مجلس أوروبا ينتقد جهود ألمانيا في مكافحة العنصرية
٢٧ مايو ٢٠٠٩حمل تقرير المجلس الأوروبي الخاص بدراسة أوضاع العنف والتمييز العنصري انتقادات للسياسات التي تتبعها ألمانيا في هذا المجال بالرغم من إشادته في الوقت نفسه بالجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات الألمانية لمكافحة العنصرية ومعاداة السامية والتمييز.
فقد عبر المجلس الأوروبي من خلال التقرير السنوي الذي صدر أمس الثلاثاء 26/مايو أيار عن قلقه من نجاح بعض الأحزاب التي تسير وفقاً لمبادئ معادية للسامية والقائمة على العنصرية والتي بدأت في اجتذاب المزيد من الأنصار في السنوات الماضي، إذ يشير التقرير إلى الارتفاع الملحوظ في عدد الأصوات التي حصل عليها الحزب الوطني الديمقراطي(الحزب اليميني المتطرف) والذي يستخدم أعلاماً ورموزاً تشبه إشارات النازيين، إضافة إلى ارتفاع عدد الجرائم المرتبطة بمعاداة السامية في الأونة الأخيرة.
وتضيف اللجنة المسؤولة عن إصدار هذا التقرير قائلة "على الرغم من المساعي الملحوظة من قبل السلطات الألمانية لمكافحة العنصرية ومعاداة الأجانب إلا أن الخطب العنصرية في الانترنيت وعدد المتطرفيين اليمينيين والنازيين الجدد لم يتراجع" .
قلق إزاء بعض الفئات من خطر التمييز العنصري
وطالب المجلس الأوروبي الحكومة الألمانية باتخاذ إجراءات حاسمة وخطوات أكثر فعالية من أجل مكافحة العنصرية وخاصة تجاه الأقليات في المجتمع الألماني على اعتبار أن هذه الأقليات تشكل أهدافاً "لاعتداءات عنصرية ومعادية للأجانب وللسامية". ويظهر التقرير أن المسلمين والأتراك و اليهود والسود وأتباع بعض الطوائف الغجرية هم أكثر الفئات عرضة للتمييز العنصري في ألمانيا مشيراً إلى ما يسمى بـ" الأماكن المحظورة No Go Areas" وهي الأماكن الموجودة في بعض الولايات الألمانية والتي يتعرض فيها الأجانب عادة إلى اعتداءات من قبل اليمين المتطرف عند عبورهم بها.
ودعت اللجنة الأوروبية التي أصدرت هذا التقرير إلى تسهيل عمليات تعلم اللغة الألمانية للمهاجرين، وتكثيف الجهود لمساعدة الأطفال الذين ينتمون لعائلات من أصول مهاجرة ويعانون من مشاكل لغوية حتى لا يتعرضون للتمييز في المدارس. كما اقترح المجلس أن يتم معاقبة المتورطين في جرائم التمييز العنصري بشكل أكثر فاعلية.
(د ص/د ب ا)
تحرير: هيثم عبد العظيم