خبير ألماني: قاتل وسام الحسن سيظل مجهولا ولنا في قضية الحريري عبرة
٢٢ أكتوبر ٢٠١٢DW: من هي الأطراف التي يمكن أن تستفيد من التصعيد الراهن للوضع في لبنان ولمن يمكن توجيه أصابع الاتهام؟
هايكو فيمان: التكهنات هي سيدة الموقف في الوقت الحالي، لكن لا يوجد أي شيء مؤكد فهناك أطراف تحمل النظام السوري المسؤولية بناء على ما قيل حول اكتشاف وسام الحسن لأنشطة الوزير السابق ميشيل سماحة الذي يقال إنه كان بصدد الإعداد لتفجيرات في لبنان وبذلك يكون الاغتيال نوع من الانتقام. لكن هناك أيضا فرضية وجود طرف ثان من مصلحته تورط الطائفة السنية في لبنان في المشاكل السورية وتحويل لبنان لمسرح جديد للأزمات خاصة مع وجود متهم جاهز وهو سوريا، فإسرائيل على سبيل المثال تستفيد من تورط حزب الله في الأحداث. ومن غير المستبعد أيضا فكرة سعي النظام السوري لتخويف دول الجوار من مد سلفي سني وربما نكتشف في أحد الأيام تورط عناصر من تنظيم القاعدة في الحادث، سيناريوهات المؤامرة متوافرة بكثرة لكن لا توجد أي حقائق مؤكدة.
ما مدى قدرة الدولة اللبنانية على مواجهة الأزمة الراهنة والخروج منها؟
لبنان ربما يكون بعيدا من الأساس عن فكرة الدولة فلبنان عبارة عن مجموعات طائفية سياسية والدولة في النهاية هي توازن هش لهذه المجموعات الطائفية والسياسية. العنصر الوحيد القادر على الدفاع عن الدولة هو الجيش الذي أتوقع أن يحاصر المظاهرات وينهي الموقف خلال عدة أيام لكن المشكلة الأساسية تتمثل في أن دور الجيش اللبناني ربما يولد لدى البعض وتحديدا الفئة السنية الإنطباع بأن الجيش اللبناني يخدم فئة معينة وهي الشيعة. وهذا الانطباع مضر جدا.
هل نحن على أعتاب حرب أهلية جديدة في لبنان؟
أستبعد إمكانية اندلاع حرب أهلية جديدة في لبنان والسبب هو أن ميزان القوى العسكري واضح تماما في هذه المرحلة فالجيش من ناحية يحاول التزام أقصى درجات الحيادية لذلك هو خارج اللعبة. والمعروف أن حزب الله يتمتع بإمكانيات عسكرية مهمة لكن في المقابل يفتقر حزب المستقبل وغيره من التيارات لهذه الإمكانيات وبالتالي فإمكانية اندلاع الحرب الأهلية مستبعدة لعدم وجود طرفين متضادين بنفس الدرجة من الاستعداد العسكري. لكن الخطورة تظهر إذ قررت دولة معينة أن الوقت قد حان للتخلص من حزب الله وقامت بتمويل ميليشيات عسكرية للتصدي له.
بالحديث عن حزب الله، هل من الممكن أن تستغل هذه الحادثة لتقليص دور حزب الله، الحليف التقليدي لسوريا حال ثبت تورط النظام السوري في الحادث؟
من المستبعد أن يتم إثبات التهمة على أي طرف وهناك تجربة مشابهة عام 2005 مع اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري فرغم كل هذه السنوات من التحقيقات لم نصل لنتيجة محددة. وبالتالي من الصعب الوصول لدليل يدين سوريا ويساعد في تقليص دور حليفها في لبنان المتمثل في حزب الله.
عرضت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون المساعدة في التحقيق في حادث اغتيال وسام الحسن هل من الممكن أن يتحول الحادث لقضية دولية مثل قضية الحريري؟
من الصعب مقارنة حادث اغتيال مسؤول بجهاز أمني برئيس وزراء لذلك من الصعب أن تحظى هذه القضية بنفس درجة الاهتمام بقضية الحريري.