جبريل الرجوب يطالب باستبعاد إسرائيل من أولمبياد باريس
٢٤ يونيو ٢٠٢٤دعا رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب إلى منع إسرائيل من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس والتي سوف تنطلق بعد شهر، وذلك على خلفية الحرب الحالية بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
وفي مقابلة حصرية مع DW، عزا جبريل دعوته إلى ما اعتبره "انتهاكا إسرائيليا" للميثاق الأولمبي الذي يعد مجموعة من القواعد التي تنظم الألعاب الأولمبية.
وذكر الرجوب، الذي يرأس أيضا الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، أن حوالي 300 "لاعب وموظف (في الاتحاد)" قتلوا "على يد الجيش الإسرائيلي" في غزة منذ إعلان إسرائيل الحرب على حركة حماس، التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية، ردا على هجوم الحركة الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الملاعب الرياضية...أماكن "للتوقيف"
وأشار الرجوب إلى أنه جرى تدمير "كافة" المنشآت الرياضية في غزة، مضيفا "بعض الملاعب استُخدمت كمراكز للتوقيف والتحقيق والإذلال بمظاهر معيبة".
الجدير بالذكر أنه في ديسمبر/كانون الأول الماضي، انتشرت لقطات مصورة على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر فلسطينيين محتجزين قد جرى إجبارهم على خلع ملابسهم -باستثناء ملابسهم الداخلية- والركوع وهم معصوبي الأعين داخل ملعب اليرموك، أحد أقدم وأكبر الملاعب في غزة.
وقالت تقارير إن الفلسطينيين كانوا يتواجدون في الملعب بحثا عن الأمان من القصف قبل أن تسيطر عليه القوات الإسرائيلية.
وينص القانون الدولي على ضرورة ألا يتعرض المعتقلون للإذلال، فيما نقلت قناة "سكاي نيوز" البريطانية عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه من الضروري في كثير من الأحيان تفتيش ملابس المشتبه بهم بالإرهاب.
وفي تعليقه، قال الرجوب "أعتقد أن هذه المواقف تحرم إسرائيل من المشاركة في هذا المحفل (أولمبياد باريس). وهذا موقفنا، فيما نأمل أن تقدم الحركة الأولمبية على منع إسرائيل (من المشاركة). طالما أن الجانب الإسرائيلي غير مستعد لمواجهة حكومته بشأن تجاوزاتها وهو جزء من المنظومة".
ورفضت رئيسة اللجنة الأولمبية الإسرائيلية، يائيل أراد، طلب إجراء مقابلة للحصول على تعليقها.
لاعب جودو إسرائيلي في دائرة الضوء
وانتقد رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية روابط تجمع رياضيين إسرائيليين بالجيش الإسرائيلي، مستشهدا في ذلك بحالة لاعب الجودو بيتر بالتشيك الذي سوف ينافس في أولمبياد باريس للمرة الثانية، واعتبره مثالا على الرياضي الإسرائيلي الذي "يشجع" الجيش الإسرائيلي.
وفي مؤتمر صحفي عقد في وقت سابق من هذا الشهر، رفع الرجوب نسخة مطبوعة من منشور نشره بيتر بالتشيك على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر صورة صواريخ جرى التوقيع عليها مع عبارة: "مني إليكم بكل سرور".
وفي مقابلته مع DW، قال الرجوب إن "(بالتشيك) يوقع على الصواريخ ويرسلها هدية لأطفال غزة".
وفي تعليقه، قال اتحاد الجودو الإسرائيلي "نحن لا نخلط بين السياسة والرياضة، لكن الرجوب (كالعادة) يكذب على العالم. بيتر لم يوقع على أي شيء بنفسه". وأضاف الاتحاد "حماس من تستهدف المدنيين وتستخدمهم كدروع بشرية وليس الجيش الإسرائيلي. الصورة كُتب عليها 'حماس هي داعش' ولا شي عن الأطفال والمدنيين".
وفي رسالة إلكترونية إلى DW، قال اتحاد الجودو الإسرائيلي إنه لا يمكنه تحديد صاحب التوقيع على الصواريخ أو سبب أنها تحمل عبارة "الأيبون" وهي مصطلح في رياضة الجودو يعني حصول اللاعب على مئة درجة لحسم المباراة.
محادثة الرجوب ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية
وردا على طلب DW للتعليق على تصريحات الرجوب والمنشور المزعوم للاعب الإسرائيلي بالتشيك، أشارت اللجنة الأولمبية الدولية إلى تقرير لوسائل إعلام فلسطينية يفيد بمكالمة هاتفية جرت مؤخرا بين الرجوب وتوماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية.
وبحسب التقرير فإن الرجوب "أطلع باخ على الانتهاكات التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية ضد حقوق الحركة الرياضية الفلسطينية إضافة إلى الانتهاكات التي يرتكبها بعض الرياضيين الإسرائيليين والمؤسسات الرياضية الإسرائيلية الرسمية".
وفي الوقت نفسه، نُقل عن باخ إعرابه عن "دعمه للرياضيين الفلسطينيين في ضوء الوضع الصعب في الأراضي الفلسطينية المحتلة". وقالت اللجنة الأولمبية الدولية "ليس هناك ما يمكن إضافته".
وكان باخ قد صرح للصحافيين في مارس / آذار الماضي بأنه "لا يوجد أدنى شك" في أن الرياضيين الإسرائيليين سوف يشاركون في أولمبياد باريس.
جدل حول مشاركة إسرائيل في أولمبياد باريس
ورغم ما عرف عن الرجوب منذ زمن من موقف متشدد كرئيس لاتحاد كرة القدم الفلسطيني في الانتقادات الموجهة لإسرائيل، إلا أن تصريحاته الأخيرة تمثل تصعيدا في الخطاب الذي يستخدمه مسؤولو اللجنة الأولمبية الفلسطينية.
ففي مقابلة مع قناة "فرانس 24" في نيسان/أبريل الماضي، قال نادر الجيوسي، المدير الفني للجنة الأولمبية الفلسطينية: " نتجنب التورط في الشؤون السياسية. نفضل التركيز على الرياضة...وفيما يتعلق بحضور إسرائيليين في الألعاب الأولمبية، فهذا ليس موضوعا محل نقاش بالنسبة لنا".
من جانبه، قال الرجوب في حديثه إلى DW "أنا أفصل السياسة عن الرياضة"، لكنه طرح تساؤلا حيال ما إذا كانت إسرائيل تتبع قواعد اللجنة الأولمبية الدولية التي تنص على أن ممارسة الرياضة تعد من حقوق الإنسان.
وتساءل "إذا كانوا (اللجنة الأولمبية الإسرائيلية والاتحاد الإسرائيلي) ملتزمين حقا بالقواعد، فلماذا لا يتحدثون عن خروقات الجيش الإسرائيلي واعتداءاته على رياضيينا ومنشآتنا الرياضية؟"
وأضاف "أنا متأكد من أن مشاركة إسرائيل ستكون عبئا سياسيا وعبئا أمنيا وعبئا أخلاقيا على الألعاب الأولمبية".
أعده للعربية: محمد فرحان