أوباما يحذر الأسد من "عواقب هائلة" وأولاند يطالب برحيله
٢٠ أغسطس ٢٠١٢حذر الرئيس الأمريكي باراك اوباما الاثنين من أن أي نقل أو استخدام للأسلحة الكيميائية في سوريا يشكل "خطا احمر" بالنسبة إلى الولايات المتحدة وقد تكون له "عواقب هائلة"، في إنذار واضح لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال اوباما في مؤتمر صحافي غير متوقع "حتى الآن لم أعط أمر التدخل عسكريا" في سوريا. وتابع "لكن إذا بدأنا نرى نقلا أو استخداما لكميات من المواد الكيمائية فذلك سيغير حساباتي ومعادلتي".
وأضاف أن مسألة هذه الأسلحة التي أقرت دمشق حيازتها لمخزون مهم منها لا تعني "فحسب (...) سوريا بل أيضا حلفاءنا في المنطقة ومنهم إسرائيل. هذا الأمر يقلقنا. لا يمكن أن نشهد وضعا تقع فيه أسلحة كيميائية أو بيولوجية بين أيدي أصحاب السوء". وتابع "كنا واضحين جدا مع نظام الأسد، وكذلك مع قوات أخرى موجودة على الأرض". وأكد الرئيس الأمريكي "إننا نراقب الوضع عن كثب، ووضعنا عدة خطط (...) كما ابلغنا بوضوح وحزم جميع القوى في المنطقة أن المسألة خط أحمر بالنسبة إلينا وستكون لها عواقب هائلة".
أولاند يطالب برحيل الأسد، و لافروف يحذر من ديمقراطية بالقنابل"
من جانبه أستبعد الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند الاثنين (20 آب/ أغسطس) خلال لقائه المبعوث الدولي والعربي الجديد الأخضر الإبراهيمي التوصل لحل سياسي في سوريا "دون رحيل بشار الأسد" عن السلطة. وبحسب بيان للرئاسة الفرنسية فان أولاند "ذكر أيضا بتعهد (فرنسا) لصالح قيام سوريا حرة وديمقراطية تحترم حقوق كل مجموعة من المجموعات" الموجودة على أراضيها مؤكدا للوسيط الجديد "دعمه" له.
وكان وزير الخارجية الروسي قد حذر الاثنين مما وصفه بفرض "ديمقراطية بالقنابل". ويأتي تحذير لافروف من التدخل العسكري في سوريا وسط استمرار الانتفاضة المندلعة منذ 17 شهرا ضد الرئيس بشار الأسد دون أي دلالة على وقف إطلاق النار. وقال لافروف في كلمة ألقاها في هلسنكي حيث اجتمع مع زعماء بالحكومة الفنلندية "نجد أن من المناسب الدفاع عن ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص على أن استخدام القوة لا يتقرر إلا من خلال مجلس الأمن."
وأضاف "الوضع في سوريا مهم ويثير القلق ليس فقط بسبب إراقة الدماء، ولكن أيضا لأن نتيجة ما ستؤول إليه هذه المأساة ستؤثر على الطريقة التي ستحل بها النزاعات: إما إتباع ميثاق الأمم المتحدة وإما أن تفوز ديمقراطية القنابل."
النظام السوري يشن "هجوما وحشيا" على دمشق
ميدانيا تواصلت الاشتباكات الاثنين في نقاط متفرقة من مدينة حلب بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، حسب ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أفاد عن عمليات عسكرية واسعة في محافظة درعا (جنوب) وريف دمشق. وسقط اليوم الاثنين في ثاني أيام عيد الفطر في أعمال عنف في مناطق مختلفة في سوريا 101 قتيلا هم 54 مدنيا و19 مقاتلا معارضا و28 عنصرا من قوات النظام، حسب المرصد السوري.
وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية عصر الاثنين أن "قصفا بالطيران الحربي" استهدف حي الفردوس في جنوب حلب وتسبب في تدمير قسم كبير من مدرسة الوليد بن عبد الملك. وفي ريف دمشق، نفذت القوات النظامية حملة عسكرية في بلدتي معضمية الشام وداريا جنوب العاصمة اعتقلت خلالها أكثر من 150 مواطنا. وقتل في العمليات 21 مدنيا وثمانية مقاتلين معارضين وعدد من الجنود النظاميين.
وذكر المجلس الوطني السوري المعارض أن النظام السوري "يشن لليوم الثاني هجوما وحشيا على المدينة، مستخدما الطائرات المروحية والدبابات والمدفعية الثقيلة". وأوضح أن هذا الهجوم يأتي بعد "قرابة ثلاثة أشهر من الحصار الخانق". وأعلن المجلس مدينة الحراك "مدينة منكوبة"، مشيرا إلى أنها "تعاني كارثة إنسانية".
دمشق: الحديث عن حرب أهلية "مجاف للحقيقة"
من جانب آخر أكدت وزارة الخارجية السورية الاثنين، تعليقا على تصريحات الموفد الدولي الجديد الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أن "التصريح بوجود حرب أهلية مجاف للحقيقة وهو فقط في أذهان المتآمرين على سوريا"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية. وأضاف المصدر أن ما يجري في سوريا "جرائم إرهابية تستهدف الشعب السوري وتنفذها عصابات تكفيرية مسلحة مدعومة من دول معروفة بالمال والسلاح والمأوى".
واعتبر الإبراهيمي الأحد في مقابلة صحفية أن "هناك من يقولون انه يجب تجنب الحرب الأهلية في سوريا، لكنني اعتقد أننا نشهد الحرب الأهلية منذ وقت غير قصير. المطلوب هو وقف الحرب الأهلية وهذا الأمر لن يكون بسيطا".