مآوي اللاجئين – قضية القضايا في ألمانيا حاليا
١٤ أغسطس ٢٠١٥الأعداد في تصاعد سريع. بداية هذه السنة قدرالمكتب الاتحادي لللاجئين والهجرة عدد اللاجئين إلى ألمانيا عام 2015بـ 300 ألف. وفي شهر مايو الماضي تم تصحيح تلك التوقعات وأصبح الحديث عن 450 ألف لاجئ. والآن يعتبر وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزيير أن الأرقام المرتبطة بتلك "التقديرات قد ترتفع بشكل أكبر مما كان يعتقد". ولم يتحدث الوزير تفصيلا في هذا الشأن. كما يعتقد اتحاد المدن والبلديات الألمانية أن عدد اللاجئين إلى ألمانيا قد يصل إلى 600 ألف شخص. ويعني ذلك أن ألمانيا تكبر خلال سنة واحدة بحجم عدد سكان مدينة كبيرة مثل شتوتغارت أو دوسلدورف. في كل يوم يتوافد على ولاية شمال الراين فيستفاليا وحدها 1000 لاجئ.
بين مدن الخيام والقاعات الرياضية ومراكز الاستجمام
كيف يمكن للبلديات توفير سكن لهذه الأعداد من المهاجرين؟ لم يكن لبعض المدن من حل سوى القيام بإنشاء مجمعات سكنية من الخيام. قد تحل مثل هذه المبادرات مشكلة إيواء اللاجئين خلال فصل الصيف، ولكن ليس بشكل دائم. رئيس وزراء ولاية ساكسونيا ماركوس أولبيش من الحزب الديمقراطي المسيحي اعتبر بعد زيارة قام بها إلى معسكر خيام لللاجئين قرب مدينة دريسدن، أن الناس في حاجة إلى بيوت تحميهم سقوفها. كما ذكر وزير الاندماج في ولاية شمال الراين فيسفاليا غونتران شنايدر من الحزب الدمقراطي الاشتراكي أن الخيام وما شابهها من المركبات السكنية التي يقطن بها اللاجئون "ليست هي الحل الأفضل"، غير أنه أضاف في حديث مع وكالة الأنباء الإنجيلية،أنه ليس هناك الآن من بديل. وفي بحثه اليائس عن أماكن لإيواء المهاجرين، فإنه بدأ يبحث عن قاعات كبرى، كما يقول، إضافة الى القاعات الرياضية وقاعات الاستجمام أو قاعات التجمعات الكبرى بهدف إيواء اللاجئين فيها.واعتبر أنه "يمكن تصور إمكانيات كثيرة بهذا الشأن".
إنعاش السكن الاجتماعي
عند الحديث عن موضوع المآوي لا يتعلق الأمر فقط بالمراكز الأولية لاستقبال اللاجئين. نائب رئيس اتحاد المدن الألمانية وعمدة مدينة نورنبيرغ، أولريش مالي من الحزب الديمقراطي الاشتراكي اعتبر أن 40 بالمائة من اللاجئين سيبقون في ألمانيا. وهو يعني بذلك أنه يجب النظر إلى موضوع أزمة السكن وقضية دمج الأجانب على المدى الطويل أيضا. كما يطالب بضرورة بناء 80 ألف شقة في كل عام، وهي ليست فقط مخصصة لطالبي اللجوء. ويريد عمدة نورنبيرغ تجنب قيام تنافس على السكن بين اللاجئين والمواطنين من خلال بحثهم عن سكن رخيص في المدن الكبيرة خاصة، حيث إن ذلك قد يؤدي سريعا إلى إضعاف استعداد الألمان لتقبل أجانب. وفي نفس السياق يقول غيرد لاندسبيرغ المدير العام لاتحاد المدن والبلديات الالمانية في لقاء مع DW: "نطالب بإنعاش قطاع البناء الاجتماعي، ويجب علينا العمل على توظيفه بشكل يساهم في تجنب حالة التنافس".
هناك بنايات كثيرة ولكن مواقعها غير صالحة
هناك في ألمانيا عدد كبير من البنايات الفارغة التي يمكن توظيفها كمآو لللاجئين، غير أنها توجد في مواقع غير صالحة لهذه المهمة، وهي توجد غالبا في مناطق ريفية. وهناك يكون عدد فرص العمل قليلاً، كما يهاجر الناس إلى المدن.ومن تم يطالب لاندسبيرغ بضرورة العمل على "إيجاد سكن في المناطق التي يحصل فيها الناس على فرص عمل". وهو يعتقد أنه لا يمكن حل مشكلة إيواء اللاجئين من خلال المنظور العددي فقط، بل يجب ربطه بمدى وجود فرص العمل أيضا. وأغلب تلك البنايات توجد في الشرق الألماني. وهو ما دعا بمدن متأثرة بأزمة السكن لتقديم اقتراح إيواء اللاجئين في الشرق الألماني. غير أن رئيس وزراء ولاية براندنبورغ ديتمار فويدكي يرى، أن هذا الحل غيرصائب من منظور فرص العمل القليلة هناك، مشيرا إلى أن "الآفاق هناك محدودة". يضاف إلى ذلك أن حكومات الولايات ترفض تلك الاقتراحات لأسباب سياسية أيضا، خصوصا بالنظر إلى الهجمات التي تعرض إليها أجانب في المناطق الشرقية.
"يمكن التغلب على التحديات"
غيرد لاندسبيرغ يؤكد أنه من الأفضل أن يتم إيواء اللاجئين في شقق وليس في مجمعات هائلة: "إن ذلك أفضل بالنسبة لهؤلاء الناس وللمدينة ولعملية دمجهم"، ولكنه يلاحظ: "لكن أعداد اللاجئين ترتفع بشكل سريع، حيث يلزم تأجيل ذلك إلىوقت لاحق". وعن كيفية تقليل عدد اللاجئين يعتقد أنه يجب القيام بعملية توزيعهم منذ استقبالهم في المراكز الأولية. فبالنسبة للسوريين يمكن في كثير من الأحيان الاعتراف بوضعهم بسبب الحرب الدائرة في بلادهم. ويجب العمل على دمجهم سريعا. أما بالنسبة للوافدين من منطقة البلقان، فقلما يحصلون على اللجوء. وقد طالب رئيس وزراء ولاية بافاريا بإسكانهم في مخيمات منفصلة وإبعادهم بعد رفض طلب اللجوء. ويصف غيرد لاندسبيرغ موضوع اللاجئين بـ "التحدي الكبير"، ولكن يلاحظ أنه يمكن حله، ويضيف: "إذا تم تقليص عدد الوافدين من منطقة البلقاء، فإن باستطاعة دولة غنية مثل ألمانيا أن تواجه هذاالتحدي".