كلينتون تحذر من "فراغ سياسي" في لبنان
٢٤ أكتوبر ٢٠١٢حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اليوم الأربعاء من أي "فراغ سياسي" في لبنان قد تستفيد منه سوريا، على خلفية أزمة سياسية في البلد منذ اغتيال مسؤول امني كبير في 19 تشرين الأول/ أكتوبر. وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي "لا نريد رؤية فراغ في السلطة السياسية الشرعية قد يستفيد منه السوريون أو آخرون وقد يتسبب بمزيد من عدم الاستقرار والعنف". وأضافت "ندعو جميع الأحزاب في لبنان إلى دعم العملية التي يقودها الرئيس اللبناني ميشال سليمان لاختيار حكومة فعالة ومسؤولة قادرة على مواجهة الخطر الذي يتعرض له لبنان وتحاسب المسؤولين عن اعتداء الأسبوع المنصرم". وكانت وزارة الخارجية الأميركية دعت الثلاثاء إلى تشكل حكومة جديدة في لبنان.
من جانبه دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الأربعاء لبنان إلى عدم التورط في الأزمة السورية، التي تحاول دمشق أن تدفعهم إليها، كما قال. وأضاف فابيوس في الجمعية الوطنية الفرنسية (برلمان) إن "ما ينتظره حكم بشار (الأسد) هو تصدير الأزمة السورية، يجب على لبنان ألا ينجر" إلى هذه الأزمة. وكان فابيوس اعتبر الأحد أن التورط السوري "محتمل" في الاعتداء الذي أودى برئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن.
ونسبت المعارضة اللبنانية اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن بتفجير استهدف سيارته في الاشرفية في شرق بيروت الجمعة الى النظام السوري. وقد أثار اغتياله مخاوف من اشتعال الوضع في لبنان المنقسم أصلا بين مؤيدين ومناهضين للرئيس السوري بشار الأسد الذي مارس نظامه وصاية على الجار الصغير استمرت زهاء ثلاثين عاما.
ويسعى الرئيس اللبناني ميشال سليمان والغربيون إلى إيجاد حل بديل قبل الدفع الى رحيل الحكومة الحالية لأنهم يعتبرون أن الفراغ السياسي سيكون كارثيا بالنسبة لبلد يواجه وضعا صعبا بسبب النزاع الدائر في سوريا. وكان سليمان دعا، في بيان أمس، إلى "تفويت الفرصة على المتربصين بالبلد والعمل بروح الحوار والانفتاح لتجاوز المرحلة الصعبة واستمرار تجنيب الساحة الداخلية انعكاسات ما يحصل حولنا في المنطقة
وتطالب المعارضة المناهضة لسوريا باستقالة فورية للحكومة التي يترأسها نجيب ميقاتي منذ حزيران/ يونيو 2011، وتضم أكثرية مدعومة من حزب الله المقرب من سوريا وإيران وحلفائه. واتهمت المعارضة اللبنانية حكومة ميقاتي بـ "تغطية" الاغتيال كما اتهمت نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالوقوف وراءه.
وشهدت مناطق لبنانية مختلفة منذ الجمعة احتجاجات على مقتل الحسن، شملت اشتباكات بين الجيش ومسلحين في منطقة سنية في غرب بيروت، وبين السنة والعلويين في مدينة طرابلس (شمال) أدت إلى مقتل سبعة أشخاص. وكان الحسن من أبرز الضباط الأمنيين السنة، ومقربا من سعد الحريري، رئيس الوزراء السابق المعارض لسوريا.
ي ب/ أ.ح (ا ف ب، د ب أ)