قمة شارون وعباس بين المطالب الفلسطينية والشروط الإسرائيلة
اجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون برئيس السلطة الفلسطينة محمود عباس اليوم في القدس. ويهدف اللقاء إلى مناقشة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وبحث السبل الممكنة للحد من العنف الذي ارتفعت وتيرته في الآونة الأخيرة. ومن المؤكد أن عباس سيركز خلال مباحثاته مع شارون على تحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، كما سيحاول الحصول على وعود من الحكومة الإسرائيلية بتمكين الفلسطينيين من حرية التنقل والحصول على فرص عمل في إسرائيل. فمحمود عباس، الذي خلف الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، يريد أن يظهر للنشاطين الفلسطينيين أنه حصل على تنازلات واضحة من إسرائيل مقابل فرض التهدئة خلال الانسحاب من قطاع غزة. غير أن المراقبين يخشون من عودته بخفي حنين ، لا سيما وأن شارون سيصر قيام السلطة الفلسطينية أولاً بوقف هجمات الجماعات المسلحة، مثل جماعة الجهاد الإسلامي، مقابل أن تلبي إسرائيل بعض مطالبه. ولكن بعيداً عن استباق الزمن وبغض النظر عما ستفر عنه المباحثات من نتائج، فلا غرو أن اجتماع عباس وشارون، في حد ذاته، هو لقاء فريد من نوعه. لأنه يجمع ولأول مرة بين رئيس وزراء إسرائيلي ورئيس سلطة فلسطيني في المدينة التي تمثل محور الصراع في الشرق الأوسط،. فما لاشك فيه أن اختيار القدس، التي يقدسها كل من اليهود والمسيحيين والمسلمين، كمكان لعقد القمة له معنى رمزي للطرفين على حد سواء. فالدولة العبرية تعتبر القدس بشطريها عاصمة أبدية لها بينما يطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 عاصمة لدولتهم الفلسطينية. الجدير بالذكر أن أول وأخر لقاء تم عقده بين أبو مازن وشارون كان في غضون مباحثات الثامن من فبراير/شباط الماضي في منتجع شرم الشيخ بمصر.
مطالب فلسطينية....
وكان فريقان فلسطيني وإسرائيلي قد اجتمعا في القدس الغربية الليلة الماضية لبحث ترتيبات القمة. وبعد الجلسة التحضيرية صرح صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، أن قمة عباس- شارون ستبحث جدول أعمال يشمل تسليم باقي المناطق التي اتفق عليها في شرم الشيخ ، وإنهاء ملفي المطاردين والمبعدين وتثبيت حالة التهدئة والانسحاب الإسرائيلي من غزة. أما دوف فايسغلاس، كبير مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي والذي ترأس وفد حكومته في الجلسة التحضيرية، فلم يقدم إجابات شافية حول قضايا محورية مثل مستقبل معبر رفح البري بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة وشمال الضفة، وإعادة تأهيل وترميم مطار غزة الدولي، إضافة إلي قضية إعادة فتح الممر الآمن بين قطاع غزة والضفة الغربية. وفي نفس السياق قرر سجناء فلسطينيون الإضراب عن الطعام كتعبير عن محنتهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي بمناسبة انعقاد قمة عباس وشارون.
....بشروط إسرائيلية تتبناها واشنطن
من جانبه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون أن الانتقال من خطة الانفصال إلي خارطة الطريق يعتمد علي تفكيك حركات المقاومة التي وصفها بالإرهابية وأكد أن الأمريكيين يتفهمون موقف إسرائيل. وقال مسئول إسرائيلي كبير إن شارون سيحذر عباس في لقائهما اليوم من أن إسرائيل "ستستخدم كل ما تملك من وسائل لمنع انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة تحت نيران الفلسطينيين". ومن جانبها قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، التي التقت عباس وشارون خلال عطلة نهاية الأسبوع، "أن الوقت ينفذ من عباس وشارون بسرعة وأن عليهما العمل معاً للتوصل إلى خطة الانسحاب ووقف العنف."
أجواء مشحونة...
في غضون ذلك تصاعدت وتيرة العنف في الأراضي الفلسطينية، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أن نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي أطلقوا النار من سيارة على مركبة إسرائيلية مرت على طريق قريب من مستوطنة يهودية شمال الضفة الغربية. مما أسفر عن مقتل مستوطن وإصابة آخر بجروح قبل أن يفر مرتكبو الهجوم من الموقع. واعتقلت القوات الاسرائيلية شابة فلسطينية تدعى وفاء الباس (21 عاما)، قيل أنها كانت تحمل متفجرات تحت ملابسها وحاولت تفجير نفسها عند معبر إيريز الواقع بين شمال غزة وإسرائيل. كما قتل فلسطيني وجرح آخر برصاص الجيش الإسرائيلي في منطقة حجر الديك جنوبي شرقي مدينة غزة أمس.
... وتصعيد إسرائيلي
وعشية انعقاد قمة عباس- شارون شن الجيش الإسرائيلي الليلة الماضية حملة اعتقالات واسعة في صفوف الناشطين الفلسطينيين أسفرت عن توقيف أكثر من 50 عضواً في حركة الجهاد الإسلامي. وتعد هذه الحملة أكبر عملية ملاحقة تقوم بها القوات الإسرائيلية لنشطاء فلسطينيين منذ أن اتفق شارون وعباس على وقف إطلاق النار في قمتهما السابقة في فبراير/شباط الماضي. وبرر الجيش الإسرائيلي حملة الاعتقالات بسبب ما أسماها سلسلة من الهجمات شنتها حركة الجهاد في الأيام الأخيرة.
المصدر: وكالات
إعداد: علاء الدين سرحان