عقود هامة بانتظار الشركات الألمانية في العراق

ما يزال اهتمام رجال الأعمال الألمان بالاستثمار في العراق كبيراً، هذا ما أكد عليه الذين حضروا منهم فعاليات المؤتمر الاقتصادي الألماني- العراقي الذي أنهى أعماله أمس (20 تموز 2005) في مدينة ميونيخ الألمانية. حضر فعاليات المؤتمر نحو 550 من المسؤولين ورجال الأعمال يتقدمهم خمسة وزراء وممثلي العديد من الغرف التجارية والصناعية العراقية والألمانية. وقد تناولت فعالياته عدة محاور من بينها كيفية إعادة تأهيل قطاعات الطاقة والزراعة والبنوك والصناعة. وفي هذا الإطار عرض المسؤولون العراقيون الخطوط العامة لخططهم الرامية إلى خصخصة مؤسسات القطاع العام في المستقبل القريب.

المنتج الألماني مرغوب

ريشارد فيت ممثل شركة الواALWA الألمانية كان من بين رجال الأعمال الألمان الذي حضروا المؤتمر على ضوء فرص الاستثمار الكبيرة لشركته العاملة في مجال بناء صوامع الحبوب والمنشآت الزراعية الأخرى. فيت يبدو متفائلاً بالحصول على عقود بعشرات الملايين من الدولارات في العراق. وعلى هذا الأساس سافر مؤخراً إلى شمال البلاد للاطلاع على بعض المشاريع المطروحة للاستثمار هناك عن قرب. فيت لاحظ من خلال زيارته أن المنتج الألماني ما يزال يتمتع في العراق بسمعة ممتازة تجعل الطلب عليه كبيراً. ولعل هذا هو السبب الذي يجعل ممثلو أكثر من 250 شركة ألمانية على تواصل مع مراكز اتخاذ القرار في العراق تمهيداً للعودة إلى سوقه. ومن بين هذه الشركات تلك التي ساهمت في السابق في إقامة وتحديث مشاريع البنية التحتية مثل المطارات ومحطات الطاقة والسكك الحديدية.

الاستثمار رغم صعوبة الوضع الأمني

رغم الوضع الأمني المتدهور وخاصة وسط العراق أبدى العديد من ممثلي الشركات الألمانية استعدادهم للنشاط هناك وفقاً لما ذكره الزميل حسن حسين المحرر بالقسم العربي في إذاعة دويتشه فيله. وأضاف حسين أن هؤلاء بدو خلال المؤتمر على قناعة بأن التجارة والاستثمارات المباشرة ممكنة في شمال العراق وفي جنوبه حيث الأوضاع الأمنية أفضل مما هو عليه الحال في المناطق الأخرى. وفي هذا الإطار شجع رئيس وزراء بافاريا ادموند شتويبر رجال الأعمال الألمان للتوجه إلى العراق والعمل فيه رغم الأوضاع الأمنية الصعبة انطلاقاً من أهمية السوق العراقية للاقتصاد الألماني بشكل خاص وللاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام. يجدر ذكره أن العراق كان أوائل ثمانينات القرن الماضي أهم شركاء ألمانيا التجاريين العالم العربي. فقد بلغ معدل الصادرات الألمانية إليه آنذاك نحو 4 مليارات يورو سنوياً بدلاً من 0.4 مليار حالياً حسب الكسندر هوكل، خبير العراق في غرفة تجارة وصناعة ميونيخ.

محدودية الحضور الألماني

الحضور العراقي إلى المؤتمر كان لافتاً وخاصة من قبل رجال الأعمال في مناطق الحكومة الكردية في الشمال. وحضر من المناطق الأخرى بما فيها مناطق الوسط رجال أعمال من القطاعين التجاري والصناعي. وكان الهدف من حضور عدد كبير من رجال الأعمال العراقيين التوقيع على عقود توريد لمعدات صناعية وخاصة في قطاعي الطاقة والصناعات الغذائية. غير أن قسم منهم لم يتمكن من ذلك بسبب محدودية حضور الشركات الألمانية المعنية بهذه العقود حسب حسن حسين. وقد شكل هذا الأمر حسب حسين إحدى ثغرات المؤتمر.

المؤتمر الاقتصادي الألماني- العراقي الذي شهدته ميونيخ هو الثاني من نوعه بعد مؤتمر برلين الذي عقد العام الماضي. غير أن مؤتمر هذا العام كان أقل عمومية من مؤتمر العام الماضي. وقد تمثل ذلك من خلال تركيزه على توفير فرصة اللقاءات المباشرة بين رجال الأعمال ومثلي الشركات من كلا الجانبين.

د. ابراهيم محمد