النكبة تدخل عامها السابع والخمسين
تدخل اليوم نكبة الشعب الفلسطيني عامها السابع والخمسين دون أن يبدو في الأفق أية علامة على قرب نهاية المحنة. قبل سبع وخمسين عاماً أجبر الفلسطينيون على النزوح عن ديارهم وترك أراضيهم، ويحيي الفلسطينيون ذكرى يوم النكبة سنوياً في 15 ايار/مايو سنويا مع ذكرى انتهاء الانتداب البريطاني في فلسطين في 15 ايار/مايو 1948، غداة قيام دولة اسرائيل. فقد هجر حوالى 760 الف فلسطيني ديارهم خلال الحرب الاسرائيلية-العربية عام 1948، هربا من المعارك مع تقدم القوات اليهودية او اثر تعرضهم للطرد من مدنهم وقراهم. ويبلغ عدد اولئك الفلسطينيين مع احفادهم اليوم اكثر من 7,3 مليون نسمة حسب أرقام الامم المتحدة. ويطالب الفلسطينيون بدعم من العالم العربي، اسرائيل بالاعتراف بحقهم في العودة بموجب قرارات الامم المتحدة.
تصادف ذكرى النكبة هذا العام قرب تطبيق خطة شارون المزمعة للإنسحاب من قطاع غزة التي يتشكك الفلسطينيون في كونها خطوة على طريق تحريك العملية السلمية، فالخطة ترى الخروج من غزة وأربع مستوطنات فقط من الضفة الغربية، مما يعني أن إسرائيل تنوي الاحتفاظ بباقي مستوطنات الضفة الغربية، وهو الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون رفضاً تاماً لإنه يجعل من قيام دولة فلسطينية مستقلة أمراً مستحيلاً، إذ ستتحول أراضي الدولة إلى مجرد كانتونات معزولة تفتقد إلى اتصال مباشر. من ناحية أخرى تشهد ذكرى النكبة هذا العام تهديداً سافراً للمسجد الأقصى من قبل جماعات يهودية متطرفة. فقد أدت خطة شارون للخروج من غزة إلى إحداث تمزقات على الساحة الإسرائيلية الداخلية، فالمستوطنون أعلنوا رفضهم للخطة ومقاومتهم لها بكل الوسائل، إحدى هذه الوسائل هي مهاجمة مسجد الأقصى من أجل إحداث هزة كبيرة في المنطقة تعطل الانسحاب المزمع.
مسيرات في الداخل والخارج
وقد أحيا آلاف الفلسطينيين اليوم الأحد داخل مخيماتهم في لبنان الذكرى السابعة والخمسين للنكبة التي تتمثل بقيام دولة اسرائيل عام 1948 وما تبع ذلك من حركة نزوح فلسطينية كبرى. ففي مخيم عين الحلوة في ضواحي صيدا كبرى مدن جنوب لبنان تظاهر نحو الفي فلسطيني تلبية لدعوة حركة حماس والفصائل الإسلامية. وجاب المتظاهرون طرقات اكبر مخيمات لبنان (60 الفا) وهم يرفعون يافطات تندد ب"الصمت العربي والدولي" ومنها "اين انتم يا عرب والمسجد الأقصى في خطر؟". وطالبوا الأمم المتحدة، في مذكرة تليت على المشاركين ب"التدخل لدرء الخطر عن المسجد الأقصى وعن الشعب الفلسطيني".
وفي مخيم البداوي في شال لبنان شارك نحو ثلاثة الاف فلسطيني بالتظاهر مشددين على حقهم في العودة وعلى رفضهم التوطين. رفع المتظاهرون تلبية لدعوة حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الأعلام الفلسطينية واللبنانية وصور الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى جانب يافطات منها "لا للتوطين...لا للتهجير".
وبهذه المناسبة وجه رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الذي يزور اليابان، رسالة مسجلة بثت خلال تجمع أمام ضريح الزعيم التاريخي للفلسطينيين الرئيس الراحل ياسر عرفات في رام الله. واعتبر فيها ابو مازن ان السلام والامن في الشرق الاوسط "لن يتحققا دون حل مشكلة اللاجئين واقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس".ومن المرتقب تنظيم تظاهرات في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية.
نضال عادل
سياسياً شددت حركتا فتح والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين اليوم السبت بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين للنكبة (ذكرى قيام دولة إسرائيل) على رفضهما أي حل سياسي مع إسرائيل بعيدا عن قرارات الشرعية الدولية. وقالت حركة فتح في بيان لها تسلمته وكالة فرانس برس "مهما طال الزمن فلن يثني شعبنا عن المضي قدما في نضاله العادل من اجل عودته الى وطنه ودياره التي شرد منها طبقا لقرار الشرعية الدولية (194)". ووصف البيان النكبة الفلسطينية بأنها "هولوكوست فلسطين" مؤكدا أن "ذاكرة الشعب الفلسطيني لا تزال حية ونابضة بأحداث النكبة المأساوية".
وفي بيان آخر أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن "أي حل لن يمر إذا لم يلج من بوابة تطبيق قرارات الشرعية الدولية بما في ذلك الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة عام 67.. وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتطيبق قرار 194".