انقسامات بشأن ليبيا عشية اجتماع لندن والثوار يتقدمون
٢٨ مارس ٢٠١١تشارك حوالى 40 دولة الثلاثاء في الاجتماع الأول "لمجموعة الاتصال" حول ليبيا المكلفة "بالقيادة السياسية" للضربات التي باتت تحت قيادة الحلف الأطلسي، وبإعداد "مستقبل أفضل لليبيين" أي مرحلة ما بعد القذافي. وينعقد الاجتماع في لندن طوال يوم على مستوى وزراء الخارجية، ويجمع الدول المشاركة مباشرة في العمليات العسكرية تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1973 حول ليبيا. كما يشارك في الاجتماع "أصدقاء التحالف وعلى ما نأمل المجلس الوطني الانتقالي" المؤلف من معارضي العقيد معمر القذافي، كما أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية بيرنار فاليرو الاثنين.
وبدأت قبل 11 يوما الضربات الجوية بصواريخ توماهوك التي نفذتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا استجابة إلى "حالة إنسانية طارئة"،بهدف حماية المدنيين الذين يتعرضون لقمع دام من أنصار القذافي، بحسب دبلوماسي غربي. وقال المصدر "هناك اليوم حالة طارئة دبلوماسية" من اجل صياغة مشروع لليبيا وتفادي الخلافات بين من يدعمون التدخل سياسيا.
برلين تنفي وجود خطة سلام ألمانية-إيطالية
غير أن الأوروبيين المنقسمين في التصويت على قرار الأمم المتحدة، الذي أحجمت عنه ألمانيا، قد يبدون مواقف متشرذمة في لندن. وأثار وزير الخارجية الايطالي الدهشة عندما تحدث عن مشروع حل يريد إدراج ألمانيا فيه. وتشتمل الخطة على فتح "ممر جوي إنساني دائم" وعلى صيغة لانتقال القذافي إلى المنفى. وأشار فراتيني إلى أن خروج القذافي إلى منفى سيكون خيارا مطروحا للمناقشة.
من جانبها نفت الحكومة الألمانية تكهنات حول وجود خطة سلام ألمانية-إيطالية من أجل ليبيا. وقال المتحدث باسم الخارجية الألمانية، أندرياس بيشكه، اليوم الاثنين في برلين إن بلاده في تبادل مستمر للمقترحات مع شركائها الدوليين "وليس مع إيطاليا فقط". وأوضح المتحدث أنه يوجد لذلك "مقترحات مختلفة" حول تسوية النزاع في ليبيا.
بدوره رد المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه لن تكون هناك حصانة لمرتكبي "جرائم حرب". وفي هذا الإطار قد تلعب تركيا دورا مهما، فرئيس وزرائها رجب طيب اردوغان عرض وساطته لتجنب تحويل ليبيا إلى "عراق آخر أو أفغانستان أخرى".
وكان مسؤولون أمريكيون كبار قالوا اليوم الأحد إن الولايات المتحدة ستركز مع الدول الأخرى على طريقة لخروج الزعيم الليبي معمر القذافي من السلطة. وطرح وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيين في مقابلات تلفزيونية إمكانية حدوث انشقاق في حكومة القذافي وقالا إن مؤتمر لندن سيناقش استراتيجيات سياسية لوضع نهاية لحكمه المستمر منذ 41 عاما.
حصاد سياسي وعسكري
وميدانيا تسارعت الأحداث مع تقدم الثوار الذين استعادوا السيطرة على مدينتي اجدابيا والبريقة (شرق) الإستراتيجيتين بالرغم من ضعف تسلحهم وعدم تنظيمهم. وأكد الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ راسموسن الذي سيشارك في اجتماع لندن انه "لا حل عسكريا بحتا" للازمة الليبية، معربا عن أمله في "التوصل إلى حل سلمي في اقرب وقت ممكن".
هذا واستأنف الثوار الليبيون بعد ظهر الاثنين زحفهم البطيء إلى سرت بعد أن تصدت لهم قوات العقيد معمر القذافي صباح اليوم وأوقفتهم عند مدخل "بن جواد" كما أفاد مراسل لفرانس برس. وخلافا لتقدمهم السريع الأحد مستفيدين من الضربات الجوية للتحالف الدولي، لم يتقدم الثوار الاثنين سوى 40 كلم مع وصولهم إلى بلدة راس العوجة على طريق سرت ليصبحوا بذلك على مسافة نحو مئة كلم من مسقط رأس العقيد القذافي.
وفي تطور آخر صارت قطر اليوم أول دولة عربية تعترف بالمعارضة الليبية كممثل شرعي وحيد للشعب الليبي، وهي الخطوة التي قد تنذر بتحركات مماثلة من دول خليجية اخرى. وتأتي هذه الأنباء بعد يوم من تصريح مسؤول كبير بالمعارضة الليبية المسلحة بأن قطر وافقت على تسويق النفط الخام الذي تنتجه حقول شرق ليبيا التي لم تعد تحت سيطرة العقيد الليبي معمر القذافي.
(ي ب / ا ف ب. د ب ا. رويترز)
مراجعة: عبد الرحمن عثمان