لاجئ سوري عن أهمية دروس الاندماج
٢٦ أغسطس ٢٠١٥"هذا مثل زمان أيام المدرسة"، يقول علاء مبتسماً ويمسح بيده على لحيته ويشير إلى مقعد الدراسة أمامه، حيث يوجد كتاب ودفتر وقلم. يتعلم إلى جانب علاء اثنا عشر رجلا وامرأة في المدرسة الواقعة وسط مدينة بون. "الفرق أن لا أحد يضربني هنا على أصابعي حين أرتكب خطأ"، يقول الشاب البالغ من العمر 28 عاما. ثم تدخل امرأة شقراء في نهاية الثلاثينات غرفة الصف وتكتب اسمها على اللوح باللون الأحمر وتلتفت إلى الطلاب وتقول: "صباح الخير، اسمي لاريسا كوخ، أنا معلمتكم. أنا من أوكرانيا".
الاندماج في دورة؟
خمسة أيام في الأسبوع يشارك علاء والآخرون في دورة للاندماج، من يوم الاثنين وحتى الجمعة ولمدة أربع ساعات في كل يوم. علاء وثلاثة آخرون جاؤوا من سوريا ومعهم امرأة مهندسة من العراق وثلاث نساء من الهند وآخر من تركيا وتجلس أمامه امرأة من الصين. وجميعهم يريدون تعلم اللغة الألمانية.
تقول أليف راينيكه موظفة العلاقات العامة في المدرسة، "إن الطلب على هذه الدروس كبير جدا". وفي السنة الماضية شارك 142 ألف أجنبي في هذه الدورات، أما في الربع الأول من هذه السنة، فبلغ عددهم 70 ألفا. "جميع الدورات ممتلئة حتى نهاية 2016"، تقول راينيكه، وتضيف أن بعض اللاجئين يضطر للانتظار شهورا عديدة للحصول على مقعد في الدورة. دورات تعليم اللغة هذه تمولها الدولة لمن نالوا حق اللجوء السياسي فقط.
وبسبب تزايد أعداد اللاجئين بدأت مدرسة اللغة في بون بتقديم برامج إضافية "في كل دورة اندماج نحجز مقعدا للاجئ لم يتم البت في طلب لجوئه السياسي بعد"، تقول أليف راينيكه، "وهذا المقعد تتحمل المدرسة تكاليفه".
بعد 600 ساعة من الدروس، يتعين على المشاركين أن يكونوا قد تعلموا من اللغة الألمانية ما يكفيهم لمزاولة أمور حياتهم اليومية. وهذا يشمل العمل والسكن والتسوّق. كما يتعلمون كتابة الرسائل والتقدم لوظائف باللغة الألمانية. ومن ينجح في امتحان شفهي في نهاية هذه الدورة، يمكنه المشاركة في دورة أخرى مدتها 60 ساعة للتعرف على تاريخ ألمانيا وثقافتها وعادات الألمان وقيمهم. وهذا يساعد اللاجئين بالحصول على الجنسية الألمانية.
"حجر أساس لكل شيء"
فر علاء من قريته الواقعة جنوب دمشق والتي تعرضت لعدة هجمات من مقاتلي الجيش السوري الحر أو جبهة النصرة وقوات النظام السوري. وقد حاولت هذه الأطراف إجباره على الانضمام إليها، فقرر الفرار من سوريا إلى لبنان ثم إلى تركيا واليونان حتى وصل ألمانيا، تاركا وراءه زوجته وابنه البالغ من العمر 3 سنوات. وفي ألمانيا تنقل بين مراكز إيواء اللاجئين لينتهي به المطاف في بون حيث تم الاعتراف بحقه في اللجوء السياسي. وقد حصل علاء على جواز سفر مؤقت ويسمح له بالعمل، لكنه يقول إنه لن يستطيع إحضار زوجته وابنه بدون عمل. لذلك فهو متحمس لتعلم اللغة الألمانية كي يحصل سريعا على عمل لأن ذلك كما نقول بالعربية "حجر الأساس".