طقوس رمضانية برلينية فريدة على ضوء التعددية الثقافية
٣١ أغسطس ٢٠٠٨يستقبل العالم يوم الاثنين (1 سبتمبر/ أيلول 2008) أول أيام شهر رمضان المبارك، الذي يتميز بطقوس وعادات تختلف من بلد إلى أخر. وفي مدينة مثل برلين، حيث يعيش نحو نصف مليون مسلم بينهم عشرات الآلاف من العرب، يكون لهذا الشهر نكهة خاصة، فالمسلمون الذين يعيشون في المدينة ذات الأربعة ملايين نسمة تنحدر جذورهم من مختلف مشارب الأرض، الأمر الذي يضفي على الطقوس الرمضانية طابعا فريدا من التنوع، وخصوصاً في الأحياء التي تقطنها غالبية عربية وتركية كحي نويكولن Neukölln وحي كرويتسبرغ Kreuzberg.
مقاهي ومطاعم "شارع العرب" استعدت للوجبات الرمضانية
ويستمد رمضان رونقه في برلين من خلال المزج بين عادات عرب المشرق وعرب المغرب من جهة، وبين هذه والعادات التركية من ناحية أخرى. وهو الأمر الذي يتيح لكل الأطراف التعرف على الطقوس الرمضانية المتنوعة، وهذه ظاهرة قلما نشاهدها في المجتمعات العربية، التي تغلب عليها ظاهرة التشابه على صعيد هذه الطقوس.
وفي إطار الاستعداد لشهر رمضان هذا العام، بدت الحياة طبيعية يوم الأحد (31 أغسطس/ آب 2008) في شارع زونن آليه Sonnenallee في حي نويكولن، والمعروف باسم شارع العرب. فقد فتحت أغلب المقاهي والمحال التجارية أبوابها هناك على غير العادة في يوم عطلة. ولفت الاهتمام الديكورات المبتكرة التي تصدرت واجهة محال الحلويات والمطاعم التي استعدت لتقديم الوجبات الشعبية وفي مقدمتها الحمص والفول والفتة، وهي من المأكولات المشهورة في المشرق العربي. كما استعدت لتقديم الحلويات كالبقلاوة والكعك الرمضاني، إضافة إلى المشروبات التي يحضر بعضها خصيصا لأيام رمضان كالعرقسوس والجلاّب والتمر الهندي.
مخاوف من أن يكون رمضان شهر "باب الحارة"؟
غير أن البعض ينتقد تهافت أصحاب المحلات وإصرارهم على تحويل هذا الشهر إلى شهر لتسويق بضائعهم بشكل مبالغ فيه؛ وفي هذا السياق، يقول خالد، صاحب صالون الأحلام للحلاقة في زونن آليه، "لا أشعر ببهجة هذا الشهر الفضيل كما كنت أشعر بها حينما كنت في لبنان. لقد ذهبت روحانية الشهر إلى غير رجعة، الكل يريد فقط جني أكبر ربح مادي ممكن في هذا الشهر، هذا بالإضافة إلى أن رمضان أصبح شهر مسلسل "باب الحارة" إذا صح التعبير، فالناس برأيه تلتزم بحضور هذا المسلسل أكثر من التزامها بالواجبات الرمضانية الأخرى. ويبدو أن خالد ليس الوحيد الذي يرى ذلك في مسلسل رمضان الذائع الصيت، فحتى إمام أحد المساجد حض في خطبة الجمعة أول أمس جمع المصلين على أن لا يكون شهر رمضان شهر "باب الحارة" هذا العام.
البرلينيون ألفوا رمضان ومحالهم استعدت له
ويبدو أن الألمان البرلينيين قد ألفوا شهر رمضان وصيام أبناء مدينتهم من المسلمين، فغالبية الألمان من أهل برلين يعرفون متى يبدأ رمضان وما يرافقه من طقوس وعادات، حتى أن بعض المحلات الألمانية قد فتحت أبوابها لزبائنها اليوم الأحد على الرغم من أنه يوم عطلة رسمية. وباتت كثير من هذه المتاجر الألمانية تبيع في هذا الشهر التمور التونسية وأنواعاً من الحلوى الشرقية في محاولة لجذب الزبون المسلم.