركة لم تعلن بعد عن الخسائر، التي تكبدتها في القتال.
تراجع إطلاق الصورايخ باتجاه إسرائيل
من جهة أخرى أشار الجيش الإسرائيلي إلى تسجيل تراجع كبير في إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل. وفي هذا السياق أوضح ناطق إسرائيلي أن مقاتلي حركة حماس "أطلقوا ثمانية صواريخ قصيرة المدى وسبع قذائف هاون منذ بدء العملية البرية باتجاه إسرائيل من دون أن تسفر عن ضحايا". لكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ذكرت أن المسلحين الفلسطينيين واصلوا إطلاق الصواريخ على منطقة النقب في وقت متأخر من مساء أمس السبت على الرغم من الهجوم البري الذي بدأه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة.