فرق موسيقية شابة تقدم أغاني بعيدة عن الرومانسية
٢٠ مارس ٢٠١٠"أنا مصري"... مزيج بين الترانيم الكنسية والإنشاد الصوفي
"تعميق ثقافة التسامح وقبول الآخرين واحترامهم مهما اختلفت ثقافاتهم" هذه هي الرسالة التي تسعى فرقة " أنا مصري" الشبابية إلى إيصالها للجمهور المصري من خلال أعمالهم الفنية. إذ تتميز أعمال هذه الفرقة بتعانق الترانيم المصرية المسيحية مع المديح والإنشاد الصوفي الإسلامي في توليفة موسيقية وغنائية مبهرة.
رأت فرقة "أنا مصري" النور عام 2007 على يد مؤسسها إيهاب عبده، عندما قدمت عرضها الأول على خشبة مسرح "ساقية عبد المنعم الصاوي" في القاهرة، ويتذكر إيهاب النجاح الهائل الذي حققته الفرقة آنذاك، رغم أنها لم تكن مكتملة بعد، في حديث له مع دويتشه فيله قائلاً" قمنا بتقديم أغنية "أنا مصري"،وهي أغنية من تأليفي و تتكلم عن الهوية المصرية وعلى الثقافات المختلفة الموجودة في مصر ولاقت هذه الأغنية إعجاباً جماهيرياً منقطع النظير حيث أننا قمنا بإعادة أدائها ثلاثة مرات متتالية الأمر الذي دفعنا إلى إطلاق اسم هذه الأغنية على فرقتنا". ويشرح إيهاب الأسباب التي دفعته إلى تشكيل هذه الفرقة قائلاً "تتميز مصر بتراثها و بفلاحيها ومسلميها ومسيحييها، وأردنا من خلال هذه الفرقة أن نعبر عن الثقافات المختلفة والفنون المتنوعة الموجودة في مصر والتي هي سر قوتنا".
إيمان بدور الفن في تعميق الحوار بين الأديان
وتمكنت فرقة" أنا مصري" المؤلفة من 15 عضواً، من إثبات نفسها على الساحة الفنية في مصر بشكل كبير، وتشير جانين زكي المسؤولة عن الترانيم الكنسية في الفرقة في حديثها لها مع دويتشه فيله، إلى أن النمط الموسيقي الذي تستخدمه الفرقة في أعمالها، هو سبب تميزها عن غيرها من الفرق الغنائية التي انتشرت مؤخراً في مصر وتضيف قائلة "تتميز أعمالنا بأنها مزيج بين الغناء المعاصر والغناء التراثي المصري من خلال السيرة الهلالية والأغاني الدينية وإعادة إحياء بعض أغاني السيد درويش."
وتأمل فرقة "أنا مصري" من خلال أعمالها القريبة من الإنسان العادي من الوصول إلى كل شخص في مصر، مهما اختلفت ثقافته وانتمائه "فمصر واحدة بكل تنوعاتها" كما تؤكد جانين زكي. وتسعى فرقة أنا مصري إلى التعاون مع فرقة سويدية متخصصة بالترانيم الدينية، مؤمنة بدور الفن في تعميق الحوار بين الأديان.
"مشروع ليلى": ليلة تحولت إلى ألف ليلة
"رب صدفة خير من ألف ميعاد" هذا ما ينطبق تماماً على أعضاء فرقة "مشروع ليلى" اللبنانية، فبينما كانت مجموعة من طلاب كلية الهندسة المعمارية في الجامعة" الأمريكية في بيروت" منغمسة في تبييض مشاريعها ذات ليلة، إلا أن هذه الليلة يبدو أنها مهدت لولادة مشروع فني خاص من نوعه.
إذ تعد فرقة "مشروع ليلى" أحد أهم الفرق الشبابية حالياً على الساحة الفنية اللبنانية، وتضم سبعة أفراد، يتقن كل واحد منهم العزف على آلة موسيقية، ويشرح هايغ بابازيان عازف الكمان سبب تسمية الفرقة بهذا الاسم في حديث له مع دويتشه فيله قائلاً "بدأنا نتبادل بعض الأفكار الموسيقية، إذ كنا نرغب بأداء حفلة لليلة واحدة ويبدو أن هذه الليلة قد تحولت إلى ألف ليلة". ويشير هايغ إلى سبب استخدام الالف المقصورة في كتابة اسم الفرقة، إلى أن الليلة الفنية التي جمعتهم تحولت فيما بعد إلى ليلى لتمثل صوت الشباب اللبناني، إذ يرغب أعضاء الفرقة من خلالها التعبير عن آرائهم ومواقفهم في مجالات مختلفة.
الإيقاع الموسيقي...مزيج من ثقافات فنية مختلفة
ويتميز الإيقاع الموسيقي لفرقة "مشروع ليلى" بأنه مزيج متفاوت المقادير بين البوب البلقاني والروك الشرقي والفولك الغربي، الأمر الذي يضفي على أعمال هذه الفرقة بصمات موسيقية مختلفة تمثل كل عضو من أعضائها، كما يؤكد هايغ في حديثه حيث يقول" كل فرد من أفراد الفرقة لديه خلفية موسيقية تتبع للثقافة التي ينحدر منها الشخص، ومن خلال أعمالنا أردنا أن نصنع مزيج من الثقافات الفنية المختلفة تميزنا عن غيرنا من الفرق".
وأما نصوص الأغاني فهي مكتوبة باللغة اللبنانية الدارجة لتكون قريبة من المستمع، وتتناول مواضيع مختلفة تتعلق بالمجتمع اللبناني، كما تؤكد أمية ملاعب عازفة الكيبورد و العنصر الأنثوي الوحيد في الفرقة قائلةً "لا نتخصص بمواضيع معينة فنحن نكتب عن يوميات الشباب اللبناني وعن الحرب وعن الوضع الأمني في لبنان" .
وتعد أغنيتهم التي تحمل اسم "نقطة تفتيش" أحد الأمثلة التي تعبر عن احتجاجهم على الوضع الأمني في البلاد، وتتذكر أمية الدافع الأكبر الذي دفعهم إلى كتابة هذه الأغنية قائلة "نحن كمهندسين معماريين كان يتوجب علينا زيارة الكثير من مواقع البناء في مناطق مختلفة في لبنان والتقاط بعض الصور، وفي كل مرة كان يتم توقيفنا واستجوابنا عن سبب زيارتنا لهذه المناطق، رغم أن هذه المناطق هي عبارة عن شوارع عامة ويجب أن تكون متاحة للجميع".
ويوافق هايغ أمية في رأيها، ويعبر عن استيائها من الوضع السياسي وتكتل الأحزاب في لبنان مشيراً إلى أن حادث اغتيال الزعيم اللبناني رفيق الحريري كان له آثار واضحة على الساحة السياسة في لبنان ويضيف قائلاً "حتى علاقة الأصدقاء مع بعضهم أصبحت مرتبطة بالحزب الذي ينتمي إليه الفرد".
نجاحات تحول الهواية إلى الاحتراف
أما أخر الأعمال الموسيقية لهذه الفرقة هي أغنية رقصة ليلى، وتشير أمية أن هذه الأغنية تتألف من كلمات لا معنى لها وهي تعبر عن السطحية التي يعيشها المجتمع اللبناني، أما أكثر الأغاني التي لاقت صدى واسع لدى الشباب في لبنان هي أغنية "شم الياسمين" الرومانسية.
ومن الجدير بالذكر أن فرقة"مشروع ليلى" فازت في عام 2009 في مسابقة" الموسيقى الراهنة" التي نظمتها الإذاعة اللبنانية"راديو لبنان". ويعد فوز الفرقة بهذه الجائزة بمثابة خطوة مفصلية فرضت على "مشروع ليلى" واقعاً جديداً يتمثل بتحويل الهواية إلى الاحتراف.
الكاتبة: دالين صلاحية
مراجعة: هيثم عبد العظيم