سوريا: مجلس الأمن يبحث اتهامات باستخدام الكيماوي
٢١ أغسطس ٢٠١٣أعربت الولايات المتحدة الأمريكية الأربعاء (21 آب/ أغسطس 2013) عن "قلقها الشديد" إزاء المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي قرب دمشق، وطالبت بتمكين الأمم المتحدة من "الدخول فورا" إلى هذه المنطقة للقاء الشهود ومعاينة الضحايا. وإذ أكد "السعي إلى الحصول على معلومات إضافية"، شدد مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست على أن بلاده "تدين بقوة أي استخدم للسلاح الكيميائي" بعدما تحدثت المعارضة السورية عن مقتل 1300 شخص في الهجوم. وقال ايرنست إن بلاده تطالب الأمم المتحدة "رسميا القيام بتحقيق عاجل في شان هذه الاتهامات الجديدة"، مشيرا إلى أن فريق محققي الأمم المتحدة الموجود حاليا في سوريا مستعد للقيام بذلك، وسيكون ذلك منسجما مع هدفه والتفويض الممنوح له".
بدورها شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على ضرورة كشف ملابسات اتهامات باستخدام محتمل لغازات سامة ضد معاقل المعارضة في سورية. وعلى هامش ندوة لصحيفة "شتوتغارتر تسايتونغ" الألمانية، قالت ميركل اليوم الأربعاء إن الأمر يتعلق فيما يبدو بجريمة "مروعة" مشيرة إلى أن ما حدث لا يزال غير واضح بعد. وطالبت المستشارة الألمانية بأن يتولى خبراء مستقلون مهمة كشف ملابسات هذه الاتهامات.
من ناحيتها اعتبرت روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري، أن الادعاءات باستخدام السلطات السورية أسلحة كيميائية في ريف دمشق تمثل "عملا استفزازيا مخططا له مسبقا"، وفقا لبيان لوزارة الخارجية الروسية، التي دعت بدورها إلى إجراء تحقيق يتسم بالنزاهة والمهنية.
جلسة طارئة لمجلس الأمن
وبدأ مجلس الأمن الدولي مشاوراته المغلقة حول معلومات عن مجزرة في سوريا اتهمت المعارضة النظام السوري بارتكابها باستخدام سلاح كيميائي. وتعقد هذه الجلسة بناء على طلب مشترك وجهته خمس من الدول الـ 15 الأعضاء في المجلس هي فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ولوكسمبورغ وكوريا الجنوبية. ودعا العديد من أعضاء المجلس وبينهم فرنسا إلى أن يتوجه خبراء الأمم المتحدة الموجودون في سوريا سريعا الى مكان الحادث. لكن روسيا حليفة النظام السوري وصفت ما جرى بأنه "استفزاز".
وفي موازاة اجتماع المجلس، سلمت باريس ولندن وواشنطن وبرلين الأمانة العامة للأمم المتحدة طلبا رسميا بالتحقيق في هذه الاتهامات. وقال دبلوماسيون إن هذا الطلب المشترك يتحدث عن "معلومات ذات صدقية عن استخدام أسلحة كيميائية". وطلبت الدول الأربع "تحقيقا عاجلا حول هذه الاتهامات" مشددة على وجوب "السماح في شكل عاجل" للمحققين الدوليين الموجودين في سوريا "بالوصول الى كل المواقع" المشتبه بها.
في هذه لأثناء أعلن مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة ادواردو ديل أن رئيس فريق مفتشي المنظمة الدولية في سوريا اكي سيلستروم يجري محادثات مع الحكومة السورية في شان المعلومات عن وقوع هجوم استخدم فيه سلاح كيميائي. وأضاف المتحدث أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعرب عن "صدمته" لهذه المزاعم و"كرر عزمه على إجراء تحقيق معمق حول الحوادث المفترضة التي تبلغها من دول أعضاء" في المنظمة الدولية.
بيد أن ديل بوي أوضح أنه "بموجب اتفاق تموز/ يوليو" فإن الأمم المتحدة ودمشق "تبحثان في موازاة ذلك في مزاعم أخرى تتعلق بمواقع أخرى". وزير الإعلام السوري عمران الزعبي لفت بدوره إلى أن السماح للمراقبين بالذهاب إلى الغوطة يحتاج إلى "اتفاق بين الحكومة والفريق الأممي".
إلى ذلك قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن مجلس الأمن الدولي سيعقد اجتماعا طارئا لبحث اتهامات المعارضة السورية لنظام الأسد بالقيام بهجوم بالأسلحة الكيماوية. ويأتي الاجتماع بطلب من عدد من الدول منها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والسعودية، وكذلك لوكسمبورغ وكوريا الجنوبية العضوان في المجلس. وأوضح دبلوماسي أنه من المتوقع عقد هذا الاجتماع على شكل مشاورات مغلقة، لافتا إلى أن هدف المشاورات في المجلس سيكون "استمزاج آراء وإعلام" الدول الأعضاء في المجلس بالتطورات الحاصلة في سوريا من دون توقع أن ينتج عنها أي موقف رسمي من مجلس الأمن، مشيرا إلى "أنها محادثات أولية سريعة".
ع.ج.م/ أ.ح (أ ف ب، د ب أ، رويترز)