المعارضة اللبنانية تصعد موقفها وآشتون تدعو إلى تجنب الفراغ
٢٣ أكتوبر ٢٠١٢أبلغت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون اليوم الثلاثاء (23 تشرين أول/أكتوبر 2012) رئيس الجمهورية ميشال سليمان دعم الاتحاد الأوروبي لاستمرار عمل المؤسسات في لبنان وتجنب الفراغ. وذكر بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية أن آشتون جددت، خلال لقائها سليمان اليوم "دعم الاتحاد لسيادة لبنان واستقلاله واستقراره واستمرار عمل مؤسساته وتجنب حصول أي فراغ". وقال البيان إن آشتون "نوهت بالجهود التي يقوم بها الرئيس سليمان خصوصاً في موضوع المشاورات التي باشرها مع أركان هيئة الحوار الوطني للبحث في الأوضاع الراهنة".
وكانت آشتون وصلت إلى بيروت قبل ظهر اليوم الثلاثاء قادمة من عمان في زيارة تستمر عدة ساعات، وتأتي هذه الزيارة غداة تأكيد سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان دعمهم للاستقرار واستمرار العمل الحكومي، وذلك على اثر لقائهم الاثنين رئيس الجمهورية.
وتأتي هذه المواقف بتزامن مع مطالب المعارضة اللبنانية باستقالة الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي، بعد اتهامها بـ "تغطية" اغتيال رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن بتفجير استهدف سيارته في الاشرفية في شرق بيروت الجمعة. كما اتهمت المعارضة المناهضة لدمشق، نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلف الاغتيال.
سياسة المقاطعة
وقد اتخذت المعارضة اللبنانية قرارا بمقاطعة جلسات مجلس النواب التي تشارك فيها الحكومة، بحسب ما أفاد النائب المعارض احمد فتفت لفرانس برس والذي قال "ان المعارضة المؤلفة من قوى 14 آذار المناهضة لسوريا قررت "مقاطعة كل جلسة (نيابية) تشارك فيها الحكومة الى حين سقوطها"، مؤكدا إن القرار "لا يعني مقاطعة البرلمان". لكنه اوضح ان المقاطعة ستشمل ايضا جلسات اللجان النيابية المتخصصة "في حال شارك فيها وزراء من الحكومة".
كذلك التقت آشتون ميقاتي في السرايا الحكومية. ونقلت الوكالة اللبنانية الرسمية عن وزيرة الخارجية الأوروبية قولها "نحن متخوفون على استقرار لبنان. حتما البعض يسعى إلى تحييد الأنظار عن الوضع في المنطقة بافتعال مشكلات في لبنان". وثمنت آشتون مواقف ميقاتي "من اجل الحفاظ على تماسك لبنان ووحدته في هذا الظرف الصعب".
وكان ميقاتي اعلن السبت انه ليس متمسكا بمنصب رئاسة الحكومة، مشيرا إلى انه علق أي قرار حول استقالته في انتظار مشاورات يجريها رئيس الجمهورية مع الأطراف السياسيين، مؤكدا انه "لن يداوم في السرايا الحكومي". وهو اللقاء الأول الذي يجريه في السرايا منذ إعلانه هذا الموقف.
وشهدت مناطق لبنانية مختلفة منذ الجمعة احتجاجات على مقتل الحسن، حيث وقعت اشتباكات بين الجيش ومسلحين في منطقة سنية في غرب بيروت، وبين السنة والعلويين في مدينة طرابلس (شمال) أدت إلى مقتل سبعة أشخاص.
وكان الحسن من ابرز الضباط الأمنيين السنة، ومقربا من سعد الحريري، رئيس الوزراء السابق المعارض لسوريا. وتحول تشييعه الأحد في وسط بيروت، إلى تظاهرة شعبية طالبت بسقوط الحكومة التي تضم أكثرية من حزب الله وحلفائه المقربين من دمشق.
ي ب/ م س (د ب أ ، ا ف ب)