فيلم ألماني جديد عن العنف ضد الرجال في الحياة الزوجية
١٢ أكتوبر ٢٠٠٧لا يختلف اثنان على أن النساء يتعرضن في جميع المجتمعات، سواء الغربية أو غيرها للعنف. ولكن العنف في الحياة الزوجية يبقى إحدى المشاكل المستعصية التي تعاني منها النساء وأحد المحرمات الاجتماعية، فالنساء اللاتي يتعرضن للإهانات والضرب والاعتداء من أزواجهن لا يعرفن كيف يتعاملن مع هذه المشكلة.
ولكن ماذا سيحدث لو أن هذا العنف لم يصدر عن الرجل، بل عن "الآخر"؟ من هذا المنطلق جاء الفيلم الألماني "الآخر" الذي يتمحور حول هذه القضية. ففي بعض الأحيان يظهر الزواج للعيان وكأنه ارتباط سعيد وناجح، بيد أنه في الحقيقة جحيم لايطاق.
وتتلخص فكرة الفيلم في سرد قصة الشرطي غيورغ وزوجته آنه التي تعمل مدّرسة في مدرسة ابتدائية. ورغم أن الزوجين يعيشان مع طفليهما منذ فترة طويلة تحت سقف واحد، إلا أن هذا المظهر الاجتماعي المتناغم يخفي وراءه مشاكل يعيشها الزوجان يومياً.
فالزوجة سريعة الغضب. أما الزوج فهو معروف بطيبة قلبه، ما يجعل نهاية كل حوار أو مشادة كلامية بينهما تنتهي بتحمل الزوج تبعات غضب زوجته المستشيط والتي تُترجم إلى لكمات عنيفة يتلقاها الزوج.
ضرورة معالجة المحرمات
واستنبط المخرج الشاب يان بوني فكرة الفيلم من مقال كان قد قرأه سابقاً في إحدى الصحف التي كشفت حينها عن تزايد حالات العنف الزوجي ضد الرجال بشكل يثير الدهشة.
ويعلق المخرج قائلاً:" ما هزني في هذا الخبر هو كتابته كخبر صغير جداً" الأمر الذي يجعله غير لافت للانتباه.
وتتنوع في الفيلم المشاهد المؤثرة، كضربات الزوجة القاسية التي لا يحتملها المُشاهد. في الوقت ذاته، لا يستطيع المشاهد فهم طريقة تصرف الزوج والتي تبدو وكأنها غير طبيعية لشرطي ناجح محبوب بين زملائه في العمل، ولكن في المنزل لايستطيع الدفاع عن نفسه أمام جبروت زوجته.
ويجب الإشارة هنا إلى أن العنف هو أحد المواضيع التي يعالجها الفيلم. وفي هذا الخصوص، يضيف المخرج بوني معلقاً:" يتناول الفيلم موضوع الحب والعزلة وبالطبع إشكالية ما يمكن أن ينتج عن الحب."
ويتابع المخرج قائلا:" كل من الزوجين بحاجة إلى الأخر، ما يمنع الاثنين من البوح للآخرين بأسرار حياتهم الخاصة، الأمر الذي يتسبب في عزلتهم."
وبذلك يكون المخرج الشاب قد طرح قضية هامة للغاية وهي ضرورة كسر حاجز الصمت خوفا من الخجل والريبة. فهو يرى أنه كان من الضروري أن يتمتع الزوجان بمكانة اجتماعية ليست سيئة.