صناعة الأفلام في ألمانيا ـ نجاح عالمي رغم العوائق البيروقراطية
١٣ أبريل ٢٠٠٧يرى العديد من المتابعين للساحة الفنية في ألمانيا بأن صناعة الأفلام الألمانية في الوقت الحالي أفضل بكثير من حالها سابقا، ولعل خير مثال على ذلك فيلم "حياة الآخرين" لفلوريان هنكل فون دونيرزمارك، الذي حاز على ما يزيد عن 32 جائزة ألمانية وعالمية، من ضمنها جائزة الأوسكار للأفلام الناطقة باللغات الأجنبية.
ومن ناحية أخرى سيشارك المخرج فون دونيرزمارك المخرج التركي مينان يابو بفيلم سينمائي على حسب ما ورد في مجلة "فانيتي فير" بنسختها الألمانية بفيلم سينمائي. والجدير بالذكر أن المخرج يابو ظهر لأول مرة في فيلم من بطولة ساندرا بولوك يدعى "الهاجس" أو Premonition. ولقد حصد هذا الفيلم نحو 17 مليون دولار منذ انطلاقه قبل أسبوعين في دور السينما الأمريكية. يذكر أن انتقال المخرجين الألمان إلى خارج ألمانيا خطوة باتجاه نجاحهم في مهنة الإخراج في عالم تزداد فيه صناعة الأفلام العالمية تنافسا وحدة.
قوانين صارمة على المخرجين في ألمانيا
وفي معرض تعليقه على قوانين الإخراج الفني في ألمانيا قال مدير منظمة مخرجي الأفلام الألمانية، شتيفن شميدت هوغ، إنه "من الصعب على المخرج في ألمانيا الاعتماد فقط في حياته على إخراج الأفلام، فعليه القيام بعمل آخر بجانب الإخراج كالتجارة مثلاً". ويذكر أن هذه المنظمة تعمل من أجل تطوير وتحسين شروط عمل المخرجين. وأضاف هوغ أن هناك كثيرا من المخرجين الذين يبحثون عن عمل في دول أخرى كفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
ويجري تصنيف مخرجي الأفلام في ألمانيا تحت بند التقنيين، مثل المصممين، وهم يرضخون إلى العديد من القوانين الصارمة كتحديد المبالغ التي يستطيعون تقاضيها جراء إخراجهم لفيلم ما، حتى ولو حصل هذه الفيلم على نجاحات تجارية ضخمة وأضاف هوغ أن هذه القوانين تحبط صانعي الأفلام وتحد من قدرتهم على الإبداع. ومن جانبه أكد مخرج فيلم "السقوط"، أوليفر هيرشبيغل، بأن مخرجي الأفلام في ألمانيا يواجهون صعوبات عديدة، فهم لا يجنون شيئا من إخراجهم للأفلام، وأضاف أنه انتقل إلى هوليود من أجل هذا السبب.
تمويل صناعة الأفلام
وتمول صناعة الأفلام كمعظم الدول الأوروبية من قبل المصادر العامة، وتخصص الحكومة الفيدرالية الألمانية ما يزيد على 260 مليون يورو سنوياً من أجل مشاريع الأفلام، وقد خصص هذا العام مبلغ 60 مليون يورو إضافي لدعم إنتاج الأفلام في ألمانيا. وقال المفوض الفيدرالي للثقافة والإعلام الألماني، بيرند نويمان، إنه سيكون هناك تأثير مباشر وسريع على منتجي الأفلام والاستوديوهات كتوجه لدعم الإنتاج، وهو ما سيشكل حافزاً للمنتجين، مما سيجعل ألمانيا مكاناً أكثر جذباً للإنتاجات العالمية.
الأفلام التجارية صاحبة السطوة
وقال المخرج المتدرب، فيلر أندرياس، إن "إيجاد تمويل لصناعة فيلم تعد مهمة صعبة في ألمانيا، إذا لم ترغب في صناعة فيلم تجاري". وأكد بأن صناعة الأفلام التجارية ليست هي هدف معظم المتوجهين إلى الإخراج، ولقد طرح فيلر مؤخراً موقعاً إلكترونياً من أجل مساعدة صانعي الأفلام الجدد في ألمانيا لأن يوحدوا جهودهم نحو التوصل لوضع أفضل لصناعة الأفلام في ألمانيا.
وأشار فيلر بأن معظم تركيز منتجي الأفلام يكون على النجاحات التجارية للفيلم، ويعتقد بأن هناك العديد من الأفلام التي كسرت الشكل التقليدي، والتي استحقت أن تخرج للناس مثل فيلم "حياة الآخرين" الحاصل على جائزة. ومن أجل تأسيس الفيلم الألماني على حد تعبير فيلر فإن الأمر "يحتاج إلى مزيد من الدعم والمرونةً من أجل إظهار الأفلام المغمورة".