سيدا يتحدث عن حكومة انتقالية ومسؤول سوري يلمح لإمكانية تنحي الأسد
٢١ أغسطس ٢٠١٢قال عبد الباسط سيدا، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، في ختام لقاء اليوم الثلاثاء (21 أغسطس/ آب 2012) لوفد من المجلس الوطني مع الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في قصر الاليزيه "نجري مشاورات معمقة مع مختلف المكونات السورية" بشأن تشكيل حكومة انتقالية، مضيفا "نحن نعمل جادين للإعلان سريعا عن هذه الحكومة بعد الانتهاء من المشاورات". وبعد أن اعتبر سيدا أن "أي تسرع في الإعلان عن هذه الحكومة لن يحل المشكلة"، أعرب عن الأمل في أن "ننتقل سريعا إلى الداخل الوطني لكي تقوم هذه الحكومة بأداء واجباتها من الداخل".
وردا على سؤال حول مهمة المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي قال سيدا "الإبراهيمي هو دبلوماسي متمرس له خبرة نحترمه كثيرا، لكن نقول إن المسالة تكمن في عدم وجود إرادة دولية ضمن مجلس الأمن قادرة على الارتقاء إلى مستوى الأحداث". واعتبر رئيس المجلس الوطني السوري أن مجلس الأمن "معطل بفعل الفيتو الروسي ومهمة الإبراهيمي ستكون محكومة بهذه الآليات القديمة التي تتحكم في مجلس الأمن والتي تعود إلى الحرب العالمية الثانية" في إشارة إلى حق الفيتو الذي سبق وان استخدمته روسيا والصين ثلاث مرات لمنع صدور قرارات مناهضة للنظام القائم في سوريا.
"دول أوروبية وعربية تدفع لمساعدي الأسد كي ينشقوا"
وكان أولاند استقبل أمس الاثنين الإبراهيمي، وكرر بعيد لقائه به "لا حل سياسيا في سوريا بدون رحيل بشار الأسد" عن السلطة، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى ما نسب للمبعوث الدولي والعربي الجديد قوله إنه من المبكر المطالبة بتنحي الرئيس السوري. بيد أن الإبراهيمي عاد ونفى ما نسب إليه بعد مطالبة المجلس الوطني المعارض له بالاعتذار من الشعب السوري.
وفي موضوع متصل نقل الموقع الإليكتروني لمجلة "دير شبيغل" الاسبوعية الألمانية الذائعة الصيت عن صحيفة "تايمز" الإنكليزية قولها إن دولا غربية وعربية تعمل على دفع المزيد من أعوان الأسد على الانشقاق. وحسب موقع "دير شبيغل" فإن صحيفة "تايمز" ذكرت أن دولا أوروبية وأخرى عربية تدعم موجة الانشقاقات في صفوف النظام السوري بدفع أموال لشخصيات سياسية وعسكرية وأمنية كي تنفصل عن نظام الأسد. وتحدثت الصحيفة عن شخصيات مهمة انشقت في الآونة الأخيرة وعلى رأسها رئيس الوزراء السابق رياض حجاب والعميد مناف طلاس الموجود حاليا في باريس.
تنحي الرئيس السوري وارد بحثه
وتزامنت تصريحات عبد الباسط سيدا مع إعلان نائب رئيس الحكومة السورية قدري جميل اليوم الثلاثاء في موسكو أن سوريا مستعدة لمناقشة استقالة محتملة للرئيس السوري بشار الأسد في إطار مفاوضات مع المعارضة. وقال المسؤول السوري في مؤتمر صحافي عقده في ختام لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "على طاولة الحوار لا شيء يمنع أن تبحث أي قضية يمكن أن يفكر أو يطلب بحثها أحد المتحاورين، حتى هذا الموضوع يمكن بحثه". لكنه تدارك أن "وضع التنحي كشرط قبل بدء الحوار يعني ضمنا إقفال طاولة الحوار قبل بدئها".
وطالبت الولايات المتحدة والدول الأوروبية وغالبية العالم العربي مرارا الرئيس السوري بالتنحي. وكررت واشنطن دعوتها هذه الاثنين على لسان الرئيس باراك أوباما. وكان لافروف صرح في وقت سابق اليوم الثلاثاء أن جهود النظام السوري لوضع حد لأعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ نحو 17 شهرا لا تزال غير كافية.
ورغم ذلك تظل موسكو الداعم الأكبر للنظام السوري. وقال لافروف بعد أن هددت واشنطن بإمكان تدخل عسكري في سوريا في حال نقل أو استخدام أسلحة كيميائية "المصالحة الوطنية السبيل الوحيد لوقف إراقة الدماء في أسرع وقت وإيجاد الشروط ليجلس السوريون إلى طاولة المفاوضات لتقرير مصير البلاد من دون أي تدخل أجنبي".
م أ م/ أ ح (أ ف بن رويترز)