مصير القذافي يهيمن على أعمال مؤتمر لندن
٢٨ مارس ٢٠١١بمشاركة نحو 40دولة، يعقد في لندن الثلاثاء 29 /03/2011 الاجتماع الأول لـ"مجموعة الاتصال"حول ليبيا، المكلفة بـ"القيادة السياسية"، للضربات التي يقودها عسكريا الآن الحلف الأطلسي (ناتو).وبينما سيبحث المؤتمر الوضع المتفجر في ليبيا في ظل الحرب الطاحنة التي يروح فيها عشرات المدنيين كل يوم، يضع في أجندته أيضا العمل على إعداد "مستقبل أفضل للِّيبيين" في مرحلة ما بعد القذافي.
المجلس الانتقالي الليبي، الذي نال اعتراف فرنسا وقطر حتى الآن، استبق المؤتمر بمحاولات حثيثة مع الأطراف الأوروبية لإقناعها بضرورة اتخاذ مواقف حازمة لوقف الحرب وإزاحة نظام القذافي نهائيا.هذا ما أكده موسى الكوني، القنصل الليبي السابق في مالي، والذي استقال من منصبه أول مارس/آذار وغادر إلى فرنسا لينضم إلى المعارضة الليبية.
المعارضة الليبية تأمل تغييرا في الموقف الألماني
وخص موسى الكوني في هذا الصدد الموقف الألماني الرافض للعمليات لعسكرية، واصفا إياه بـ "المؤسف جدا".وقال "فوجئنا بهذا الموقف من الحكومة الألمانية، لكنه موقف فردي لم يؤثر كثيرا في القرارات الدولية والأوروبية.فرنسا وبريطانيا اتخذتا مواقف قوية ضد النظام الليبي.ولا أعلم لماذا هذا التخوف الألماني".وأوضح السفير السابق، في حوار مع دويتشه فيله، قائلا "يرون رئيس دولة يواجه شعبه بالدبابات، ومع ذلك لا يتخذون موقفا أكثر حسما. مطلوب من ألمانيا الآن أن تتخذ موقفا حازما في لندن، وبالعمل السريع على إزاحة النظام وإخراج القذافي من ليبيا.المسألة أصبحت في يد المجتمع الدولي الآن.كل يوم يسقط ضحايا في كل المناطق.على ألمانيا تغيير موقفها الآن".
وأكد الكوني أن "المجلس الانتقالي يتواصل مع الحكومة الألمانية وأرسل لها موفدين وأشخاص تربطهم علاقات جيدة بهم، لكن الموقف الألماني مازال مترددا، حسب مصادرنا.مع ذلك نأمل جدا أن يتغير موقفها في مؤتمر لندن".
ويواجه موقف الحكومة الألمانية من الأزمة الليبية وتحفظها على قرار مجلس الأمن الدولي 1973، انتقادات داخل ألمانيا، لكن استطلاعات للرأي حديثة أظهرت أن غالبية الألمان يؤيدون قرار حكومة ميركل بعدم المشاركة في العمليات العسكرية الجارية في ليبيا. وبحسب نتائج الاستطلاع الذي اجرته مجلة فوكوس، فإن 56% من الاشخاص المستطلعين قالوا انهم يؤيدون موقف ميركل ووزير خارجيتها غيدو فيسترفيله حيال الأزمة الليبية.
الجدل حول سيناريو رحيل القذافي إلى المنفى
وأبدى الكوني تحفظه على المشروع الإيطالي، الذي يسعى وزير خارجيتها إلى إقناع الأوروبيين به خلال المؤتمر في لندن.ويرمي المشروع إلى وقف إطلاق النار، وإنشاء "ممر إنساني دائم"لإدخال المساعدات، كما يقترح مغادرة القذافي إلى المنفى.ورأى الكوني أنه "لا يمكن أن يكون منفى القذافي داخل ليبيا ولا حتى في دول الجوار.يجب ألا نترك له أي فرصة للعودة هو وأزلامه".وأضاف "إيطاليا تحاول تخفيف الوضع، لكن الوضع أصعب بكثير، هناك قتل ومذابح يومية.طرابلس كلها مليئة بالدبابات في كل شارع.كتائب القذافي مدججة.والناس محاصرة لا تخرج من بيوتها".
وردا على سؤال حول كون المجلس الانتقالي الليبي غير منتخب وتثار تساؤلات حول مصدر شرعيته، قال الكوني "الآن يستمد شرعيته من الثوار بشكل مباشر.القيادات تنسق بين بعضها البعض لاختيار العناصر من مختلف القبائل والجهات لتشكيل المجلس".وأكد الكوني أن المجلس الانتقالي يتواصل مع الأوروبيين، لتوضيح موقف المجلس والثوار، ويوضح لهم ما هو المطلوب منهم لدعم الثورة. وأضاف "بعض الدول متفهمة جدا والبعض الآخر مواقفها غير واضحة".
وأضاف "لست عضوا في المجلس الانتقالي، لكن المعارضة الليبية كلها الآن تعتبر مجلسا انتقاليا.كلنا نعمل على نفس الاتجاه انطلاقا من الدول الأوروبية، لتذليل الصعاب أمام الثوار للتقدم نحو طرابلس، وحث باقي الليبيين على مناصرة الثوار خاصة في مناطق الجنوب".وأوضح الدبلوماسي المعارض "نقوم بذلك عبر الاتصال المباشر مع الأوروبيين بحكم علاقتنا الكثيرة.نحن على اتصال مباشر مع عدة دول لإقناعهم بإزاحة النظام في أسرع وقت ممكن".
"يجب أن تكون الضربات ضد جيش القذافي قاتلة"
وفي وقت قال فيه الكوني إن الفضل لما يحققه الثوار الآن من انتصارات يعود إلى ضربات قوات التحالف التي وجهتها لطيران ودفاعات ودبابات قوات القذافي، طالب بأن "تكون الضربات قاتلة، وليست ضربات محددة كما نرى. لأن القذافي للأسف قوي بميليشياته. لذلك نحن نعول كثيرا على مؤتمر لندن لاتخاذ مثل هذه القرارات، فالمجتمع الدولي عليه حسم الوضع، خاصة وأن القذافي هو الذي فرض على الثوار وعلى المجتمع الدولي الخيار العسكري".
وتحتضن لندن مؤتمر دوليا حول ليبيا على مستوى وزراء الخارجية، ويضم الدول المشاركة مباشرة في العمليات العسكرية، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم "1973"، إضافة إلى "أصدقاء التحالف"وأعضاء المجلس الوطني الانتقالي، بمشاركة قطر والإمارات العربية المتحدة من الدول العربية، فضلا عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الاتحاد الأفريقي جان بينج، ومراقب عن الفاتيكان.
ولفتت فرنسا قبل أسبوعين الأنظار إليها باعترافها الأول من نوعه بشرعية "المجلس الانتقالي"المؤلف من المعارضة الليبية، باعتباره "ممثلا شرعيا عن الشعب الليبي". واستقبل الرئيس نيكولا ساركوزي ممثلي المجلس في قصر الإليزيه.واليوم استبقت قطر مؤتمر لندن باتخاذ خطوة مماثلة، معلنة اعترافها كثاني دولة على مستوى العالم، بالمجلس الانتقالي الليبي، الأمر الذي استنكرته الحكومة الليبية واعتبرته تدخلا في شؤونها.
أميرة محمد
مراجعة: منصف السليمي