سوريا: عواصم غربية تدعو للسماح للمفتشين الدوليين بالتوجه إلى الغوطة
٢١ أغسطس ٢٠١٣أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم اليوم الأربعاء (21 آب/ أغسطس2013) أن الرئيس فرنسوا أولاند "سيدعو الأمم المتحدة إلى التوجه لمكان هجوم" يشتبه أن الجيش السوري استعمل خلاله غاز الأعصاب ضد مقاتلي المعارضة بضواحي دمشق. وصرحت المتحدثة للصحافيين أنه خلال اجتماع لمجلس الوزراء "أعرب رئيس الجمهورية عن نيته في دعوة الأمم المتحدة إلى التوجه إلى مكان الهجوم"، مؤكدة أنه "بطبيعة الحال يجب التحقق من تلك المعلومات وتأكيدها".
من جانبه، قال مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية فينسان فلورياني إنه لا بد من "التحقق من الادعاءات باستخدام أسلحة كيميائية في تلك الهجمات". وأضاف أن "فرنسا تدين الهجمات الدامية المنسوبة إلى النظام السوري الأربعاء 21 آب/أغسطس في منطقة دمشق والتي تجاوزت حصيلتها المؤقتة مئة قتيل، لا بد من محاسبة مرتكبي تلك الأفعال التي لا تغتفر". وأعلنت المعارضة السورية أن الهجمات بالأسلحة الكيميائية أسفرت عن سقوط أكثر من 650 قتيلا.
ضرورة الوصول إلى المناطق المنكوبة
من جهتها، قالت بريطانيا اليوم الأربعاء إنها سترفع تقارير عن شن قوات الأسد هجوما بأسلحة كيماوية إلى مجلس الأمن وطالبت دمشق بالسماح لمفتشي الأمم المتحدة بالوصول إلى مكان الهجوم. وقال وليام هيج وزير الخارجية البريطاني في بيان "أشعر بقلق بالغ إزاء تقارير بمقتل المئات من الأشخاص وبينهم أطفال في غارات جوية وهجوم بأسلحة كيماوية على مناطق واقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة قرب دمشق."
وصرح هيغ بأن التقارير عن الهجوم الكيماوي الذي نفته الحكومة السورية على الفور لم توثق بعد وأن بريطانيا تسعى للحصول فورا على مزيد من المعلومات. وقال هيج "لكن من الواضح أنه إذا ثبتت (التقارير) ستكون تصعيدا صادما في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا" وأضاف أن بريطانيا ستحاول محاسبة من استخدم الأسلحة الكيماوية أو أمر باستخدامها. واستطرد "أدعو الحكومة السورية للسماح بوصول فريق الأمم المتحدة، الذي يحقق حاليا في مزاعم سابقة عن استخدام أسلحة كيماوية، في الوصول إلى المنطقة."
يذكر أن بريطانيا مساعدات غير فتاكة لمقاتلي المعارضة السورية الذين يحاولون الإطاحة بالأسد، لكنها لم ترسل لهم أسلحة وأحبطت روسيا والصين جهودها الدبلوماسية في الأمم المتحدة لممارسة ضغوط على الأسد.
ودعا وزير الخارجية السويدي كارل بيلد الأربعاء سوريا إلى السماح "بصورة عاجلة" لمحققي الأمم المتحدة من معرفة ما إذا كان النظام استخدم أسلحة كيميائية. وكتب بيلد على تويتر "يجب السماح لمحققي الأمم المتحدة من الوصول إلى المكان الذي تعرض لهجمات محتملة بالأسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق".
الجيش السوري ينفي استخدام الأسلحة الكيميائية
من جهته، نفى الجيش السوري اليوم أن يكون استخدم أسلحة كيميائية في قصف مناطق في ريف دمشق كما تقول المعارضة، معتبرا أن هذه "الادعاءات باطلة جملة وتفصيلا" تندرج في إطار "الحرب الإعلامية" على سوريا وتهدف إلى التغطية على "هزائم العصابات المسلحة" على الأرض. وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان نشرته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" إن ما قيل عن قصف مناطق ريف دمشق بالاسلحة الكيميائية "ادعاءات باطلة جملة وتفصيلا وعارية تماما من الصحة وتندرج في إطار الحرب الإعلامية القذرة التي تقودها بعض الدول ضد سوريا".
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء أن السفير السوري لدى روسيا نفى اليوم الأربعاء اتهامات بأن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استخدمت أسلحة كيماوية ضد المدنيين في هجوم قرب دمشق. ونقلت الوكالة عن رياض حداد قوله "هذا ليس صحيحا." وأضاف "كل المعلومات عن هذا الأمر مفبركة وتهدف إلى تضليل المفتشين الدوليين" في إشارة إلى فريق للأمم المتحدة يحقق حاليا في مزاعم سابقة عن استخدام أسلحة كيماوية في الصراع السوري.
وكان الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية أعلن في وقت سابق اليوم أن 650 شخصا قتلوا في "هجوم كيميائي" نفذته قوات النظام اليوم الأربعاء في ريف دمشق. وجاء على الحساب الرسمي للائتلاف على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي أن "أكثر من 650 قتيلا هي الحصيلة المؤكدة للهجوم الكيميائي الدموي في سوريا".
ش.ع/ ح.ز(د.ب.أ، أ.ف.ب، رويترز)