فرق شبابية نجحت في تهجين الموسيقى

Lazywall : هارد روك غربي بايقاع عربي

"موسيقى أبائهم وأجدادهم كالراي وغناوة وعساوة ممزوجة بموسيقى الهارد روك التي تربوا عليها "هذا هو تماما النمط الموسيقي الذي تسعى فرقة Lazywall المغربية إلى تقديمه للجمهور المغربي، إذ تتميز موسيقى هذه الفرقة الشبابية بتعانق أصوات الآلات الغربية كالبص والغيتار مع إيقاعات الدربكة التقليدية مشكلة بذلك نمطا موسيقيا وغنائيا مبهرا.

في المملكة المتحدة وتحديدا في مدينة ريدينغ رأت فرقة "Lazywall" النور، كان ذلك في عام 2003 ، إذ تمكن أعضاء الفرقة من الدخول إلى الساحة الفنية الانكليزية إثر مشاركتهم الأولى في مهرجان ريدينغ الغنائي. وتتألف هذه الفرقة من ثلاثة أفراد أساسيين هم: منذر عازف الإيقاع والطبل وشقيقه نوفل الذي يغني ويعزف على آلة البص، أما طارق فمتخصص بالعزف على آلة الغيتار.

ملهمتنا: "ساحة المعكازين"

وعن سبب تسمية الفرقة بهذا الاسم يشرح نوفل ذلك في حديث له مع دويتشه فيله قائلاً "انتماؤنا لمدينتنا الجميلة طنجة دفعنا لاتخاذ Lazywall اسما لفرقتنا، وهو اسم مستوحى من ساحة المعكازين وتعني ساحة الكسالى". وتتميز هذه الساحة بموقعها المطل على الساحل الآخر من البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي يجعلها نقطة للتقارب الثقافي الغربي والأندلسي.

أما نصوص الأغاني فهي مزيج بين اللغتين العربية والانكليزية، وتتناول مواضيع مختلفة تتكلم عن تجارب شخصية عاشها أعضاء الفرقة حسب ما يؤكد نوفل" نستخدم لغة سهلة لتكون قريبة من الجمهور ونتكلم عن الأحاسيس والعواطف وبعض الصراعات السيكولوجية التي يعيشها الشباب".

"طنجة حبنا الأول والسرمدي"

شكل الحشد الجماهيري الذي شهدته أولى حفلاتهم الموسيقية في المغرب عام 2006، دافعا كبيرا لدى أعضاء الفرقة للعودة إلى وطنهم الأم على حد قول نوفل. إذ شهدت خشبة مهرجان بولفار الشهير آنذاك حضور أكثر من 20 ألف متفرج، "ذهلنا بهذا التجاوب الذي ظهر به الجمهور المغربي" ويعلل طارق سبب هذا التجاوب قائلا " إن المشهد الفني في المغرب تغير كثيرا في السنوات الأخيرة، ففي السابق كانت الروك تعتبر موسيقى شيطانية".

ويرى نوفل أن للإعلام دورا كبيرا في تغيّر نظرة المجتمع المغربي للموسيقى الشبابية الحديثة بمختلف أنواعها، إذ سمحت مؤخرا الكثير من الإذاعات والقنوات التلفزيوينة المغربية بعرض هذه الأنماط الموسيقية الشبابية على حد قول نوفل الذي يضيف "نحن فخورون بأننا الفرقة الأولى التي سمح لها بعزف موسيقاها الخاصة على محطة المغرب التلفزيونية الأولى".

أما آخر أعمالهم الفنية فهي أغنية " Out of Tears "، وحاليا تستعد الفرقة لتصوير الفيديو كليب الخاص بهذه الأغنية. وتطمح فرقة "Lazywall" إلى التعاون مع فرق روك عربية أخرى من أجل تطوير موسيقى الروك على مستوى العالم العربي بأكمله، كما أنها تسعى إلى التعاون مع فرقة Dissidenten الألمانية، مؤمنة بأن لغة الموسيقى هي لغة موحدة تجمع الشباب مهما اختلفت ثقافاتهم.

فرقة T-Men التونسية: تقدم الهيب هوب بلغة عربية

"الإعجاب بموسيقى السود في التعبير عن مشاعرهم والتمرد على الواقع" كان السبب الأساسي لانطلاقة فرقة T-Men التونسية. إذ تسعى فرقة تي مِن في أعمالها الفنية إلى المزج بين الهيب هوب الغربي والموسيقى المغاربية، الأمر الذي يضفي على أعمال هذه الفرقة بصمات موسيقية خاصة كما يؤكد نزار أحد أعضاء هذه الفرقة في حديث له مع دويتشه فيله "نسعى لتطوير موسيقى مغاربية خاصة تعبر عن أرائنا كشباب، وتميزنا عن غيرنا من الفرق".

ويرمز اسم فرقة T-Men إلى رجال تونس، وتعد حاليا واحدة من أشهر فرق الهيب هوب في الساحة الفنية التونسية.

نشأت عام 1997، أي في وقت كان الهيب هوب غير مألوف في تونس بعد. ورغم كل الصعوبات التي واجهتها الفرقة في بداياتها إلا أنها تمكنت من إثبات نفسها بجدارة، مؤمنة "بأن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة"، ويتذكر نزار الخطوة الأولى منذ نشأتهم بقوله "لم يتقبلها آباؤنا إذ اعتبرو موسيقانا فنن أميركيا دخيلا خاصا بالطبقات المتدنية في المجتمع، و لا تتناسب مع الموسيقى العربية الأصيلة".

إيمان بدور الفن في النقد البناء

أما نصوص الأغاني فهي مكتوبة باللغة التونسية الدارجة لتكون قريبة من المستمع. وليست مشاكل الشباب في تونس وحدها ، هوما تتناوله فرقة T-Men في أغانيها، بل يكتبون عن أوضاع الشباب في العالم العربي بأكمله كما يؤكد نزار "مغني الراب هو مرآة المجتمع، نحن نكتب عن أوضاع إخواننا في غزة وعن مشاكلهم، نكتب عن البطالة عن الحب والحرية عن تدهور الأوضاع في عالمنا العربي".

أما آخر الأعمال الفنية للفرقة فهي أغنية "شمس الحق"، وتتكلم هذه الأغنية عن تشويه بعض المسلمين لديانتهم.

وجدير بالذكر أن فرقة T-Men تسعى قريبا لإجراء جولة في جميع الدول الفرانكفونية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، كما وتطمح إلى التعامل مع فرق مغاربية أخرى من أجل تطوير موسيقى مغاربية "تنال إعجاب العالم العربي".

دالين صلاحية

مراجعة: عبد الرحمن عثمان