لا نهاية للأزمة الليبية والتحالف الدولي في مأزق
٣٠ مارس ٢٠١١في البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول ليبيا يمكن قراءة ما جاء فيه بسهولة، فهو يتحدث عن إقامة ليبيا حرة وديمقراطية وموحدة، لكن الواقع العسكري والسياسي والدبلوماسي للأزمة الليبية بعيد عن ذلك كل البعد. والتحالف الدولي الذي اجتمع أمس الثلاثاء (2011/2/29) في العاصمة البريطانية لم يتمكن من الاتفاق إلا على حد أدنى من النقاط المشتركة.
وهو اتفق على تشكيل مجموعة اتصال دولية تعمل على جمع الجهود الدولية الرامية إلى إقامة ليبيا ديمقراطية ما بعد القذافي. لكن متى وكيف يمكن إجبار الحاكم المطلق على الاستقالة، أمر عكس مواقف وتصورات مختلفة جدا داخل المؤتمر. ففرنسا تريد تسليح الثوار، لكن بريطانيا ترى أن هذه خطوة بعيدة المدى. صحيح أن الولايات المتحدة تشير إلى أن إسقاط القذافي هدف استراتيجي، إلا أنها ترفض إرسال قوات أرضية إلى البلد. والناتو الذي تسلّم رسميا الآن قيادة العمليات العسكرية في البحر والجو يريد الالتزام بحزم بالتكليف الذي أقرّته الأمم المتحدة.
وطرحت ألمانيا تقديم مساعدات بنيوية لإرساء بداية ديمقراطية جديدة في ليبيا، لكنها قررت الابتعاد بصورة حازمة عن كل العمليات العسكرية الجارية.
والثوار الذين بدأوا منذ فترة قصيرة التعرف على الخارج يجهدون حاليا لتأكيد جديتهم وإعطاء الانطباع بأنهم ديمقراطيون دون أي لبس. لكن أجهزة الاستخبارات الأميركية تحذّر من إمكان وجود أتباع لشبكة "القاعدة" الإرهابية ولميليشيا حزب الله الشيعي بينهم.
ويُظهر وجود ممثلين رفيعي المستوى في جامعة الدول العربية وفي الاتحاد الأفريقي في لندن حجم الاختلاف القائم حول التدخل العسكري في ليبيا. ومن غير الواضح أيضا سير المعارك الدائرة على الأرض حيث يحدث على ما يبدو كرّ وفرّ، ويبدو أن الأمل في استسلام القذافي بسرعة تحت ضغط التحالف العسكري أمر مبكر.
وبتدخله العسكري في ليبيا أدخل التحالف الدولي نفسه في طريق مسدودة. ومؤتمر لندن يقترب من الاستنتاج بأن مخرج الأزمة الليبية غير واضح ولا يزال بعيدا.
ويظهر مرّة أخرى أنه من السهل نسبيا البدء في حرب ما، لكن إنهاءها مسألة أخرى تماما ومهمة أكثر صعوبة.
دانييل شيشكفيتس
مراجعة: هبة الله إسماعيل