مبارك وأوباما يؤكدان ضرورة إحلال السلام في الشرق الأوسط
١٨ أغسطس ٢٠٠٩قال الرئيسين الأمريكي والمصري في مؤتمر صحفي عقداه في المكتب البيضاوي اليوم، في ختام مباحثاتهما بواشنطن، إن الوضع الراهن في عملية السلام لا يحتمل أي فرصة للفشل. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (أ.ش.أ) عن أوباما قوله إن الولايات المتحدة ومصر سيواصلان العمل سويا لإحلال السلام في المنطقة، حتى يسود الأمن والاستقرار والسلام بين العرب وإسرائيل. وأضاف: "لقد أجريت مباحثات مع الرئيس مبارك حول سبل دفع عملية السلام، وقد اتفقنا على مواصلة العمل سويا لتحقيق السلام في المنطقة، كما ناقشنا موضوع الأسلحة النووية في المنطقة والوضع في العراق، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين".
وذكر الرئيس المصري أن المباحثات ركزت بشكل أكبر على القضية الفلسطينية لأنها محورية ولها تأثير على المنطقة والعالم بأسره، سواء في الشرق أو الغرب أو أمريكا على حد تعبيره. جدير بالذكر أن الرئيسان التقيا للمرة الأولى في القاهرة في الرابع من حزيران /يونيو الماضي عندما وجه أوباما خطابه الشهير للعالم الإسلامي من جامعة القاهرة في قلب العاصمة المصرية. وفي ذلك الخطاب، طالب أوباما إسرائيل بصورة واضحة بوقف سياستها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية.
أوباما يرى تقدما في قضية المستوطنات الإسرائيلية
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الثلاثاء إنه يرى علامات مشجعة على تخفيف إسرائيل معارضتها لدعوته إلى تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية. وجاء ذلك بعدما قال وزير في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق اليوم إنه لم تصدر أي مناقصات لمشروعات إسكان جديدة في المستوطنات الإسرائيلية منذ تولت الحكومة اليمينية السلطة قبل نحو خمسة أشهر.
وفي هذا السياق أشاد أوباما بما وصفه "الخطوة في الاتجاه الصحيح" التي اتخذتها إسرائيل بشأن المستوطنات، ودعا الدول العربية والفلسطينيين إلى اتخاذ خطوات مماثلة تجاه إسرائيل. وقال اوباما اثر استقباله الرئيس المصري حسني مبارك للمرة الأولى في البيت الأبيض "هناك خطوة في الاتجاه الصحيح" من قبل إسرائيل. وأضاف "لدي أمل في رؤية خطوات، ليس من الإسرائيليين فقط وإنما أيضا من الفلسطينيين، للمضي قدما وإحراز تقدم في مجال الأمن وفي أن تظهر الدول العربية حسن نية تجاه إسرائيل".
مبارك: "الدول العربية ستدعم السلام"
وتأتي زيارة مبارك في وقت تضغط فيه إدارة اوباما على الدول العربية المعتدلة لاتخاذ خطوات يمكن أن تشجع إسرائيل على تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. غير أن مبارك قال إن الدول العربية لن تقوم بأي دور أكثر نشاطا في دعم عملية السلام إلا بعد أن يبدأ الإسرائيليون والفلسطينيون مفاوضات مباشرة، مؤكدا في ذات الوقت أن جميع الدول العربية من دون استثناء ستساند عملية السلام وستساعد على دفعها في حال بدأت المفاوضات. وترفض الدول العربية حتى الآن فكرة اتخاذ خطوات مثل منح الطائرات المدنية الإسرائيلية حق التحليق في مجالها الجوي والسماح لإسرائيل بفتح مكاتب لرعاية مصالحها في سفارات أجنبية في الدول العربية. وتقول الدول العربية إن إسرائيل هي التي يجب أن تتخذ خطوات لإحياء عملية السلام بينما تطالب إسرائيل الفلسطينيين والدول العربية بالمزيد من الخطوات كي تتقدم عملية السلام.
وأجرى الرئيسان اللذان التقيا للمرة الثالثة في ثلاثة أشهر محادثات بشأن كيفية استئناف عملية السلام المتعثرة بالشرق الأوسط التي جعلها أوباما من بين القضايا التي تتصدر أولويات سياسته الخارجية. وهذه أول زيارة لمبارك للولايات المتحدة منذ عام 2004. ولم يزر مبارك الولايات المتحدة منذ ذلك الحين بعد أن أغضب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الحكومة المصرية بتركيزه على النهوض بالديمقراطية في الشرق الأوسط وانتقاده لسجلها في مجال حقوق الإنسان.
الجدير بالذكر أن العديد من المنظّمات الحقوقية تأمل أن يمارس أوباما ضغوطا على مبارك بهدف دفعه إلى تبنيّ إصلاحات ديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في مصر. ففي سياق متّصل وصفت منظمة هيومن رايتس ووتش الرّئيس المصري بأنه حاكم يرأس نظاما شموليا "يكمّم أفواه المعارضين ويضعهم في السّجون حيث يتفشى التعذيب."
(ش. ع/ د ب أ/ أف ب/ رويترز)
مراجعة: طارق أنكاي