قلق أوروبي من تأجيج الصراع في الشرق الأوسط لمعاداة السامية
١٤ مايو ٢٠٢١قال نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغاريتيس شيناس اليوم (الجمعة 14 مايو/ أيار 2021) إنه "قلق جدا" من التظاهرات والأعمال المعادية للسامية في الإتحاد الأوروبي، ودعا الدول الأعضاء إلى "اليقظة". وقال في رسالة نُشرت على حسابه على تويتر "قلق عميق من الهجمات الأخيرة على الجاليات والمقار اليهودية في الإتحاد الأوروبي. فهذه مظاهر واضحة لمعاداة السامية يجب إدانتها بشدة". وأضاف "نقف إلى جانب مجتمعاتنا اليهودية وندعو الدول الأعضاء إلى اليقظة من أجل أمنها". وأوضح شيناس المكلف مكافحة معاداة السامية بصلاحيات تشمل الترويج لأسلوب الحياة الأوروبي وقضايا الهجرة، أنه يشير إلى تظاهرات معادية للجاليات اليهودية في ألمانيا والنمسا واسبانيا وبريطانيا.
برلين: لن نتسامح مع المظاهرات المعادية للسامية
من جهته، حذر المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم من أن ألمانيا "لن تتسامح مع تظاهرات معادية للسامية" على أراضيها، بعد تجاوزات في تجمعات مرتبطة بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وكان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس قد حذر أنه "لا يجب أن يكون هناك أي تسامح مع مهاجمة المعابد اليهودية في بلادنا".
ويذكر أن مجهولين أضرموا النار في علم إسرائيل الذي تم رفعه أمام مبنى بلدية مدينة دوسلدورف الألمانية. وأعلنت الشرطة اليوم أن النيابة العامة وأمن الدولة تحققان في الواقعة بتهمة الاشتباه في الإساءة إلى أعلام ورموز دول أجنبية وكذلك "الإضرار بالممتلكات العامة".
ولإرسال إشارة ضد معاداة السامية، رفع رئيس البلدية شتيفان كيلر (CDU) علم إسرائيل جديد اليوم. وشدد رئيس البلدية كيلر على أن "الاعتداءات على الحياة اليهودية مثل الحرق المتعمد لعلم إسرائيل أمام مبنى بلدية دوسلدورف لا تطاق وندينها بأشد العبارات"، وقال: "المدينة تقف بحزم إلى جانب أتباع العقيدة اليهودية وإلى جانب دولة إسرائيل".
وأُحرقت أعلام إسرائيلية ليلة الأربعاء / الخميس أمام معابد يهودية في مونستر وبون. وفي زولينغن أحرق مجهولون العلم الإسرائيلي الذي تم رفعه أمام مبنى البلدية مساء الخميس. وأوقفت الشرطة في جيلزنكيرشن مظاهرة معادية للسامية أمام المعبد اليهودي مساء الأربعاء.
في سياق متصل، سبق لمتحدثة باسم الشرطة في العاصمة الألمانية برلين أن أعلنت أمس الخميس سرقة علم إسرائيلي كان مقاما قبالة المقر الرئيسي لحزب المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي وسط برلين. وأوضحت المتحدثة أن هناك تسجيلات فيديو ظهر فيها شخصان وهما ينتزعان العلم من أمام مبنى كونراد اديناور (مقر الحزب المسيحي)، وذكرت أن الواقعة حدثت قرابة الساعة الحادية عشرة ونصف مساء أمس الأربعاء.
واليوم تظاهر مئات الأشخاص في العاصمة الألمانية على خلفية تصاعد العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولوح المشاركون بالأعلام الفلسطينية. وقالت متحدثة باسم الشرطة إن السلطات دفعت بأكثر من 200 من أفراد خدمات الطوارىء لمرافقة المظاهرة التي تم تسجيلها مسبقا لدى السلطات.
ومنعت مدينة فرانكفورت في قرار عاجل مسيرة مؤيدة للفلسطينيين في وسط المدينة يوم غد السبت. وقالت صحيفة "بيلد" على موقعها الإلكتروني إن إدارة المدينة قالت إن هناك مخاوف بشأن السلامة العامة.
فرنسا تحظر مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين
وفي فرنسا حظرت الحكومة تظاهرة دعم للشعب الفلسطيني كانت مقررة السبت في باريس خوفا من "اضطرابات خطيرة في النظام العام" و"ممارسات ضد كنس ومصالح إسرائيلية". ورفع منظمو التظاهرة دعوى قضائية للطعن في هذا القرار الذي يعتبرونه غير عادل وأثار جدلا سياسيا في فرنسا. وأكد القضاء الفرنسي الجمعة منع التظاهرة رافضا الاستئناف الذي تقدم به محامو "منظمة الفلسطينيين" في إيل-دو-فرانس.
وقال المحامي سيفن غيز غيز "فرنسا هي البلد الديموقراطي الوحيد الذي يحظر مثل هذه التظاهرة!" معتبرا أن ذلك هجوم على حرية التعبير. كما شجب الطبيعة "السياسية" لهذا القرار "الذي اتخذ بموجب طلب من وزير الداخلية جيرالد دارمانان".
وأوضح قائد شرطة باريس ديدييه لالمان الذي أصدر الحظر الخميس أن هناك "احتمالا فعليا" لحدوث "اضطرابات خطيرة في النظام العام" وكذلك "انتهاكات ضد معابد ومصالح إسرائيلية"، مذكرا، على غرار دارمانان، بتظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في باريس عام 2014 تحولت إلى اشتباكات.
وأعرب وليد عطا الله أحد مسؤولي "منظمة الفلسطينيين" عن استنكاره لـ"تواطؤ فرنسا مع دولة إسرائيل". وقال إن "فرنسا تضمن حريات التعبير والتظاهر ولا يجوز أن تكون فلسطين استثناء. شعب يتلقى قنابل على رأسه وعشرات المدنيين قتلوا، ولكن يكون لنا الحق في أن نقول إننا لا نوافق على ذلك؟".
النمسا ترفع علم إسرائيل فوق مبان رسمية
رفعت النمسا العلم الإسرائيلي على عدد من المباني الرسمية اليوم الجمعة تعبيرا عن تضامنها مع الدولة العبرية في مواجهة "الهجمات" التي تطلقها من "قطاع غزة" حركة "حماس ومجموعات إرهابية أخرى". وكتب المستشار المحافظ سيباستيان كورتس في بيان "أدين بشدة الهجمات الإرهابية على إسرائيل من قطاع غزة"، مؤكدا أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد هذه الهجمات". وأضاف "لإظهار تضامننا الكامل (...) رفعنا العلم الاسرائيلي على مقري المستشارية ووزارة الخارجية".
من جهته، قال وزير الخارجية ألكسندر شالنبرغ "لا شيء يبرر إطلاق أكثر من ألف صاروخ حتى الآن على إسرائيل من غزة من قبل حماس ومجموعات إرهابية أخرى ونحن ندعم بقوة أمن إسرائيل". كما فتح مكتب المدعي العام النمساوي تحقيقا بعد تصريحات معادية للسامية خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين الأربعاء في فيينا. وكانت اسرائيل استدعت في العام 2000 سفيرها في النمسا احتجاجا على دخول حزب الحرية اليميني المتطرف الذي أسسه نازيون سابقون، إلى الحكومة. وتطال هذا الحزب باستمرار فضائح مرتبطة بمعاداة السامية. ولم يتم تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مجددا إلا بعد ثلاث سنوات.
ح.ز/ ج.ع.م (أ.ف.ب / د.ب.أ)