روسيا تعرقل مشروع قرار دولي ضد الأسد، والمعارك في وسط دمشق
١٦ يوليو ٢٠١٢صرح دبلوماسيون أن روسيا تعرقل منذ الجمعة الماضي مشروع بيان لمجلس الأمن الدولي يدين استخدام القوات السورية أسلحة ثقيلة في التريمسة بوسط سوريا. ويؤكد مشروع القرار الذي تعرقل روسيا تبنيه من قبل مجلس الأمن على أن استخدام الجيش السوري للمدفعية والمصفحات والمروحيات يشكل "انتهاكاً لالتزامات وتعهدات" دمشق لتطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي عنان واحترام قرارات الأمم المتحدة والقوانين الدولية. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن عمليات القصف والمعارك أسفرت الخميس عن سقوط أكثر من 150 قتيلاً، بينهم عشرات المعارضين المسلحين في التريمسة. وكانت المعارضة وقسم من المجتمع الدولي قد وصفا هذه العملية بـ"المجزرة".
لكن روسيا تعتبر أن ما جرى في التريمسة "ليس واضحاً" كما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد الدبلوماسيين. وقبل أن تتخذ موقفاً من مشروع البيان تطالب موسكو بأن يقدم الجنرال روبرت مود، رئيس بعثة الأمم المتحدة في سوريا إلى المجلس خلاصة ما لاحظه مراقبو الأمم المتحدة في المكان.
وبعد إرسال دوريات إلى التريمسة السبت والأحد أعلنت بعثة الأمم المتحدة أن "أكثر من 50 منزلاً أُحرقت أو دمرت"، مشيرة إلى وجود "برك دماء وبقايا أدمغة" بشرية، لكن دون إعطاء حصيلة واضحة. وأشارت البعثة إلى استخدام "المدفعية وقذائف هاون وأسلحة خفيفة"، على عكس ما كانت أكدته وزارة الخارجية السورية الاثنين من عدم استخدام أسلحة ثقيلة خلال الهجوم على التريمسة.
"الثوار أصبحوا داخل العاصمة دمشق".
وشهدت الساعات الماضية منعطفاً في المعارك العسكرية في سوريا مع امتداد المواجهات الواسعة إلى العاصمة التي تشهد بعض أحيائها منذ الأحد اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الجيش الحر، التي تعد الأولى بهذه الحدة منذ بدء الأحداث قبل 16 شهراً. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "إنها نقلة نوعية في المعارك"، معتبراً أن الاشتباكات في دمشق تحمل "تهديداً واضحاً للنظام وبما انها تتواصل لساعات وأيام فهذا يعني أن الثوار أصبحوا داخل العاصمة". وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية "إنها المرة الأولى التي تتواجد فيها آليات مصفحة وناقلات جند في حي الميدان" القريب جداً من وسط العاصمة. وتابع "حين لا تستطيع القوات النظامية السيطرة وترسل الآليات المصفحة، فهذا يدل على ضعف النظام وعلى حضور قوي للثوار في دمشق".
وجاء في بيان للمرصد صدر مساء الاثنين (16 يوليو/ تموز) أن "الاشتباكات مستمرة في منطقة ابو حبل والزاهرة القديمة في حي الميدان الذي استشهد فيه ثلاثة مواطنين أحدهم مقاتل من الكتائب الثائرة". وأشار إلى استمرار الاشتباكات في حي التضامن في جنوب العاصمة، وقتل فيها شخص إثر إصابته بإطلاق رصاص في شارع دعبول، كما قتل شاب في حي نهر عيشة إثر أصابته برصاص قناص.
واتسعت دائرة الاشتباكات مساء لتصل إلى حي العسالي وشارع خالد بن الوليد وأحياء جوبر والقابون وبرزة. وشملت الاشتباكات خلال الساعات الماضية حي كفرسوسة في غرب العاصمة. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري للجيش الحر في محافظة دمشق احمد الخطيب للوكالة الفرنسية إن "حيي الميدان والتضامن خرجا عن سيطرة القوات النظامية"، مضيفاً أن "الجيش يقصف هذين الحيين من الخارج". وأضاف الخطيب أن المنطقتين تتألفان من أزقة ضيقة، ويصعب بالتالي على الجيش دخولهما. وأكد أن النظام "بات في موقع دفاعي".
قلق دولي من الوضع في سوريا
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الاثنين أن أعمال العنف في سوريا باتت تنطبق عليها تسمية الحرب الأهلية. من جهة ثانية، أعلن مدير العمليات في مركز تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة أن الحكومة السورية تعتمد "سياسة عرقلة كثيفة" تحول دون وصول المساعدة إلى حوالي 850 ألف شخص يحتاجون إليها داخل سوريا. ويعد الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة لفرضها على نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتوقع تبنيها في الأسبوع المقبل، على ما أفادت مصادر أوروبية الاثنين.
من جانب آخر طلب المغرب الاثنين من السفير السوري المعتمد لديه مغادرة المملكة بـ"اعتباره شخصاً غير مرغوب فيه". وأكدت وزارة الخارجية والتعاون المغربية أن "الوضع في سوريا لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه". وعلى الأثر أعلنت السلطات السورية السفير المغربي المعتمد لديها "شخصا غير مرغوب فيه"، حسب ما أوردت وزارة الخارجية السورية في بيان، وذلك "عملا بمبدأ المعاملة بالمثل".
نشر حاملة طائرات أمريكية
وأكد المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل اليوم الاثنين أن البحرية الأمريكية ستسرع نشر حاملة طائرات وسفنها المرافقة في الشرق الأوسط لمواجهة التوتر في المنطقة، ولاسيما مع إيران وسوريا. وصرح ليتل لصحافيين أن "وزير الدفاع ليون بانيتا وافق في الأسبوع الفائت على طلب من القيادة الأمريكية الوسطى لتسريع إرسال يو اس اس جون ستينيس بأربعة أشهر". والقيادة الوسطى الأمريكية تعمل في الشرق الأوسط الذي يمتد بتعريفها من البحر الأحمر إلى الخليج والشطر الغربي من المحيط الهندي. وتتواجد سفينتا يو اس اس ابراهام لينكولن ويو اس اي انتربرايز في المنطقة. وقريباً ستحل يو اس اس دوايت ايزنهاور محل لينكولن. ومنذ مطلع 2012 تتواجد حاملتا طائرات في المنطقة نتيجة التوتر فيها.
( م أ م/ أ ف ب، رويترز)
مراجعة: عماد غانم