دعوات أوروبية للتحقيق في اتهامات بهجوم كيماوي قرب دمشق
٢١ أغسطس ٢٠١٣أعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه الشديد" إزاء "تقارير عن استخدام محتمل للأسلحة الكيماوية من جانب النظام السوري"، وذلك عقب تقارير من جانب المعارضة السورية تفيد بمقتل المئات في هجوم بالغاز وقصف من جانب قوات النظم السوري. وقال متحدث باسم كاثرين آشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إنه "يجب التحقيق فورا وبشكل واف في مثل هذه الاتهامات"، مؤكدا بأن "الاتحاد الأوروبي يكرر أن استخدام الأسلحة الكيماوية من جانب أي طرف في سوريا غير مقبول تماما".
من جانبه قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله، إن هذه الاتهامات "الخطيرة جدا" يجب أن تتأكد أو تدحض "في أقرب وقت ممكن". وقال "نطالب بأن تتوافر لخبراء الأسلحة الكيماوية الموجودين في سوريا إمكانية التحقق منها على الفور". أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فقال إنه إذا ما تأكدت المعلومات المتعلقة باستخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في إحدى ضواحي دمشق، "فلن يكون ذلك مجزرة فقط، بل عملا وحشيا غير مسبوق أيضا".
واتهمت المعارضة السورية والناشطون المعارضون للنظام السلطات باستخدام أسلحة كيميائية اليوم الأربعاء (21 آب/ أغسطس 2013) في إحدى ضواحي دمشق، وتحدثت عن مقتل أكثر من 650 شخصا قتلوا في "هجوم كيماوي" نفذته قوات النظام على مناطق في ريف دمشق. وفي وقت لاحق أعلن جورج صبرا، رئيس المجلس الوطني السوري والعضو البارز في ائتلاف المعارضة السورية ـ في مؤتمر صحافي دعا إليه الائتلاف في اسطنبول ـ مقتل أكثر من 1300 شخص في مناطق عدة من ريف دمشق في "هجوم كيميائي" نفذته قوات النظام.
وقال صبره، الذي أعيد انتخابه الأربعاء لولاية جديدة على رأس المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكونات الائتلاف "من يقتلنا ويقتل أطفالنا ليس النظام وحده. التردد الأمريكي يقتلنا، صمت أصدقائنا يقتلنا، خذلان المجتمع الدولي يقتلنا، لامبالاة العرب والمسلمين تقتلنا، نفاق العالم الذي كنا نسميه حرا يقتلنا".
نفي سوري رسمي
ونفى الجيش السوري أن يكون استخدم سلاحا كيماويا، وقال بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة تؤكد أن هذه الادعاءات باطلة جملة وتفصيلا وعارية تماما من الصحة وتندرج في إطار الحرب الإعلامية القذرة التي تقودها بعض الدول ضد سوريا".
من جانبه قال رئيس فريق خبراء الأسلحة الكيماوية التابع للأمم المتحدة إنه يتعين التحقيق في المزاعم بأن الحكومة السورية تستخدم غازا ساما في الهجمات ضد معاقل المعارضين المسلحين قرب دمشق. ونقلت وكالة الإنباء السويدية عن آكي سيلستروم الذي يزور دمشق مع فريق للأمم المتحدة إنه شاهد صورا تلفزيونية فقط للهجوم الذي زعمت المعارضة ان الجيش السوري قام به. وأضاف سيلستروم أن "العدد الكبير من الضحايا والقتلى المذكور يثير شكوكا. هذا شيء يجب التحقيق فيه". وتابع سيلستروم أن إجراء تحقيق سوف يتطلب أن تتصل أي دولة عضو بالأمم المتحدة بأمينها العام.
وكانت بريطانيا وفرنسا وتركيا والسويد قد دعت للتحقيق بصورة عاجلة في مزاعم المعارضة، وطالبت بالسماح لفريق التحقق ألأممي بالوصول إلى مكان الهجمات المفترضة والتحقيق فيما إذا كان النظام السوري قد استخدم أسلحة كيماوية. فيما طالبت السعودية مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع فوري اليوم حول سوريا للخروج بقرار "واضح رادع يضع حدا للمأساة الإنسانية" في هذا البلد.
ع.ج.م/ أ.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)