في ذكرى الهولوكوست.. دعوات لحماية اليهود ومحاربة الكراهية
٢٧ يناير ٢٠٢١قال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير ونظيره الإسرائيلي روفين ريفلين، ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي شارل ميشيل في رسالة مشتركة عبر الفيديو إن الناجين من محرقة النازية (الهولوكوست)، يمثلون "انتصار الإنسانية على الكراهية"، مضيفين أن قوتهم الداخلية هي "مصدر إلهام لنا جميعا". وجددوا لهم العهد بأن إرث هؤلاء الناجين سيدوم وشهادتهم "ستبقى إلى الأبد حصنا ضد كل من ينكر الماضي".
وأجرى شتاينماير محادثة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، وقال شتاينماير - بحسب بيانات متحدثة باسم المكتب الرئاسي: "حتى لو لم نتمكن للأسف من الاجتماع وجها لوجه اليوم بسبب كورونا، فإننا نقف معا ونتذكر ضحايا المحرقة".
من جانبه شكر ريفلين خلال المكالمة التي أجريت بناء على رغبته، والتي استغرقت 15 دقيقة، شتاينماير على خطابه في ياد فاشيم قبل عام. وكان شتاينماير أول رئيس دولة ألماني يتحدث في مؤتمر الهولوكوست الدولي في القدس. وفي ذلك الوقت، أقر الرئيس الألماني بمسؤولية الألمان عن الهولوكوست التي أودت بحياة ملايين الأشخاص. وفي إشارة إلى معاداة السامية اليوم قال شتاينماير إن الوقت والعبارات والجناة اليوم ليسوا كما كانوا من قبل، وأضاف: "لكنه نفس الشر"، مؤكدا أن بلاده ستكافح معاداة السامية وستحمي حياة اليهود.
وفي الفيديو المشترك، أشار شتاينماير وريفلين وميشيل إلى مشروع "لونكا" الدولي، وهو معرض متنقل يحتوي على صور لآخر الناجين من المحرقة. وأوضحوا أنه من خلال العمل معا في مثل هذه المبادرات، "سوف نضمن أن الدروس المستفادة من الهولوكوست والقسم المقدس لن ينتقل "مجددا مطلقا" إلى أطفالنا وأحفادنا وجميع الأجيال القادمة".
وفي عام 2005، حددت الأمم المتحدة اليوم العالمي لإحياء ذكرى محرقة النازية (الهولوكوست) في 27 كانون ثان/يناير. وفي مثل هذا اليوم من عام 1945، وصل الجيش الأحمر إلى معسكر الاعتقال والإبادة النازي "أوشفيتس-بيركناو" وحرر أكثر من سبعة آلاف سجين. وفي أوشفيتس وحدها، قتل النازيون أكثر من مليون شخص، معظمهم من اليهود. وتم قتل العديد من الأشخاص بالغاز، ثم حرق جثثهم.
البرلمان الألماني يحي ذكرى المحرقة
وعقد أعضاء في البرلمان الألماني (بوندستاغ) اليوم جلسة خاصة بمناسبة إحياء ذكرى ضحايا محرقة النازية. وحذر رئيس البرلمان، فولفجانغ شويبله، من ظهور أشكال جديدة من العنصرية ومعاداة السامية في العصر الحديث، مشددا على واجب ألمانيا تجاه حماية المواطنين اليهود من الاضطهاد. وقال شويبله: "في أيام الذكرى، يتم الدعوة دائما إلى المسؤولية، لكن هل نلتزم بها؟ معاداة السامية وكراهية الأجانب تتجلى مرة أخرى علنا، دون كبح وبالعنف في بلدنا"، مشيرا إلى أن المنشآت اليهودية تحتاج إلى حماية الشرطة.
وفي إشارة إلى محاولة فاشلة قام بها متطرف مسلح لاقتحام كنيس في مدينة هاله الألمانيةفي تشرين أول/أكتوبر 2019، قال شويبله "يخفي اليهود الكيباه أي القبعة اليهودية، ويخفون هويتهم. في هاله، نجت الجالية اليهودية من هجوم قاتل بمحض الصدفة". وقال السياسي المخضرم المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، إن ثقافة التذكر في ألمانيا لا تحمي من "الأشكال الجديدة للعنصرية ومعاداة السامية، مثل تلك التي تنتشر في الملاعب المدرسية أو في منتديات الإنترنت أو في نظريات المؤامرة".
وخاطبت الناجية من الهولوكوست وزعيمة الجالية اليهودية البافارية، شارلوته كنوبلوخ، نواب حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي، قائلة: "ستواصل الكفاح من أجل ألمانيا الخاصة بك، وسنواصل الكفاح من أجل ألمانيا خاصة بنا... لقد خسرت معركتك قبل 76 عاما".
التصدي لمحاولات التخفيف من جسامة الجرائم النازية
من جانبها حذرت وزيرة الدولة الألمانية للشؤون الثقافية، مونيكا غروترز، من التخفيف من جسامة جرائم النازية. وقالت غروترز بمناسبة إحياء ذكرى تحرير معسكر الاعتقال والإبادة النازي "أوشفيتس" في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في برلين: "عندما نحيي ذكرى ضحايا النازية، تغمرنا صور القتل الجماعي المنظم لملايين الأفراد... هذه الصور شاهد على وحشية أيديولوجية عنصرية عنيفة". وأضافت: "هذا يجعل المحاولات المتكررة لاستغلال المعاناة التي حدثت في ذلك الحين لأغراض سياسية أو التهوين من فداحتها أو نسيانها أمرا لا يطاق...كل هذا يتطلب منا تصد حاسم قولا وفعلا وجهودا متواصلة لمعالجة الماضي وإيضاحه - أمام الأجيال المقبلة ومعها". واعتبرت الوزيرة الألمانية الدور الذي تقوم به النصب التذكارية وأماكن تذكر جرائم النازية كوسيط سياسي وتاريخي لا غنى عنه لهذا الغرض، وقالت "لهذا السبب سنفعل كل ما في وسعنا هذا العام لدعم هذا النشاط في الوصول إلى عدد أكبر من الأشخاص من ذي قبل بصيغ رقمية جديدة".
ع.ج.م/إ. ف (د ب أ)