المانحون يحثون العراق على الاهتمام بمشروعات اعادة الاعمار
حث المانحون الدوليون العراق اليوم الاثنين على اعطائهم قائمة بأهم مشروعات اعادة البناء الملحة بهدف الاسراع في عملية اعادة الاعمار التي تأخرت كثيرا بالعراق. ولم ينفق على مشروعات اعادة الاعمار سوى القليل من مليارات الدولارات التي تعهدت بها الجهات المانحة لاعادة بناء العراق وذلك بسبب المخاوف من الفساد وسوء الادارة وايضا بسبب المسلحين المناهضين للولايات المتحدة الذين يستهدفون جهود الانعاش الاقتصادي. وتجمع في منتجع البحر الميت قرب الطرف الشمالي للبحر الميت ممثلون من نحو 60 دولة ومنظمة دولية بينها عدد من الذين عارضوا الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وذلك لمتابعة اجتماعات عقدت في مدريد وطوكيو خلال العامين الماضيين وتعهدوا خلالها بتقديم حوالي 14 مليار دولار. وابلغ ستافان ديمستورا نائب الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق رويترز ان المجتمع الدولي يريد //فكرة واضحة// من العراق عن اولوياته. وقال //يتعين ان يكون من اهم اولوياتهم تحديد المشروعات العاجلة كي نتمكن من تحقيق تغير حقيقي ملموس للشعب.// ومضى قائلا //الستة اشهر القادمة حاسمة. نهدف الى احداث تأثير ملموس وفوري. المانحون سيكونون اكثر انفتاحا اذا سمعوا ان العراقيين توصلوا لاهم الاولويات وانها ملموسة ويمكن تحقيقها.//
العنف والفساد العائق الاكبر
ادت المخاوف بشان مدى قدرة بقاء النظام السياسي في فترة ما بعد صدام حسين فضلا عن العنف والفساد المستشري الى حذر المانحين ازاء الوفاء بتعهداتهم. وفي الوقت نفسه مازال الاقتصاد العراقي يواجه الكثير من الصعوبات. ويل رئيس البنك المركزي العراقي صالح قاسم ان الخدمات الاساسية مثل الماء والكهرباء في اسوأ حالاتها منذ عقود. وقدم العراق للمؤتمر نسخة حديثة من المشروعات التي يأمل في تمويلها في اطار وثيقة تسمى استراتيجية التنمية الوطنية وهي نظرة شاملة للاحتياجات الاكثر الحاحا. وقال وزير المالية علي علاوي لرويترز ان المؤتمر سيعمل على تسريع تدفق الاموال من المانحين والتأكد من الحفاظ على التزاماتهم التي تعهدوا بها في مدريد. ويقول مسؤولون عراقيون ان الدولة قد تتعامل الان مع تدفق المساعدات بصورة افضل لانها تعالج الفساد. ويحث المسؤولون العراقيون ايضا الجهات المانحة على فتح مكاتب في العراق بدلا من التعامل مع المساعدات من خلال اجتماعات عقد خارج العراق. وقال وزير التخطيط العراقي برهم صالح في الاجتماع ان مستقبل العراق يكمن في التوازن وان المستقبل يعتمد على كيفية التصرف في هذه المرحلة الحرجة.
مساعدات شحيحة
ولم ينفق حتى الان سوى مبلغ قليل من المساعدات التي تعهدت بتقديمها الجهات غير الامريكية وهي 14 مليار دولار. وخصصت الولايات المتحدة بشكل منفصل اكثر من 18 مليار دولار لكن احراز تقدم في المشروعات التي تمولها واشنطن في العراق يسير ببطء حيث يتحول مسار الاموال الى الامن. ولم تنفق سوى بضع مئات من ملايين الدولارات من المساعدات غير الامريكية معظمها لشراء امدادات للمدارس والمساعدة في تدريب موظفين حكوميين في الخارج. وتتعثر عمليات اعادة الاعمار بالعراق حيث ان مشروعات البنية التحتية مثل انظمة الكهرباء وشبكات الصرف الصحي لا تتماشى على الاطلاق مع الجدول الزمني المحدد. وقال كريستيان بورتمان نائب رئيس البنك الدولي لشؤون الشرق الاوسط ان العراقيين يجب ان يسعوا للحصول على مزيد من الوعود. وقال //من المهم مواصلة تعبئة موارد اضافية ولكن من المهم ايضا بدرجة كبيرة ان نسرع في تنفيذ ما لدينا.// وصرح مسؤولون بالبنك الدولي بأن البنك قرر تقديم قرض ميسر بقيمة 500 مليون دولار لمشروعات اعادة الاعمار. ويمتلك العراق ثاني اكبر احتياطي من النفط في العالم. لكن بنيته الاساسية ومستويات المعيشة تضررت بسبب عقوبات قاسية فرضتها الامم المتحدة خلال الفترة من 1990 الى 2003 فضلا عن خوضه ثلاث حروب في الخمسة والعشرين عاما الاخيرة.
دويتشه فيله + وكالات